Blogالأخبار
أخر الأخبار

ماذا بعد رفح؟

بقلم/ حسام معروف

رفح: لا حديث للناس في مدينة رفح، حاليا، سوى عن التهديد الإسرائيلي المعلن أخيرا باجتياح المدينة الحدودية الواقعة أقصى جنوب فلسطين، وقد نزح إليها أكثر من مليون وأربعمئة ألف فلسطيني خلال الحرب.

على مدار النهار، تكتظ شوارع رفح بالمواطنين المشردين، الهاربين من أجواء الخيمة الخانقة، يمشون بلا هدف، ولربما يتدافعون ويتزاحمون لقتل الوقت، أو تهدئة الهواجس التي لا تفارق تفكيرهم ومخيلتهم.

وجوه الناس يكسوها التعب والألم والإحباط والخوف، وكأنها غارقة في أنهار من الأفكار المرعبة. فلا أحد يلتفت إلى الآخر، وقد يمر شخص بآخر دون أن يراه. وكأن الجميع يمضي دون عقله، فقد سلبت هذه الحرب الغزيين عقولهم، كما سلبتهم كل ما عرفوه من حياتهم السابقة.

أبواب موصدة
ما أن أعلنت حكومة الاحتلال نيتها الهجوم البري على رفح، التي لا تتخطى مساحتها 55 كيلومترا مربعا، حتى استبدّ القلق والوجوم بقلوب الجميع، فصاروا قليلي الكلام، تطفح ملامحهم بالتوتر والقلق، وتخرج من عيونهم النظرات المحبَطة، والخوف والحيرة، حيث لم يعد من مكان للهرب، وأينما التفتوا، ما عادوا يجدون سوى الأبواب الموصدة، وحتى الصحراء لم تعد خيارا بالنسبة إليهم.

المصدر: المجلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى