عليكم أن تخجلوا، يا أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب. في الأسبوع الماضي، عقدتم جلسة مشينة غير مسبوقة في تلة الكابيتول. صفقتم لسياسي غير مرغوب فيه الآن في أي عاصمة ديمقراطية في العالم. منحتم احترام الملوك والتصفيق لشخص قد يصبح شخصاً تطلبه “لاهاي” للمثول أمامها، شخصاً متهماً بجرائم حرب خطيرة ويشرف على أكثر الهجمات وحشية على مدنيين عاجزين. صفقتم لنتنياهو.
في حين أن الكثير من الإسرائيليين ينكمشون خجلاً عند رؤية الكنيست خاصتهم، فإن البرلمان الأكثر أهمية في العالم أظهر عاراً أكبر: مسرح دمى. ينهضون ويصفقون لكل شعار كاذب، تقريباً بالإجماع. باستثناء عدم حضور الجلسة كما فعل عشرات المشرعين الديمقراطيين، ألم تسمعوا عن طرق احتجاج برلمانية؟ اتركوا التهذيب الأمريكي جانباً، أليس هناك تحفظ ما؟ الهتاف لمجموعة من الأغبياء؟ أتؤيدون القتل في قطاع غزة؟ تؤيدون ما يتم الشك فيه بأنه إبادة جماعية، لكنه بالتأكيد قتل؟ هل عرفتم لماذا تصفقون؟ لماذا نهضتم عشرات المرات عن الكراسي؟ لماذا أظهرتم له كل هذا الاحترام؟ أمن أجل القتل الجماعي الذي لم يكلف هذا الشخص نفسه حتى عناء ذكر أي كلمة عنه وكأنه غير موجود؟ صفقتم لقتلة آلاف الأطفال، الذين أصبحوا أيتاماً ومعاقين ومبتوري الأطراف والمصابين بالصدمة والجائعين والمرضى والضائعين.
صفقتم لخطاب مصقول ورائع – فارغ حتى الألم – ولكن لم تكن فيه أي كلمة متعلقة بالواقع، ولم تكن فيه أي جملة قصدها ملقي الخطاب، بدءاً بجهوده لتحرير المخطوفين وانتهاء بالحلم الذي طرحه حول مستقبل غزة، الذي هو ليس سوى رؤية عظام جافة إلى الأبد. ألهذا صفقتم، أيها المشرعون الأمريكيون، كيف يمكن أصلاً التصفيق لنتنياهو في تموز 2024؟ باستثناء كوفية كانت تضعها رشيدة طليب، وغياب واضح لعدد من زملائها، فإن أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وقفوا على أرجلهم ليقولوا لإسرائيل: ما تفعلونه في غزة يجري باسمنا. نحن مع القتل والتدمير. استمروا في خرق القانون الدولي، وتجاهلوا موقف العالم وصدمته واشمئزازه، نحن إلى جانبكم مع البربرية.
لقد انطلت عليكم كل ألاعيب الدعاية الإسرائيلية وخدعها الرخيصة والمخجلة جداً، التي لا ترى سوى من 7 تشرين الأول. لم يحدث أي شيء قبله أو بعده. مثل متسول يكشف عن يده المبتورة ليحصل على صدقة، عرض عليكم نتنياهو جندياً إسرائيلياً مبتور اليد، وجندياً آخر داكن البشرة، وجندياً ثالثاً على عكازات، ومخطوفة تم تحريرها، وابن عائلة لمخطوف لم يرجع بعد. ذرفتم الدموع. ماذا بشأن عشرات آلاف الضحايا والقتلى والمهجرين والمعاقين والمصابين الفلسطينيين، والمخطوفين الفلسطينيين الذين يموتون، حرفياً، في منشآت الاعتقال في إسرائيل؟ هل سمعتم عنهم؟ أيعنيكم مصيرهم؟ لماذا لا يستحق هؤلاء الرحمة والتعاطف منكم؟
لا أحد أنقذ السلطة التشريعية في الدولة العظمى الوحيدة في العالم. لم يقم أحد ويطلق نداء خفيفاً واحداً. مجلس شيوخ ومجلس نواب يسجدان لسياسي متهم بجرائم حرب. وكأن عيونكم معصوبة. لقد انطلت عليكم خدعة إسرائيل التي تقف في “جبهة الحضارة” بدون أن تسألوا أي نوع من الحضارة التي تقتل عشرات آلاف الأشخاص بدون تمييز. عن أي بربرية تحدث معكم رئيس الحكومة، الذي يطلق جنوده الكلاب على فتى معاق وتركه ليموت، ويحطمون بالفؤوس جهاز الـ ام.آر.آي الوحيد في قطاع غزة. لقد انطلت عليكم خدعة أن إسرائيل تدافع عنكم وإنها تطور منظومات سلاح أنتم غير قادرين على إنتاجها من أجلكم. وقد انطلت عليكم أيضاً المقارنة بينه وبين تشرتشل، وبين خطاب تهديد النازيين للعالم وتهديد حماس. كل ذلك انطلى عليكم. العار لكم، أيها المشرعون غير المحترمين.
المصدر : صحيفة هآرتس
رجمة : القدس العربي