في زيارة رسمية إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، التقى رئيس الوزراء اليمني محمد سالم صالح بن بريك رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، في لقاء وصف بأنه يحمل دلالات استراتيجية على أكثر من صعيد. بن بريك، الذي أعلن عن اللقاء عبر منشور في صفحته الرسمية على فيسبوك، أشار إلى أن المحادثات تناولت سبل تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع، عبر نقل التصورات المشتركة إلى ميدان التطبيق العملي.
اللقاء جاء في توقيت حساس، وسط تقارير دولية تتحدث عن نشاط عسكري واستخباراتي إماراتي مشترك مع إسرائيل في جزيرتي عبدالكوري وميون اليمنيتين، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الدور الإماراتي في اليمن. إلا أن التصريحات الرسمية التي صدرت عن الجانبين خلال اللقاء، حملت إشارات واضحة إلى اتجاه إماراتي نحو إعادة التموضع السياسي، عبر تأكيد دعم الحكومة اليمنية الشرعية، وتثبيت الشراكة معها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
بن بريك عبّر عن تقديره للدور الإماراتي في دعم خطة التعافي والإصلاحات الحكومية، واصفاً الإمارات بأنها شريك أصيل لليمن في أحلك الظروف، فيما شدد على أن التنمية المستدامة هي أساس السلام وبوابة الاستقرار. كما أكد أن استقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج والمنطقة والملاحة الدولية، وأن دعم الحكومة الشرعية يمثل واجباً إقليمياً ودولياً لمواجهة تهديدات الحوثيين والإرهاب ومخاطر الفوضى.
من جهته، أبدى محمد بن زايد التزاماً واضحاً بدعم اليمن في هذه المرحلة الاستثنائية، مشيراً إلى أهمية وحدة الصف والشراكة الصادقة كمدخل لتحقيق سلام مستدام يضمن الحقوق ويحمي المستقبل. اللقاء، الذي حضره عدد من كبار المسؤولين الإماراتيين، عكس رغبة إماراتية في إعادة ضبط البوصلة السياسية، والابتعاد عن دعم الأطراف المحلية المتنازعة، في خطوة قد تعيد التوازن إلى المشهد اليمني، وتفتح المجال أمام تعاون اقتصادي واستثماري أوسع بين البلدين.