مقالات

ما الذي حصل في اليمن؟!

بقلم “صدام الحريبي
(مهم)



منذ ثلاثة أيام تتحدّث بريطانيا حول احتمالية استهداف مناطق عسكرية لجماعة الحوثي ردا على ما يمارسه في البحر الأحمر، بل جزمت بذلك، ليقوم الحوثي بإفراغ كل مخازن الأسلحة المعروفة وقد حدّثنا بذلك شهود عيان في الحديدة وغيرها، وقد نشَرَتْ ذلك وسائل إعلام مختلفة.

أكمل الحوثي مهمة إخفاء أسلحته، ومع ذلك لم تطمئن بريطانيا ولا أمريكا، وقد خصرتُ مساء أمس الخميس أكثر من ١٧ تصريحا بريطانيا وأمريكيا حول أن الضربات ستكون الليلة، وهذه التصريحات هي إشارات لجماعة الحوثي بأن تتأكد إن تبقّى معسكرا أو مخزنا فيه سلاح لا سمح الله من بنك الأهداف المتفق عليها.

بدأ الضرب، وقلقنا على أحبتنا وأهلنا الأبرياء، ولم يلحق الحوثيون أن يستغلوا الموضوع بالشكل المتّفق عليه إلا ومسؤول أمريكي يعلن عن انتهاء العملية العسكرية ضد أهداف الحوثيين، وكانهم هاجموا بيوت نمل.

انزعج الحوثيون من ذلك، فانتهاء العملية خلال أقل من عشر دقائق كأسرع عملية في التاريخ لم يسعفهم في استغلال الموضوع وابتزاز كل المسلمين به، ليس ذلك فحسب، بل إن أحد الحوثيين قال كما نقل لنا أحدهم باللفظ: كنا نشتي رؤوس تتقارح من الناس عشان يكون للموضوع صدى، أما هكذا أيش نقول للعالم؟
كان هذا الجرو وجماعته يريدون أن يسقط ضحايا أطفال ونساء من المواطنين حتى يستغلوا دماءهم لصالح الجماعة السلالية الأقذر على الإطلاق.

وهنا أريد أن أوضح أن جماعة الحوثي مستعدة لتضحي بمئة أو حتى ألف من عناصرها كي تُقنع العالم أنها لا تنفّذ أجندات أحد وأنه لابد من الثقة بها وتمكينها، حتى أن الجماعة مستعدة أن “تقرّح” رأس طبلها محمد علي الحوثي مقابل ذلك، خصوصا مع وجود صراع أجنحة داخل الجماعة، أما المواطنين الأبرياء فلا يهم الجماعة حتى إن ذهبوا الملايين.

الخلاصة هي أن ما حدث ليلة الخميس وقبل فجر الجمعة يثبت لمن ما زال في قلبه مثقال نصف ذرة من شك أن الحوثي ينفّذ أجندات ويتعاون مع هؤلاء، والهدف هو تجهيز الحوثيين لأن يكونوا قوة إقليمية تبتز بها أمريكا والغرب وإيران كل من يحاول اللعب بدونهم، وفي المقدمة السعودية، وحتى مصر وغيرها..

وللعلم فالأمريكان والبريطانيون هم من أوقفوا تقدّم الجيش اليمني باتجاه صنعاء والحديدة بعد أن كاد أن يسحق جماعة الحوثي، وإن كانوا صادقين في صراعهما مع الحوثي فالذي سيضرب الحوثي ليست غارات لا تضرّه بل تقوّيه وتحسّن صورته، إنما ما يضرب الحوثي هو عدم اعتراض الجيش في إنهاء الانقلاب في اليمن وذلك سيوقع الجماعة وإيران في مقتل، لكن يبدو أن ذلك إن حصل فسيوقع كذلك الأمريكان والبريطانيين في مقتل بجانب إيران، وهذا ما لمسناه كمواطنين يمنيين.

هل ما زلتم تصدّقون الحوثي وتمثيلياته التي يخرجها الغرب وإيران؟ فقد كان المخرج أمس فاشلا نوعا ما، وقد عمل على إثبات هذا الواقع لمن انخدع بالحوثي ليس في اليمن فحسب، بل في العالم.

صدام_الحريبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى