كتب د. أحمد عطوان على حسابه في منصة إكس
لم يعلق علماني عربي أو أجنبي حقير على خطاب نتنياهو الديني الذي أذاعته كافة الوكالات: «أدعوا جميع المواطنين لحمل السلاح (9 مليون صهيوني للحرب ضد المسلمين) ، وسوف نحقق نبوءة يهوه للخلاص فنحن أهل النور (اليهود) وهم أهل الظلمة (المسلمين).
إذن بشكل صريح نتنياهو يشن حرب دينية ضد المسلمين في فلسطين وذات طابع ديني وعقائدي ،ويقوم بتسليح جميع “المدنيين” في دولة الاحتلال فهم حاليا مسلحين جميعا و (محاربين) حتى لا يصدعنا الصهاينة العرب بحكاية قتل (المدنيين)
فما هي نبوءة يهوه، التي وعد بتحقيقها نتنياهو ؟
هذه النبوءة موجودة في العهد القديم، وهو الكتاب الذي يعتقد به اليهود حاليًا حيث جاءت فيه (نبوءة النبي اشعياء كان يقطن أورشليم وأنه كان يعرف الهيكل والطقوس التي كانت تجري فيه) وبحسب معتقدهم، تتحقق هذه النبوءة نتيجة للوحدة بين المسيحيين الإنجيليين واليهود، حيث يحاربون سويا في معركة «هرمجدون» ضد المسلمين (أهل الشر والظلمة)، مما سيتعين على الله أن يكون مجبرا لان يرسل المسيح إلى العالم. (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)
ومنذ نهاية القرن ال19 تأسست بالفعل جماعة دينية مسيحية صهيونية عالمية تسمى شهود يهوه، تروج لـ “المسيحية الصهيونية” وصنعت تحالف بين ” المسيحية الصهيونية واليهودية الصهيونية” وهي تضع نفسها بين اليهودية والمسيحية تدعم القضايا اليهودية الصهيونية وتبشر بحكم اليهود للأرض، تؤمن بأن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان ضرورة حتمية لمجيء المسيح الى الأرض ، يعود تأسيسها إلى عام 1874م في الولايات المتحدة ،وهم يقدمون الدعم السياسي والمالي والعسكري اللامحدود لإسرائيل ،وتغلغلت في دوائر الحكم في أوربا (المسيحية)
وينتمي عددًا كبيرا من رؤساء أمريكا والدول الأوربية عقائديًا وإيديولوجيًا للمسيحية الصهيونية، من بينهم: ويلسون «1913 – 1921»، ترومان «1945 – 1953» صاحب جريمة القنبلة النووية، وأيزنهاور «1953 – 1961»، وجونسون «1963 – 1973»، ونيكسون «1969 – 1974»، وجيمى كارتر «1977 – 1981»، رونالد ريجان «1981 – 1988»، بوش الأب والابن، وصولا الى ترامب و جو بايدن.
وفي أوربا المسيحية تصهين اليمين المسيحي الذي وصل الى دوائر الحكم كما تصهين اليمين الأمريكي وصنعا سويا تحالف المسيحية الصهيونية واليهودية الصهيونية ، وجميعا يسعون -مثل نتنياهو -لتحقيق “نبوءة يهوه للخلاص” في جبل هرمجدون بفلسطين المحتلة.
لذلك لا تستغرب من دعم ومشاركة أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وغيرهم المعلن في الحرب مع إسرائيل، واصرارهم على مواصلة القتل والدمار في فلسطين.
فالقضية واضحة لديهم انها حرب دينية يهودية مسيحية (أهل النور) ضد المسلمين (أهل الشر والظلمة) ليحيا اليهود والمسيحيون في كنف السيد المسيح .