قُتل 7 إسرائيليين وأصيب 15 أخرين، اليوم الاثنين، في عملية إطلاق النار نفذه شابان فلسطينيان داخل محطة حافلات مركزية بمستوطنة راموت شمال القدس، بحسب ما قالت صحيفة هآرتس ووسائل إعلام عبرية.
وذكرت المصادر الإسرائيلية أن من بين القتلى حاخام، وأن هناك 6 إصابات خطيرة و2 متوسطة جراء إطلاق النار في محطة الحافلات قرب مستوطنة راموت.
وقال جهاز الإسعاف في وقت سابق إن 5 قتلوا، مشيرا إلى أن 7 من المصابين في عملية إطلاق النار جروحهم خطيرة.
كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن حالة 5 من المصابين حرجة وحالة 5 آخرين خطيرة.
ووفق قناة 13 الإسرائيلية، “ارتفع عدد القتلى في هجوم القدس إلى ستة”.
ولا حقًا أعلنت القناة 12 العبرية ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين في عملية القدس، إلى 7 في أعقاب مقتل إسرائيليين اثنين، كانا قد أصيبا بجراح بالغة الخطورة.
وطبقا للقناة: “أطلق إرهابيان النار على حافلة بالقرب من مفترق راموت ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين بينهم ثلاثة في حالة حرجة وسبعة في حالة خطيرة واثنان في حالة متوسطة”.
وأكدت أنه “تم تحييد الإرهابيين”.
من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها “قضت” على شخصين نفذا عملية إطلاق نار عند تقاطع راموت.
وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأن المنفذين وصلا إلى مفترق راموت في القدس “وأطلقا النار نحو أشخاص كانوا بانتظار الحافلة في محطة الباص بالمكان. نتيجة لإطلاق النار، قُتل عدد من الأشخاص وأُصيب آخرون بجروح بدرجات متفاوتة (وفق مصادر طبية). رداً على إطلاق النار… قام جندي وعدد من المواطنين الذين كانوا في محطة الباص بالاشتباك معهما وأطلقوا النار نحوهما، إذ تم تحييدهما في المكان”. وأضاف البيان أن قوات كبيرة من الشرطة “هرعت إلى المكان، وشرعت بإجلاء المصابين بالتعاون مع الجهات الطبية، إضافة إلى معالجة مسرح الاعتداء وضبط عدد من الأسلحة والذخيرة والسكين التي استُخدمت…” من المنفذين.
ووصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى موقع عملية إطلاق النار، بعد إجرائه تقييماً للوضع مع رؤساء الأجهزة الأمنية، حيث زعم أن إسرائيل “في حرب ضد الإرهاب على عدة جبهات”، قائلاً: “الشاباك والجيش والشرطة أحبطوا مئات العمليات خلال عملياتهم في الضفة الغربية، لكن هذا اليوم ليس ضمن النجاحات”.
ووصل إلى المكان كذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ونائب المفوض العام للشرطة أفشالوم بيلد، وقائد لواء القدس في شرطة الاحتلال، إذ يعقدون جلسة لتقييم الوضع.
وفي تعليقه على عملية القدس، قال الوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، إن “دولة إسرائيل لا يمكنها التسامح مع سلطة فلسطينية تربي وتُعلّم أطفالها على قتل اليهود. يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية من الخارطة، والقرى التي خرج منها المنفذون يجب أن تبدو مثل رفح وبيت حانون”، في قطاع غزة الذي يتعرّض لإبادة جماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفاد موقع “0404” الإسرائيلي بأن “قوات الشرطة تقوم بمطاردة مركبة يشتبه في أنها ساعدت الإرهابيين اللذين وصلا من قرية في منطقة رام الله بالضفة الغربية”.
وأورد جهاز نجمة داود الإسرائيلي للإسعاف، في بيان أن “فرق الطوارئ والمسعفين أعلنوا وفاة أربعة أشخاص، بينهم رجل يبلغ نحو 50 عاما وثلاثة رجال في الثلاثينيات من العمر”. وأكد جهاز الإسعاف في وقت سابق إصابة 12 شخصا آخرين بينهم سبعة حالتهم خطرة.
كما أكد مستشفى شعاري تسيديك وفاة امرأة في حوالي الخمسين من العمر نقلت إليه في حال حرجة.
من جهتها، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن منفذَي إطلاق النار في “راموت” هما من بلدتي قطنة والقبيبة شمال غرب القدس.
الشرطة الإسرائيلية قالت في بيان: “قبل وقت قصير تلقّت الشرطة بلاغًا عن حادثة إطلاق نار عند مفترق راموت”.
وأضافت: “نتيجة إطلاق النار، هناك عدد من المصابين في المكان، وتم تحييد المهاجمين”.
وفي أعقاب عملية إطلاق النار، أغلقت القوات الإسرائيلية كافة مداخل مدينة القدس.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نشر 4 كتائب بموقع عملية القدس وعزز قواته في الضفة الغربية المحتلة لمنع تنفيذ مزيد من العمليات، وتحدث عن عملية بحث واسعة عن “متواطئين” مع منفذي عملية إطلاق النار.
كذلك فرضت قوات الاحتلال طوقا عسكريا على 4 بلدات فلسطينية بغلاف القدس، هي قطنة وبيدو وبيت عنان وبيت دقو.
وأفادت المصادر الإسرائيلية بأن الشرطة فحصت جسما مشبوها عثر عليه في موقع إطلاق النار ولم تستبعد احتمال وجود متفجرات.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن “قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية على كافة مداخل القدس، وأعاقت حركة مرور المواطنين، وسط استنفار كبير لقوات وشرطة الاحتلال”.
بدورها، باركت حركة “حماس”، الاثنين، عملية إطلاق نار في القدس، وقالت: “نبارك العملية البطولية النوعية التي نفذها مقاومان فلسطينيان عند مفرق مستوطنة راموت شمال القدس المحتلة”.
وأكدت أن “هذه العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا، وهي رسالة واضحة بأن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمر دون عقاب”.
وشددت حماس على أن “عدوان الاحتلال المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، لن يوهن من عزيمة شعبنا ومقاومته”.
وأكدت أن العملية “تأتي في قلب مدينة القدس لتضرب عمقه الأمني، وتؤكد إصرار شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة على المضي في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني الفاشي”.
وأضافت: “لن تفلح مشاريع العدو الصهيوني الإجرامية، ومحاولاته إخضاع شعبنا الفلسطيني أو كسر إرادة مقاومته، كما لن تتحقق أوهامه بوأد المقاومة أو تهجير شعبنا عن أرضه ودياره، فكلها ستتحطم أمام إرادة وبسالة شعبنا ومقاومته الباسلة وشبابه الحرّ الأبي”.
وثمّنت الحركة “صمود ومقاومة شباب الضفة الغربية”، داعية الفلسطينيين إلى “تصعيد الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، وتحدي الإجراءات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، نصرة للشعب الفلسطيني ومقدساته”.