وسط المشهد الدموي العصيب في غزة، واستمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، مستهدفا النساء والأطباء وكبار السن في جريمة إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، حرص مخرجان أحدهما فلسطيني والثاني إسرائيلي على توثيق جرائم الاحتلال وفضح سياساته العنصرية أمام المجتمع الدولي من خلال فيلم يحمل اسم «لا أرض أخرى» فاز بجائزة مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ74.
المخرجان هما: الإسرائيلي يوفال إبراهام والفلسطيني باسل عدرا، ووبعد حصوله على جائزة أفضل فيلم وثائقي، تحدث يوفال عن تلقيه تهديدات بالقتل من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
يقول المخرج يوفال: «القناة 11 الإسرائيلية وصفت كلمتي بعد فوزي بالجائزة، بمعاداة السامية وتلقيت تهديدات بالقتل».
ما القصة
يروي الفيلم قصة منطقة «مسافر يطا» في فلسطين، وهو تجمع يضم 20 قرية ويقع جنوب الضفة الغربية، تحديدًا في محافظة الخليل، التي يعاني سكانها من تضييق الخناق واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني، طمعًا في إخلاء منازلهم وتخليهم عن أراضيهم للاستيلاء عليها.
آلة القمع الإسرائيلية
وأضاف يوفال في تصريحات له: «في الواقع يوجد عدد قليل جدا من الإسرائيليين في المجتمع الإسرائيلي ممن يقفون ضد الاحتلال وآلة القمع الموجودة بالمنطقة. لكن هذا الشيء لم يقلقني بقدر ما منحني القوة، لأن كل شخص يقف معنا من تلك الجهة يعطينا قوة، ونحن نرحب بأي شخص يعلن وقوفه ضد ما يحدث ويضم صوته إلى صوتنا ويساندنا وينضم إلينا».
وقال يوفال: «أنا أعيش في ظل نظام مدني وباسل في نظام عسكري. نقيم على بعد 30 دقيقة فقط من بعضنا البعض. أتمتع بحق التصويت، أما هو فلا، ويُسمح لي بالتحرك بحرية في هذا البلد، في حين أن باسل، مثل ملايين الفلسطينيين، مقيد في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن تنتهي عدم المساواة هذه بيننا».
التهجير القسري
من جانبه، أكد الصحافي والمخرج الفلسطيني باسل عدرا سعيه لمخاطبة الغرب من أجل «فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي» ومموّلي إسرائيل بالسلاح ليدركوا الممارسات غير الآدمية التي يتعرضون لها بصفتهم فلسطينيين.
وقال عدرا إنه حاول من خلال فيلمه تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية ضد أهالي منطقته «مسافر يطا» وعملية «التهجير القسري»، التي يتعرضون لها منذ عقود، وعلى الرغم من محاولات صمودهم المستمرة فإن الضغط يزداد يوماً بعد الآخر وسط صمت من المجتمع الدّولي.
وأضاف أن منطقة «مسافر يطا»، التي ينتمي إليها ويعيش فيها مع عائلته تواجه مخططات إسرائيلية لتهجير جميع سكانها، خصوصاً بعد صدور حكم المحكمة الإسرائيلية العليا باعتبار أن المنطقة مخصصة للتدريبات العسكرية، في حين تتواصل عملية بناء المستوطنات بدلاً من القرى والتجمعات الفلسطينية المحدودة الموجودة في المنطقة.
5 سنوات من العمل
واستغرق المخرجان نحو 5 سنوات في التحضير للفيلم بجانب استعانته بمواد أرشيفية مصورة للمنطقة على مدار أكثر من 20 عاماً، وهو ما أوجد لديه مادة فيلمية كبيرة عليه الاختيار فيما بينها.
المصدر: الغد