Dr.mehmet canbekli
@Mehmetcanbekli1
عندما ننظر لموازين القوى والتسليح وعدد الجنود، والدعم الخارجي فالكفة تميل لصالح إسرائيل، لكن حرب العصابات في المدن من أصعب الحروب التي يمكن أن تخوضها الجيوش النظامية..فالجيوش النظامية تفضل مواجهة جيوش نظامية على مواجهة مقاومة مسلحة بحرب المدن بمعنى لو نظرنا لما يجري في غزة على أرض الواقع، حرب مدن سكنية، خنادق، شجاعة عناصر القسام ضد جنود يخشون الموت فعليا..فالكفه تميل لصالح القسام لأنها تدير المعارك بذكاء واستنزاف لعدوها “باختصار من يملك نفسا أطول في هذه الحرب هو من سينتصر” إذا تعدت هذه الحرب العام فستدخل إسرائيل في مأزق حقيقي، ستكون تكاليف هذه الحرب باهضة اقتصاديا على إسرائيل، مع ازدياد الخسائر البشرية بين المدنيين ، سيزيد الضغط على الدول الداعمة لإسرائيل.
يقدر عدد قتلى الجيش الإسرائيلي وجرحاه منذ 7 اكتوبر إلى اليوم قرابة 2000 جندي ، وفي حال وصل الرقم 7 آلاف مع اكتمال السنة للحرب فستكون نتائج ذلك كارثية على حكومة نتنياهو . لهذا السبب نشاهد إسرائيل تقصف غزة بعنف شديد وتحاول التوغل بشكل أكبر وجنوني وغير مخطط للسيطرة بشكل أسرع على غزة.
ونتيجة ذلك تكون خسائر جيشها الفادحة، لأن إسرائيل تعلم أنها تملك ساعة رملية في غزو غزة، ففي حال اكتمال السنة سينخفض الدعم الغربي لإسرائيل.
تذكرون بعد مضي 22 شهرا على حرب أوكرانيا وروسيا طلبت بالأمس أوكرانيا قرابة نص ترليون دولار من أمريكا لأجل استعادة كافة أراضيها وإلا ستنتصر روسيا.
وإسرائيل حاليا تخسر فعليا ما يقارب مليار دولار يوميا في الحرب، لذا في حال مضي عام ولم تحقق إسرائيل أهدافها فستضطر للجلوس على طاولة الحوار مع حماس.
يعني برأيي تملك إسرائيل حاليا وقتا قوامه 10 أشهر ، إذا لم تحسم الحرب فيه وتسيطر على كل غزة فستضطر للجلوس مع حماس للمفاوضات.
ماذا لو سيطرت إسرائيل على غزة قبل سنة خصوصا مع استخدامها لترسانة هائلة من الأسلحة واستخدامها لسياسة الأرض المحروقة؟
لو انتصرت إسرائيل في غزه فعليا ومن خلال ما نشاهده من خسائر فادحة والتي تم توثيقها ونشرها فقط فسيكون انتصار على طريقة “النصر البيروسي”
فعندما أعلن القائد بيروس انتصاره على الرومان ، وأثناء إحصائه لجنوده وعتاده الذي خسره في الحرب، اكتشف بيروس أنه حقق انتصارًا عسكريًّا في أرض المعركة لكن خسائره التي عاد بها كانت ضخمة جدا لدرجة أفقدته معظم جنوده فأصبح يضرب يه المثل في التاريخ ، وأصبح النصر البيروسي يدل على النصر العسكري الرسمي الذي يأتي بتكلفة ضخمة تقارب الهزيمة، فيصبح نصرًا مرا أو نصرًا بطعم الهزيمة، ويصبح نصر عسكري ثانوي يؤدي في النهاية إلى هزيمة أكبر، وتكون فيه خسائر المنتصر إما فقدان عدد ضخم من قتلى الجيش، أو استنزاف لموارد الدولة المنتصرة ، أو أن فاتورة الانتصار في الحرب تكون عبارة عن تكاليف مادية باهظة ستضر الدولة المنتصرة مستقبلا وتعجز عن تحملها”