الكاتب: عبده فايد
المصدر: صفحة الكاتب الشخصية على (فيسبوك)
الهزيمة المروعة وانكشاف المشروع
للتاريخ.. الإمارات رضخت للقصف السعودي وأعلنت إنهاء وجودها العسكري في اليمن. هذه هزيمة مروعة وغير مسبوقة للإمارات، لم يتخيل أحد حتى قبل ساعات أن تصاب الإمارات بتلك الضربة القاصمة لنفوذها.
لمن لا يعلم:
- اليمن هو أهم استثمار خارجي للإمارات.
- عشر سنوات من الحرب على صنعاء ومئات المليارات المدفوعة لإنشاء ميليشيات موالية في جنوب اليمن.
- استقدام مرتزقة كولومبيين وعشرة آلاف من عناصر الدعم السريع.
كل ذلك انكشف خلال ساعات، ومعه سوف يبدأ انهيار المشروع الاستعماري الإماراتي الذي يقوم على الهيمنة على جنوب البحر الأحمر انطلاقاً من سواحل عدن. حكام الإمارات قالوا إن الانسحاب من اليمن بمحض إرادتهم، لكنها كذبة بالتأكيد لحفظ ماء الوجه.. الآن أصبح كل شيء واضحاً.
الموقف الدولي والصراع مع الرياض
السعودية نالت الضوء الأخضر الأمريكي لتصفية الوجود الإماراتي، ومن ثم انطلقت العملية العسكرية السعودية ضد عصابات الانفصال الجنوبي.
- خطأ أبو ظبي: ظنت أن العدو العبري سيكفل لها مكانة أكبر في دوائر صنع القرار الأمريكي من النفوذ السعودي.
- الخسارة المالية: خسرت الإمارات بعد دفع 1.2 تريليون دولار لترامب، كلها ذهبت سدى.
- العمق التاريخي: لم يحسب آل زايد حساب أن الأمريكيين يميلون تاريخياً للسعودية كقوة شرطية موثوقة لحفظ الترتيبات الأمنية في الخليج منذ الستينيات، وخانتهم الطفرة النفطية للعب أدوار لا يمكن لهم القيام بها.
تكتيكات الانسحاب والحروب بالوكالة
ربما تنسحب الإمارات تكتيكياً بعد خسارة المعركة مع السعودية، لكنها سوف تبقي في الأغلب على شبكات الدعم لحلفائها الانفصاليين في جنوب اليمن، مع البحث عن مسارات تهريب أوسع.
للمؤشرات السابقة خبرة في ذلك مع السودان، حيث تستخدم طرقاً ملتوية لإيصال العتاد للدعم السريع عبر (أوغندا، تشاد، النيجر، وبنغازي) دون الاضطرار لتحمل كلفة التورط مباشرة. وهذا قد يتكرر في الحالة اليمنية، خصوصاً مع وجود قواعد عسكرية غير معترف بها في الصومال وإريتريا.
اختبار القوة المباشرة
لأول مرة في تاريخها تصبح الإمارات في مرمى المدافع العربية بعد أن عاشت لعقدين على “دبلوماسية الشيكات” وشراء الولاءات. اليوم تختبر حدود القوة الإماراتية عسكرياً لأول مرة في مواجهة دولية مباشرة وليس في الخفاء عبر حروب الوكالة.
واقع الخريطة الجيوسياسية:
- الإمارات محاصرة في جغرافيتها الضيقة.
- لا مصلحة لأحد في الإقليم (قطر، عمان، الكويت، تركيا) في مساعدتها على الحفاظ على طرق إمداد المجلس الانتقالي.
- الرياض وجهت تحذيراً بأن أي دعم عسكري سيقابل بالقصف.
الخاتمة: فرصة تاريخية للتصفية
هذه فرصة تاريخية لتصفية الوجود الإماراتي، وما بدأ في المكلا يجب أن ينتهي في دارفور. التأخر في مواجهة الإمارات في السودان سيعني شراسة لا مثيل لها لإعادة بعث قوتهم، بل قد يعني تسريع انفصال دارفور كعقاب على تساقط نفوذهم في الشق الآسيوي.
هذا هو التوقيت المناسب لتدفع الإمارات أثمان الفاشر؛ 140 ألف ضحية سوداني، 13 مليون نازح، و17 مليون متسرب من التعليم. هي قوة من الماضي وإن تأخر الحاضر قليلاً في إزاحتها لموقعها الطبيعي.. سطر أسود من صفحة وضيعة من كتاب عربي لطخته الإمارات بأطنان من الأحمر القاني.

ماذا يعني الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال؟
رسائل فيلم “ردع العدوان”
مستقبل اللوبي الصهيوني في أمريكا
قضية هزَّت الأوساط المقربة من الحكومة التركية