متظاهرون يوقفون سباق دراجات شاركت فيه إسرائيل في إسبانيا

لم تكن المرحلة الختامية من سباق “لا فويلتا إسبانيا” مجرد حدث رياضي عابر، بل تحولت إلى ساحة مواجهة سياسية وأخلاقية حين تدفق عشرات الآلاف من الإسبان إلى شوارع العاصمة الإسبانية مدريد، هاتفين: “إسرائيل = إرهاب” و”أوقفوا الإبادة الصهيونية في غزة”.

ونزل إلى شوارع مدريد -أمس الأحد- أكثر من 100 ألف متظاهر مؤيدين لفلسطين، في ذروة تحرك بدأ قبل 3 أسابيع وانتهى بالدخان والغاز المسيل للدموع، بعد أن قطع المحتجون الطريق أمام السباق الذي يضم دراجين مجندين في جيش الاحتلال متهمين بارتكاب جرائم إبادة ضد الفلسطينيين.

واستقبل المتظاهرون بفرح إعلان المنظمين إلغاء المرحلة الأخيرة من السباق قبل خط النهاية بـ56 كيلومترا، ورددوا هتافات: “فلسطين فازت بطواف إسبانيا”.

كما علت أصواتهم بشعارات أخرى: “قاطعوا إسرائيل”، “هذه ليست حربا.. إنها إبادة”، و”أوقفوا قتل الأطفال الأبرياء”، بينما كانوا يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرتدون الكوفية في مواجهة صفوف الشرطة.

ولم تقتصر رسالة المتظاهرين على وقف السباق، بل حطموا الحواجز واحتلوا المسار، في مشهد وصفه نشطاء بأنه رفض واضح لمحاولات “تبييض” صورة إسرائيل عبر الرياضة، وتأكيد أن الميادين الرياضية ليست ساحة لتطبيع الاحتلال.

هذه الشعارات لاقت صدى واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى مدونون إعجابهم بالموقف، مؤكدين أن ما جرى في مدريد ليس مجرد اعتراض على فريق رياضي، بل موقف رمزي يرفض شرعنة الاحتلال.

وأكدوا أن “هذا ما يعني أن تكون حرا.. لم تعد حرب إسرائيل مقتصرة على غزة، فقد ظهرت ساحة معركة جديدة في أوروبا”.

وأشاد مدونون بموقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، معتبرين أنه يمثل بلاده نموذجا ومصدر فخر للمجتمع الدولي بسبب الاحتجاجات المنظمة خلال سباق طواف إسبانيا، وأن تصرفه يعكس دعم الحكومة للحق في التعبير وحرية التضامن مع الفلسطينيين.

وأشار آخرون إلى أن “حين يتقدم الوعي الشعبي على قرارات النظم، تصبح الشوارع منابر للضمير، ويغدو الاحتجاج فعلا أخلاقيا يكتب التاريخ من جديد”، بينما كتب آخر: “لن يمروا.. كان شعار أحرار مدريد في أكبر شوارع العاصمة”.

وتصدر وسم التضامن مع فلسطين في إسبانيا تعليقات المغردين، الذين وصفوا المشهد بـ”العظيم من التضامن الإنساني”، مؤكدين أن الشعوب الحرة تعرف كيف تقول كلمتها في وجه الظلم، ورسالتها اليوم واضحة: “لا للتطبيع مع فرق القتل ولا للتغطية على جرائم الاحتلال”.

وختم مدونون بالقول إن “مدريد أعلنت أن العلم الفلسطيني هو الفائز الحقيقي في سباق إسبانيا الدولي”، بعدما تحول ختام “لا فويلتا” إلى مظاهرة كبرى للتضامن مع فلسطين، ارتفعت فيها الأصوات: “الفوز لفلسطين.. لا للاحتلال”.

يُذكر أن منظمات المجتمع المدني الداعمة لفلسطين في إسبانيا أطلقت بالتزامن مع انطلاق سباق “لا فويلتا” مبادرة تحت اسم “منصة مقاطعة الرياضة مع إسرائيل”، دعت عبرها إلى منع مشاركة دولة الاحتلال في المنافسات الرياضية ما دامت حكومتها تواصل ارتكاب جرائم حرب وتنفيذ إبادة جماعية في غزة.

Exit mobile version