Blogتقارير
أخر الأخبار

لماذا أفشلت روسيا والصين مشروع القرار الأمريكي لوقف إطلاق النار بغزة؟

استخدمت روسيا والصين، الجمعة، حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لفرانس برس. ولكن لماذا رفضت روسيا والصين مشروع القرار الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار بغزة؟، وذلك على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها واشنطن مثل هذا القرار بعد استخدامها حق النقض أربع مرات من قبل لإفشال عملية وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكان القرار الأمريكي يدعو إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار» لمدة ستة أسابيع تقريبا من شأنه حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، بحسب «رويترز».

دعوة «مسيسة» و«مسرحية»
قال المندوب الروسي بالأمم المتحدة: «مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن الداعي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ضمن اتفاق حول الرهائن يجب ألا يتم إقراره بموافقة الأغلبية».

وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن أن «الولايات المتحدة استخدمت الفيتو 4 مرات من قبل لإفشال وقف اطلاق النار في غزة، واكتشفت واشنطن أخيرا ضرورة وقف اطلاق النار في غزة بعدما سوت إسرائيل القطاع بالأرض».

وتابع «دعوة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة مسيسة لإغراء الناخبين في الانتخابات الرئاسية وتجنب محاسبة إسرائيل على جرائمها»، لافتا إلى أن «مشروع القرار مجرد مسرحية ولن يؤثر على الوضع في المنطقة».

10 دول:
وكان موقع «إكسيوس» الإخباري قد أشار إلى أن 10 دول ستقدم مشروع قرار بديلاً يربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن المحتجزين.
وكانت روسيا عبرت في وقت سابق عن عدم رضاها عن «أي شيء لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار» في غزة.
وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إن موسكو لن تكون راضية «عن أي شيء لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار»، قائلاً: إن هذا ما يضغط من أجله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وما يريده «الجميع».
وتساءل بوليانسكي عن صياغة المسودة وقال: «ما الحتمية؟ لدي واجب أن أعطيك 100 دولار، ولكن.. إنها مجرد ضرورة، وليس 100 دولار»، وأضاف المبعوث الروسي: «أعتقد أن هناك من يتلاعب بالمجتمع الدولي».
ADVERTISEMENT
وكانت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد قد ذكرت آنفا أنها متفائلة بأن مشروع القرار الجديد الأكثر صرامة سيحظى بموافقة المجلس المؤلف من 15 عضواً الجمعة، بحسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.

ماذا يقول مشروع القرار الأمريكي؟
ويذكر مشروع القرار، وفق الترجمة بالعربية للموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، «الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار» لحماية المدنيين من جميع الأطراف والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة، ويؤيد «تحقيقاً لهذا الغرض» الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين التوصل لوقف إطلاق النار هذا «في ما يتصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين».
وكان بلينكن كشف عن مشروع القرار في تصريحات لقناة «الحدث» السعودية الأربعاء خلال جولة إقليمية هي السادسة له منذ اندلاع الحرب، شملت السعودية ومصر وإسرائيل التي وصلها الجمعة.
وأعرب عن ثقته بأن مشروع القرار «سيبعث برسالة قوية، بمؤشر قوي»، آملاً أن يلقى دعم بقية الدول، خصوصاً منها الدائمة العضوية في مجلس الأمن (وهي إضافة للولايات المتحدة، روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة).
ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل سياسياً وعسكرياً منذ اندلاع الحرب. إلا أن واشنطن بدأت في الآونة الأخيرة توجيه انتقادات لإسرائيل على خلفية القيود على إدخال المساعدات الإنسانية وارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في القطاع المحاصر.
وتواجه إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن انتقادات دولية متزايدة تحضّها على دفع إسرائيل لوقف الحرب التي أودت بأكثر من 30 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل، تسبب بمقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصاً، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً لأرقام رسمية إسرائيلية.

روسيا غير راضية:
وعلى رغم أن الولايات المتحدة تذكر للمرة الأولى في مشروع القرار الوقف الفوري لإطلاق النار، إلا أنها لم تقرن ذلك بعبارات مثل «يدعو» أو «يطلب»، ما أثار حفيظة روسيا التي تملك بدورها حق النقض في مجلس الأمن.
وقال نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي للصحفيين «لسنا راضين حيال أمر (مشروع قرار) لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار»، معتبراً أن «أحداً يتلاعب بالمجتمع الدولي»، في إشارة ضمنية لواشنطن.

موقف الصين:
بدورها، قالت الصين إنها تدعم جهود مجلس الأمن لوقف القتال.
وبحسب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوا «فالولايات المتحدة ما زالت لا تطلب وقفاً غير مشروط لإطلاق النار» في قطاع غزة.
إلا أن «هذا التغيير المحدود في (موقف) الولايات المتحدة سيثير قلق الإسرائيليين، لأن (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو يريد إبقاء الأمم المتحدة مبعدة بالكامل عن الدبلوماسية المتعلقة بهذه الحرب».
وكانت المندوبة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد قد أعربت عن «تفاؤل» بشأن صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي.
وكان المشروع الأمريكي يتضمن كذلك إدانة «دعوات وزراء حكوميين إلى إعادة استيطان غزة ويرفض أي محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزة»، ويدين «كل الأعمال الإرهابية، بما فيها هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر» ضد جنوب إسرائيل.

الحرب «يجب أن تتوقف»
ولم يذكر قراران سابقان طابعهما إنساني تبناهما المجلس، إضافة الى قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، حركة حماس، وهو ما انتقدته إسرائيل.
وكان المندوب الفرنسي نيكولا دو ريفيير قد شدد على أنه في حال تمّ رفض المشروع الأمريكي «عندها سيصل مشروع الدول المنتخبة (في مجلس الأمن) إلى الطاولة وسيتمّ طرحه على التصويت وآمل أن يتمّ إقراره».
وأكد أن «الوقت حان لإنقاذ حياة الناس»، وأن الحرب «يجب أن تتوقف».
وتداولت دول في المجلس من غير الخمس الدائمة العضوية، مشروع قرار خاصاً بها في الأيام الأخيرة «يحض على وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان» والإفراج الفوري عن كل الرهائن المحتجزين، وفق النسخة التي اطلعت عليها فرانس برس.
وفي ظل انقسامه منذ أعوام بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، تبنى مجلس الأمن قرارين فقط بشأن الحرب الراهنة، طابعهما إنساني.
في المقابل، فشل المجلس في إصدار قرارات ذات طابع سياسي، في ظل الاستخدام المتبادل لحق النقص من قبل الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، أو لعدم نيلها العدد الكافي من الأصوات.

.

المصدر: صحيفة الخليج – وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى