أفادت شبكة أطباء السودان، في بيان صدر، مساء أمس الجمعة، أن هذا الهجوم الذي نُفذ بواسطة طائرة مسيرة، أودى بحياة ما يقرب من 50 شخصاً في حصيلة أولية، وكان من بينهم عدد ضخم من الأطفال بلغ 33 طفلاً، إضافة إلى 4 نساء. وتشير تقارير لاحقة إلى ارتفاع إجمالي عدد الضحايا في كلوقي إلى 79 أو 80 قتيلاً، بينهم 46 إلى 52 طفلاً، مما يجعله واحداً من أشد الهجمات فظاعة التي شهدتها المنطقة منذ بداية الصراع.
وقعت هذه المجزرة المروعة في منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، حيث تتركز الاشتباكات الآن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتعتبر الولاية من المناطق الغنية بالنفط التي تشهد تدهوراً حاداً في الوضع الأمني منذ أوائل نوفمبر. ونسبت شبكة الأطباء، ومصادر أخرى، الهجوم إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي شنت الهجوم بالطائرة المسيرة على روضة أطفال في البلدة.
وذكرت بعض المصادر، مثل وكالة الأناضول، أن الهجوم تم بالتنسيق مع الحركة الشعبية/ شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي حركة متحالفة مع قوات الدعم السريع. هذا الاتهام لم يصدر له تعليق فوري من قوات الدعم السريع أو حليفتها.
لم يقتصر الهجوم على الروضة فحسب، بل تم استهداف الضحايا والمسعفين لاحقاً في ما وُصف بـ“هجوم ثانٍ غير إنساني”. وبحسب شهود عيان، وبعد الهجوم الأول الذي استهدف روضة الأطفال، تجمّع أكثر من 150 شخصاً من ذوي الضحايا وسكان المدينة في موقع الحادث لنقل الضحايا، قبل أن يتم استهدافهم بالهجوم الثاني.
كما امتد القصف إلى المستشفى الريفي الذي نُقل إليه المصابون والضحايا، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا والجرحى بشكل كبير، وتضرر منزلان في البلدة. ووصف شهود العيان المشهد بأنه مأساوي للغاية، حيث أن العديد من الجثث كانت مشوهة بدرجة كبيرة، مما جعل مهمة التعرف عليها شبه مستحيلة.
أثارت هذه الحادثة موجة واسعة من الإدانة الدولية والوطنية، حيث أدانت وزارة الخارجية السودانية بشدة المجزرة، ووصفت استهداف الأطفال والمصابين بأنه “سابقة خطيرة وهذه الممارسات تمثل تجاوزاً للقوانين والأعراف الإنسانية”. من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم ووصفه بأنه “جريمة حرب”.
كما أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الهجوم، مشيرة إلى مقتل أكثر من عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة، داخل روضة أطفال في محلية القدير بكادقلي (ضمن ولاية جنوب كردفان).
ودعت اليونيسف جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات، مؤكدة أن “قتل الأطفال وتشويههم في الهجمات على المدارس والمستشفيات يمثلان انتهاكاً جسيماً لحقوق الطفل”.
ويأتي هذا الهجوم الأخير في سياق تدهور أمني متصاعد في ولايات كردفان، في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. وتؤكد التقارير أن انقطاع الاتصالات في المنطقة قد جعل من الصعب الإبلاغ الدقيق عن الضحايا، وهناك توقعات بارتفاع الحصيلة النهائية.
وتتواصل المناشدات الدولية لتكثيف الجهود لحماية المدنيين والأطفال وضمان وصول المساعدات الإنسانية التي تعاني من القيود والهجمات المتكررة على قوافل الإغاثة، في وقت تفاقمت فيه الاحتياجات الإنسانية وتأكدت فيه حالات مجاعة في مناطق مثل كادقلي بالولاية.

هجوم جوي بمسيرات يخرج الشبكة القومية للكهرباء في السودان عن الخدمة بالكامل
“الأسد” يعود لطب العيون في موسكو وسط سخرية واسعة
ترامب: استعدنا هيبة أمريكا ونحن على أعتاب العصر الذهبي
رغم إعلان وقف إطلاق النار.. 39 قتيلًا في اشتباكات كمبوديا وتايلاند منذ 7 ديسمبر