بقلم :صدام الحريبي
يبالغ الحوثي في الاحتفال بالمولد النبوي ويُجبر الناس على دعمه ماليا والاحتفال به بالقوة مستخدما ضغوطات مختلفة على ساكني المناطق التي تقع تحت سيطرته، أهمها الإبعاد وإسقاط أسماءهم من الوظائف التي لا يستلمون مرتّباتها، وأسوأها وأمرّها التهديد بالسجن أو أخذ أطفال من يرفضوا المشاركة إلى مراكزه التي تُعلّم الإرهاب، وكذا المضايقات.
بينما في ذكرى نكبة اليمن والانقلاب عليه الذي قام به الحوثي، لا يحتفل بها بشكل مبالغ، بل إنها تكاد تختفي، حيث تكتفي المليشيات بتصميم بضعة شعارات وتحشد جزء بسيط من الناس للاحتفال فقط، ولو أن الأمر بيدها لما احتفلت إطلاقا ولا حتى بتعليق الشعارات، إلا أنها تراعي تفكير الناس والبدء باستيعابهم للأمر ثم الثورة عليه، والسبب هو:
تُدرك جماعة الحوثي تمام الإدراك أنها إن احتفلت بذكرى نكبتها بشكل مُبالَغ فلن يحضر معها أحد سوى أتباعها ومراهقي السلالة التي تريد أن تستعبد اليمنيين فقط، وبالتالي ستظهر الحقيقة التي يخيفها الحوثي وهو أنه وبكل أتباعه لا يتجاوزون ١ في المئة من شعب عظيم تعداده نحو أربعين مليون، وبذلك سيتحرّك الشعب ضده، ولذلك فهو يكتفي بالاحتفال البسيط مبرّرا ذلك بأنه انتهى قبل أيام من احتفال عظيم بمولد سيد الخلق وذلك الحفل أخذ كل الميزانية، بينما احتفل الحوثيون بذلك اليوم معتمدين على نهب أموال الناس بالقوّة.
ولذلك يلجأ الحوثي إلى إيصال رسالته السياسية والعنصرية والسلالية من خلال المولد النبوي، والسبب أن الحوثي يُدرك تماما أن اليمنيين شعب ملتزم يحب النبي ويباهي في ذلك، ويحب الدين الإسلامي الحنيف، ولذلك استغل ذلك وهو يعرف أن اليمنيين سيشاركون في ذلك جميعهم حتى من يُدرك إرهاب وخبث الحوثي، إلا النادر.. ولذلك يستغل الحوثي هذه الذكرى من أجل نهب الناس والخروج بأكبر قدر من الأموال أولا، من أجل أن “تغتني” القيادات الحوثية السلالية، وثانيا من أجل حشد الناس ومحاولة إيصال رسالة للعالم أن هذا هو حجم الحوثي وتأثيره في اليمن، بينما حجم جماعة الحوثي لا يتجاوز ١ في المئة كما ذكرنا، ومن سيقول أن ذلك كذبا أو أننا نفتري وكذلك إن أنكر الحوثي، فهذا تحدٍ له أن ينزل في انتخابات حرّة ونزيهة حتى يرى حجمه الحقيقي بدون أدوات تجميل واستقواء بالسلاح.
فهل يستطيع الحوثي فعل ذلك؟
لذلك على اليمنيين ألا يخافوا من تهديدات الحوثي ويُدركوا حجمه الحقيقي، وهم شعب لا يخاف أبدا إلا من خالقهم، وتهديد الحوثي لمن سيخرجوا ليحفلوا بذكرى ٢٦ سبتمبر والله الذي لا إله إلا هو أنه نابع من خوف كبير يُزيزل أقدام الحوثيين ويرعبهم.. فهل نخاف من خائف سارق ينهب وطننا ويعبث به مستمدا تماديه المكسو بالخوف من صمتنا وخوفنا؟