الأخبار
أخر الأخبار

ممداني يفوز بمنصب عمدة نيويورك ليكون أول مسلم ينال هذا المنصب

حقق المرشح الديمقراطي زهران ممداني فوزًا تاريخيًا ومفاجئًا بمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح بذلك أول شخص مسلم وأول أمريكي من أصول جنوب آسيوية يتولى هذا المنصب الرفيع في أكبر مدن الولايات المتحدة الأمريكية.

الفوز الذي أعلنت عنه شبكات إخبارية أمريكية كبرى مثل “إن بي سي” و”سي إن إن” و”سي بي إس” استنادًا إلى النتائج الأولية للانتخابات التي جرت يوم 4 نوفمبر 2025، يمثل تحولاً جذرياً في المشهد السياسي للمدينة ويشير إلى صعود تيار اليسار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي.

ينتمي ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، إلى تيار الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا، وقد دخل السباق الانتخابي كمرشح غير متوقع وحقق فوزًا مدويًا على منافسيه الرئيسيين، وهما المستقل أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، والجمهوري كورتيس سليوا.

ووفقًا لآخر الأرقام المُعلنة حتى إعلان الفوز، كان ممداني قد حصد نسبة تجاوزت 50.4% من الأصوات مقابل 41.3% لكومو، مع فرز حوالي 69% من بطاقات الاقتراع، بحسب تقارير لوكالة أسوشيتد برس.

هذا الفوز في الانتخابات العامة جاء بعد انتزاعه للترشيح الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية في شهر يونيو 2025، حيث تغلب على كومو بفارق 12 نقطة مئوية، في انتصار وُصف بأنه من أكبر المفاجآت السياسية الحديثة في أمريكا.

وُلِد ممداني في كمبالا بأوغندا، وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة، وهو نجل الأكاديمي المعروف محمود ممداني والمخرجة ميرا ناير. عمل ممداني سابقًا كمستشار للإسكان وكموسيقي “هيب هوب”، وهو ما يظهر في خلفيته المتنوعة التي ساهمت في صقل رؤيته السياسية.

وقد تركزت حملته الانتخابية بشكل أساسي على قضايا العدالة الاجتماعية والقدرة على تحمل تكاليف المعيشة، حيث تعهد بخطط راديكالية مثل تجميد إيجارات العقارات، وجعل النقل العام مجانيًا بالكامل في الحافلات، وإنشاء شبكة من المتاجر الكبرى المملوكة للمدينة بهدف خفض الأسعار، ورفع الحد الأدنى للأجور بشكل تدريجي إلى 30 دولارًا في الساعة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى زيادة الضرائب على شريحة الـ1% من سكان نيويورك ذوي الدخل المرتفع.

تصدرت حملة ممداني أجواء من الاستقطاب الشديد والجدل على المستوى الوطني، حيث شكّل فوزه هزيمة واضحة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أطلق هجومًا لاذعًا على ممداني ووصفه مراراً وتكراراً بأنه “شيوعي” و”يساري متطرف”، وهدد صراحة بأنه “من غير المرجح جداً أن يساهم بالأموال الفيدرالية” لمدينة نيويورك في حال فوز ممداني.

وقد حظي ممداني بدعم شخصيات بارزة في الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، ومن بينهم السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، اللذين أشادا بحملته الملهمة ورؤيته “البصيرة”. كما يُعرف ممداني بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية وناقداً صريحاً للسياسات الإسرائيلية، وهو ما أضاف بعداً آخر من الجدل حول ترشحه.

يُعد فوز ممداني بانتخابات عمدة نيويورك علامة على أن قاعدة الحزب الديمقراطي الشعبية تنجرف نحو اليسار، مما يعكس انقساماً داخلياً في الحزب حول مساره المستقبلي.

كما أن انتصاره، الذي سبقه فوز مرشحات ديمقراطيات في مناصب حكومية بولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، يُنظر إليه على أنه رفض شعبي للقسوة والفوضى التي تميز تطرف حركة “جعل أمريكا عظيمة مجدداً” التي يمثلها ترامب، بحسب تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر. ومن المقرر أن يتولى ممداني منصبه رسمياً في الأول من يناير عام 2026.

زر الذهاب إلى الأعلى