ثقافة وفكر
أخر الأخبار

كيف نعرف الروايات الجيدة من الروايات الرديئة؟

لا وجود للقواعد المسبقة لكتابة الرواية، وهذا رأي معظم أصحاب المهنة، ويقول الكاتب المصري بهاء طاهر إن ما يؤلفه الروائيون الموهوبون، سواء جاء إبداعهم احتذاء لمثال سابق أو ابتكارا جديدا على غير مثال، يكون بمثابة العرف في الكتابة. وهذا البعد المراوغ في التوليفة الروائية يفتح المجال لسرب من الأسئلة بشأن المصادر التي يستمد منها النص القوة الإقناعية.

هل يكون الرهان معقودا على الموضوع أو على المبنى السردي؟ هل القارئ يسأم الكاتب الذي يعاني ويفضل من يلعب أو يخفي تعبه ويتظاهر بأنه يلعب كما يذهب إلى ذلك عزت قمحاوي؟ لماذا تبدو بعض الروايات ممتعة وغيرها تفتقد إلى عنصر المتعة والتشويق؟ هل تكمن الطاقة الإبداعية في الارتياد بالقارئ نحو العوالم غير المألوفة أو تظهر البراعة في إعادة صياغة ما هو مألوف بنسخة تبدو جديدة بالنسبة إلى المتلقي؟ ومن المعلوم أن الكلام يدور على الأغلب حول ما يضفي القيمة الإبداعية على النص الروائي، ومن هذا المنطلق تتسلسل الأسئلة ولكن ماذا يكون الأمر لو عكسنا عقارب البحث وأتى السؤال مستطلعا طبيعة الرواية متدنية الجودة؟ ماذا يدور بالذهن آنذاك؟

حرفية الكاتب

يعترف الكاتب والأكاديمي الجزائري لونيس بن علي بأن السؤال عن الرواية متدنية الجودة أو ما يسميه بالرواية الرديئة غير متوقع، مشيرا إلى أن القارئ يدّعي في أعماقه بأنه يعرف الإجابة، ولكن ما إن يباغته السؤال حتى ينال منه الخرس. ويرى بن علي بأن ما يساور القارئ أمام هذا السؤال يذكر بما حدث للقديس أوغسطين، عندما سألوه عن الزمن، بعيدا عن خطاب النظريات، وصرامة المعاجم المتخصصة.

ويضيف مؤلف “الكتابة في المناطق المحظورة” موضحا نظرته إلى الرواية الرديئة وهي “الرواية التي لا يكملها القارئ وتقع في طيات النسيان دون الشعور بالذنب”. وللرداءة حسب اجتهاد لونيس بن علي مستويان “الرداءة في البناء الفني، كأن نقول إن الرواية تعاني من ضعف فني، ومن ضعف لغوي وفقر خيالي… إلخ، وهذه التحديدات قد لا تعني القارئ العام، لأن الأخير قد يرى الرداءة في الموضوع، كأن يشكو من موضوعات بعض الروايات بأنها تخدش الحياء العام. وبالنسبة إلى شريحة كبيرة من القراء، هذا كاف لإلقاء تلك الروايات في النار”.

أما جودة النص الروائي من منظور المديرة الإعلامية في دار هاشيت أنطوان جنان جمعاوي، فهي مرتبطة بعنصر الدهشة، وما تعنيه بالدهشة هو الإحساس بأن الرواية أو راويها أو شخصياتها أمسكت بنياط القلب وتسير بالمتلقي حتى النهاية ولا يداهمه الارتياب بمصداقية ما يتابع.

 تلفت جمعاوي الانتباه إلى أن الانتهاء من الرواية الناجحة يقابله الشعور بالفراغ والشك لا يبرح القارئ بوجود نص يوازي ما صحبه قيمة وإبداعا. وما ينزع الجودة من الرواية برأي جنان هو الافتعال والتكلف في السرد مشددة على أن في ذلك نسفا للرواية.

تشبّه جنان الكاتب المتكلف، كما في الحياة مع محاور متكلف، يجعلها تنفر من كتابه. متابعة “هذا الجهد الذي يبذله الكاتب ليصنع نصا جميلا يخلق لديّ شعورا بأن الكاتب يتملقني لأحب نصه، ولم يترك لي خيار أن أحب النص بسبب جودته”. وعن موقع الموهبة في تقديم نص مقنع تقول إن “موهبة الكاتب ليست المعيار الوحيد لكي يخلق نصا جيدا، ثمة عناصر مهمة أخرى: افتتاحية الرواية، عليها أن تكون قوية، فهي الباب الأساسي الذي سيعرّفني بمتن الرواية وشخصياتها، والأهم ستعرّفني إلى الصوت السردي لكاتب الرواية. إيقاع الرواية بالنسبة إليّ مهم أيضا، لا أعني هنا أن تكون الرواية سريعة الإيقاع أو بطيئة، وإنما منطقية. السرعة في تطور الأحداث بشكل غير منطقي تجعلني أشعر أحيانا وكأن الكاتب فقد السيطرة على شخصياته، في حين أن البطء غير المنطقي يجعلني أشعر وكأن الكاتب يماطل لأنه فقد بوصلته”.

لا تفوّت جمعاوي الإشارة إلى عنصر فارق في العمل الروائي وهو تعددية الأصوات، غير أن هذا الملمح الفني قد ينقلب نقمة على تشكيلة العمل ويصيب جودته في مقتل عندما يتحدث جميع الرواة أو الأصوات بلسان الكاتب. لذلك تطالب الكاتب بأن يحترم ذكاء القارئ وهو يغامر بتأليف رواية بوليفونية. إذ لا يصح في الرواية أن تتحدث فتاة مراهقة بلغة أستاذ الفلسفة، لأن الاهتمام بمستويات اللغة من صميم الطبخة الإبداعية على حد قولها.

بدوره يفتح الكاتب المغربي محمد سعيد أحجيوج قوس النقاش على غياب مفهوم الصنعة في محترف الروائي العربي، بخلاف الشعر الذي أخذ مكانته بوصفه حرفة أو صنعة أدبية ناضجة. وانعدام الرؤية في التعاطي مع فن الرواية برأي صاحب “متاهة الأوهام” تنسحب على القارئ كما الكاتب وحتى على عدد كبير من النقاد.

ويضيف “ما يغلب على القراءات الانطباعية والنقدية هو هواجس تكاد تنحصر في عوالم الحكاية والقصة والأمثولة، ويغيب الحديث تماما عن حرفة الكتابة وأسلوب الكتابة والعناية بالكتابة، إلا كلمات عابرة تنحصر في الحديث عن جمالية اللغة. والحال هذه لا داعي للاستغراب إذا وجد كتّاب، بعد سنوات من مراكمة الروايات، ما زالوا يرتكبون أخطاء الهواة. لديهم حكايات جميلة لا شك، لكنهم لا يملكون أدوات الكتابة باعتبارها حرفة قابلة للتجويد”.

هذا النقص هو العامل الأبرز برأي مؤلف “ليل طنجة” لتواضع الرواية العربية. يحدد محمد سعيد أحجيوج أبرز الأخطاء وأكثرها تكرارا وهي: اللغة الأحادية والإخلال بزاوية النظر عند السارد. صارت الرواية البوليفونية موضة عند الكتّاب حاليا، وصاروا يعشقون كتابة الرواية متعددة الأصوات، لكن ما أندر الكتّاب القادرين على ذلك، فالغالبية منهم يكتبون ما يفترض أنه رواية متعددة الأصوات لكن بصوت واحد. كل رواة/ شخصيات الرواية يتحدثون اللغة نفسها بالأسلوب نفسه دون أي تمييز ولو سطحي في لغة أي منهم. ولا يسعك إلا أن تصف هذه الرواية بأنها رديئة.

يتطرق أحجيوج إلى نقطة أخرى قد لا تكون أقل إزعاجا من غيرها إذ نقرأ بتركيز متتبعين سرد الراوي (وهو غالبا متكلم مشارك في الأحداث) ثم فجأة تجد الراوي يخبرك بأشياء لا يمكن أن يكون عالما بها. هنا الأمر قريب من مشكلة لغة السرد الأحادية في الرواية متعددة الأصوات.

ويتابع “يمنح الكاتب كل الرواة صفة الراوي العليم رغم استحالة ذلك وفق منطق الرواية نفسها. هذه ثغرة في الكتابة لا أستطيع تخطيها فأترك الرواية، هذه الرواية الرديئة، جانبا إلى الأبد. لا يمكن إنكار دور الموهبة (الفطرة) في مجالات الإبداع، وهي ضرورة حتمية لا يمكن للكاتب أن يخط دونها نصا يتجاوز رصف الكلمات جنبا إلى جنب، لكن الكتابة هي أيضا صنعة. حرفة لديها أدواتها التي تحتاج إلى الصقل والتجويد، وإلا فإن الحال ستكون كما هي الآن: هيمنة الرواية الرديئة وضياع الرواية المختلفة تحت أكوام من روايات لا تختلف واحدتها عن الأخريات شيئا”.

الإمساك بالقارئ

ما يتبادر إلى ذهن الكاتبة اللبنانية عزة طويل حين يكون الحديث عن الرواية متدنية الجودة هو الروايات المليئة بالإنشاء والتي تطيل لتصف شيئا واحدا، أكثر من ذلك ينطبق فحوى مفردة الجودة الأقل برأي صاحبة “لا شيء أسود بالكامل” على الرواية التي لا تشدك لا بلغتها، ولا بحبكتها، ولا بأسلوبها، ولا بشكلها، ولا بتقنياتها وبما أن العمل الروائي تجسيد لواقع متخيل لذلك وعلى هذا التجسيد أن يكون مقنعا، وأن يضيء على جانب ما. إن وصف علاقة غير سعيدة بمئتي صفحة وتكرار سبب واحد مموج خلالها لهذه التعاسة دون أن يتم تفكيك أي طبقة من طبقات هذه العلاقة هو مصدر التعاسة بنظر طويل.

ترى الكاتبة سعادة القارئ تتمثل بما يلتقطه الذهن وإن كان النص يتناول أكثر المواضيع إيلاما أما التعاسة فتراها في الوقت الذي تمضيه في قراءة الرواية دون أن تقاضي زمنها بأي مقابل فكري، أدبي، أو إبداعي. تلخص طويل رأيها في الرواية متدنية الجودة بالقول هي تلك التي تفتقر إلى الصدق، والتي تدفعك إلى الملل، وتشعر بأنك تجبر نفسك على قراءتها، ولا تأتي بأي جديد. كل يوم تصبح مهمة الكاتب أصعب، إذا أراد لعمله أن يكون مميزا بصدق، إضافة إلى أن الأخطاء في التركيب الروائي، والثغرات في الحبكة والمنطق، والأغلاط اللغوية الفادحة والركاكة في الأسلوب تؤدي طبعا إلى غياب الجودة.

أما الكاتب التونسي سفيان رجب فيكشف أوراق ما يسميه بالروايات الغبية التي تفضح نفسها منذ البداية، لافتا إلى ما يفصلها عن النصوص الماكرة التي تنجح في شد القارئ إلى الصفحة الأخيرة ومن ثم يتساءل القارئ “ما المميز في هذه الرواية؟”، تبدو مثل الفخ، رغم أنها رواية عادية جدا، إلا أنها تنفلت من مراقبة القارئ إلى النهاية. هذا النمط من الروايات يستأثر بمداخلة صاحب “قارئة نهج الدباغين” لأنه يورط القارئ بمقدمة جذابة، ومثيرة للفضول، لكن ما يحصده القارئ  في الأخير هو الشعور بالخيبة، والوقوع في الخدعة، لأنه بذر وقته في تجربة مجانية.

لكن لا ينكر رجب بأن الوسط الأدبي يحتاج إلى الروايات الخادعة فهي تحيل إلى الروايات العظيمة التي ذاع صيتها، يشعر القارئ، بعد أن يكمل قراءتها، أنه مدفوع إلى المقارنات، فيعود إلى تلك الرواية الفارقة في حياته ليعيد قراءتها. يرى مؤلف “اليوم جمعة غدا خميس” بأن المقروئية تتغذى من الروايات العظيمة والروايات الماكرة أيضا.

ويذكر بأنه قد قرأ روايات كثيرة، كانت مرصعة بالنجوم في سماء تقييمات القراء، لكنه اكتشف أنها مجرد روايات عادية، تمارس ألعابا استعراضية مثيرة للضحك، لكن في المقابل أعجب ببعض حيلها الفنية، وتعيده إلى روايات مهمة قرأها من قبل. إنها تشبه علاقة ببعض الأشخاص، يستدعي حضورهم الانبهار أول الأمر، لكن سرعان ما يتم الاكتشاف أنهم مجرد استعراضيين، والفضل الوحيد الذي يمكن اكتسابه من العلاقة بهم أنهم يعيدون إلى صفحة الذاكرة أشخاصا عظماء كانوا معروفين ولكن فترت العلاقة بهم لسبب ما.

الأصالة والجرأة

الرواية الفاشلة بالنسبة إلى الكاتبة العراقية كولاله نوري هي تلك التي لا تجعلها تشعر بأن ما تقرؤه مجرد رواية بل عالم مع حيوات حقيقية، مؤكدة بأن الرواية التي لا تشدها من الصفحات الثلاث الأولى لا تعدها رواية ناجحة، ملمّحة بأنها لا تقول من الصفحة الأولى كي لا تقع في شرك المبالغة، ما تعرفّها كولاله بالرواية الفاشلة هي تلك التي تأخذ أفكارا عالمية وتبني عليها رواية محلية، متسائلة إذا كان الكاتب غير قادر على الابتكار، لماذا التكرار وهو أمر لا تستسيغه.

وتشدد على أن الرواية التي لا تجعلها تنقّب عن سيرة الكاتب وأعماله الأخرى بلهفة، لا تجدر أن توصف برواية ناجحة. الرواية التي تتكلم شخصياتها بنفس الوتيرة والمعرفة وكأنها شخصية واحدة (عادة تكون شخصية الكاتب) هي رواية ليست لها علاقة بفن الرواية. بل خواطر مرتبطة بأفكار الكاتب وحده. الرواية التي لا تشعر المتلقي بفقدان شيء ما وكأنه يودع ضيوفا أعزاء بعد الانتهاء من قراءتها هي رواية غير ناجحة، الرواية التي لا تجعل المتابع يفكر بالعودة إليها يوما ما تنقصها القيمة الفنية.

تشير كولاله نوري إلى ظاهرة الروايات المنتفخة بالمقولات المقتبسة من معجم الفلاسفة والمشاهير، وهذه الصرعة الرائجة ليست إلا أعراضا للعجز الإبداعي حسب رأيها.

من جانبها تبحث الكاتبة السورية غنوة فضة عن زاوية مختلفة لمعاينة الموضوع فباعتقادها أن لكل زمان آدابه وفنونه، وأيّ ملمح من ملامح الإبداع لا بد من ظهور وجه آخر له. متسائلة عن تسمية ذلك بالوجه الطفيلي الذي يقتات على صورته الناصعة وعلى وظيفته الجمالية، وهل هناك ما بدد عبر الزمن تلك السمة التدميرية لما يدعى بـ”الأدب الرديء”؟

ما يهم فضة هو إدراك وجه مختلف من المشهد لذلك لا يؤرقها ما يسمّى بالأدب الرديء، لأن الحياة تقوم على النقائض، والثنائيات تشكل جوهر الوجود. وطالما أن هناك من تحدث عن “جماليات القبح”، يمكن القول إن الروايات الجيدة؛ أي تلك التي تتنبأ وتستشرف وتخلد، تستدعى عند قراءة الرديئة منها، لا من أجل التباهي، بل من أجل إرضاخ الرداءة لبلاغة الجمال، والتخفف من تلوث الفن الروائي بشظايا الظواهر الطارئة، كالبيست سيللر، والجري المحموم خلف الجوائز.

وتضيف “في الوقت الذي تحيا فيه روايات لأعوام، سرعان ما يوجد غيرها ينطفئ ويقع في أعطاف النسيان. طالما أن تلك الأعمال لا تستشرف من واقع بيئاتها حدثا، ولا تحمل همّا جماليا مدفوعا بقوة اللغة أو الأسلوب، فهي لن تقدم للفن الروائي أدنى تطور، وستكون مجرد استنساخ لأفكار سابقة ومكرورة. والأمثلة على ذلك كثيرة: مجرد إلقاء نظرة على عدد الروايات التي تظهر مثل برق ثم ترفع على الرفوف ليأكلها الغبار يكفي لنعلم أنه في الأدب دونا عن غيره من الميادين الفكرية لا ينجو إلا الأصيل.

تختلف مواصفات الجودة عند الكاتب العراقي محمد جمعة فهو لا يصرف النظر إلى المعايير الداخلية ويهتم أكثر بما يسمّيه المحك الخارجي، ولأن الأدب النوعي قائمٌ على التخليق المتواصل، فإن الرواية الجيدة هي واعية بانهيار المركزيات العالمية، وصعود الهوامش على حساب المراكز، متسائلا عن قيمة النص الروائي غير المستوعب لغليان العالم في جوانبه السياسية والاقتصادية والتاريخية.

الموهبة ضرورة حتمية لا يمكن للكاتب أن يخط دونها نصا يتجاوز رصف الكلمات لكن الكتابة هي أيضا صنعة

 يريد جمعة أن يواكب الأدب صيرورة العالم برمته والسبر في مسار التحولات، ولا يعني بذلك التسجيل والمشاهدة، بل الاستيعاب والتكسير والإنتاج المضاد. فإن الروائي الجيد هو من يمشي خارج أرتال الثوابت الكتابية والثقافية والتاريخية والدينية، وهو الساعي إلى فتح دروب جديدة حتى وإن كانت في أرض كتابية غير مطروقة، يوما ما سيتبعه آخرون ويسلكون طريقه، وسيصبح مأهولا بلا شك، هذا الفعل يتطلب جرأة مولودة عن قطيعة منتجة مع التراث، قطيعة قائمة على إعادة القراءة وفق نسق علمي لا يطيح بأدبية النص أو منطقية العلم.

ويضيف “لكي لا نغفل اللغة معيارا للجودة، فيمكن القول، إنها إنتاجٌ تواصلي واستيعاب للسان المعاصر بتعدد مستوياته وبيئاته، وهنا لا يمكن للرواية أن تكون متجاوزة للسائد والمبتذل، ما لم تكن ذات همّ لغوي حقيقي، المراجع الثقافية، لغة النص الروائي الجيد هي اللغة المتوترة توترا يحفظ للكاتب غفلته، وهي ما ينبغي أنْ تبنى بمعمار يضمن للقارئ غرفا وممرات دائمة الاحتكاك مع بعضها، لكي يظل النص ولادا باستمرار، لا أن يموت من أول احتكاك/ اختبار. إن كان هناك مندوحة للتعقيب على المشاركين المستطلع آراؤهم فيمكن القول إن الجدل القائم حول الرواية وآفاق تطورها يؤكد بأنها تنفرد من بين جميع الأجناس الأدبية بمرونتها في التجديد والتحوير في جيناتها واستيعابها للخطابات المتعددة ومخاصمتها للوثوقيات واليقين لأن ما يقتل ليس الشك إنّما اليقين في المذهب الروائي. لذلك فمن الطبيعي أن تتسع مساحة الارتياب في عالم الرواية الريبة من القراءة والتأليف على حد سواء”.

العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى