للتاريخ.. الإمارات ترضخ وتحولات المشهد اليمني


الكاتب: عبده فايد

المصدر: صفحة الكاتب الشخصية على (فيسبوك)


الهزيمة المروعة وانكشاف المشروع

للتاريخ.. الإمارات رضخت للقصف السعودي وأعلنت إنهاء وجودها العسكري في اليمن. هذه هزيمة مروعة وغير مسبوقة للإمارات، لم يتخيل أحد حتى قبل ساعات أن تصاب الإمارات بتلك الضربة القاصمة لنفوذها.

لمن لا يعلم:

كل ذلك انكشف خلال ساعات، ومعه سوف يبدأ انهيار المشروع الاستعماري الإماراتي الذي يقوم على الهيمنة على جنوب البحر الأحمر انطلاقاً من سواحل عدن. حكام الإمارات قالوا إن الانسحاب من اليمن بمحض إرادتهم، لكنها كذبة بالتأكيد لحفظ ماء الوجه.. الآن أصبح كل شيء واضحاً.

الموقف الدولي والصراع مع الرياض

السعودية نالت الضوء الأخضر الأمريكي لتصفية الوجود الإماراتي، ومن ثم انطلقت العملية العسكرية السعودية ضد عصابات الانفصال الجنوبي.

تكتيكات الانسحاب والحروب بالوكالة

ربما تنسحب الإمارات تكتيكياً بعد خسارة المعركة مع السعودية، لكنها سوف تبقي في الأغلب على شبكات الدعم لحلفائها الانفصاليين في جنوب اليمن، مع البحث عن مسارات تهريب أوسع.

للمؤشرات السابقة خبرة في ذلك مع السودان، حيث تستخدم طرقاً ملتوية لإيصال العتاد للدعم السريع عبر (أوغندا، تشاد، النيجر، وبنغازي) دون الاضطرار لتحمل كلفة التورط مباشرة. وهذا قد يتكرر في الحالة اليمنية، خصوصاً مع وجود قواعد عسكرية غير معترف بها في الصومال وإريتريا.

اختبار القوة المباشرة

لأول مرة في تاريخها تصبح الإمارات في مرمى المدافع العربية بعد أن عاشت لعقدين على “دبلوماسية الشيكات” وشراء الولاءات. اليوم تختبر حدود القوة الإماراتية عسكرياً لأول مرة في مواجهة دولية مباشرة وليس في الخفاء عبر حروب الوكالة.

واقع الخريطة الجيوسياسية:

  1. الإمارات محاصرة في جغرافيتها الضيقة.
  2. لا مصلحة لأحد في الإقليم (قطر، عمان، الكويت، تركيا) في مساعدتها على الحفاظ على طرق إمداد المجلس الانتقالي.
  3. الرياض وجهت تحذيراً بأن أي دعم عسكري سيقابل بالقصف.

الخاتمة: فرصة تاريخية للتصفية

هذه فرصة تاريخية لتصفية الوجود الإماراتي، وما بدأ في المكلا يجب أن ينتهي في دارفور. التأخر في مواجهة الإمارات في السودان سيعني شراسة لا مثيل لها لإعادة بعث قوتهم، بل قد يعني تسريع انفصال دارفور كعقاب على تساقط نفوذهم في الشق الآسيوي.

هذا هو التوقيت المناسب لتدفع الإمارات أثمان الفاشر؛ 140 ألف ضحية سوداني، 13 مليون نازح، و17 مليون متسرب من التعليم. هي قوة من الماضي وإن تأخر الحاضر قليلاً في إزاحتها لموقعها الطبيعي.. سطر أسود من صفحة وضيعة من كتاب عربي لطخته الإمارات بأطنان من الأحمر القاني.


Exit mobile version