مواطنين: الحوثيين يقدسون زعيمهم لتغطية العجز والفشل وللنهب
خاص
بألفاظ تقترب من الالوهية والتقديس، يحاول الحوثيين اضفاء قداسة اجبارية لزعيمهم المتواري في الكهوف منذ ما يقارب العشرين عاما، فمرة يصفونه ب” ابن النبي” و ” مفتاح السماء” و” وريث مقام النبوة ” و ” قائد الامة” وغيرها من الاوصاف التي استفزت الشعب اليمني المطحون بالغلاء والجوع والأمراض، ويرى اليمنيون ان هذه الافعال تأتي لتغطية العجز والفشل الواضحين في ادارة شؤون البلاد، واقناع الشعب بان “الحوثي” شخصية مقدسة مرسلة من السماء ولذلك لا تجوز معارضته.
ضعف شخصية وسذاجة
يرى الكثير من المراقبين ان عبد الملك الحوثي ومنهم الدكتور “ياسين الشعيبي” استاذ علم النفس في جامعة تعز، بأن الحوثي لا يمتلك شخصية مستقلة بدليل محاولاته تقليد خطابات حسن نصر الله في خطاباته وتعمده الواضح عدم نطق حرف القاف، كما انه ومن خلال لغة جسده يظهر خوفه وارتباكه الدائمين وكذلك تعمد نطق بعض الجمل باللهجة “الصعدية” وهو دليل على حب ظهور ونرجسية زائدة وحالة فريدة من المراهقة المتأخرة”.
ويضيف الدكتور “الشعيبي” لموقع الوعل اليمني “بان عبد الملك الحوثي نكرة ولم يعرفه الشعب إلا من خلال سجله الإجرامي وانسان مأجور لا يمتلك حتى قراره وفوق هذا -يضيف الدكتور-لم يزر جبهة قتال واحدة منذ بداية الحرب، ولا يعرفه معظم أنصاره إلا عبر خطاباته من وراء الشاشات.
ويستغرب الشعيبي من بقاء الحوثي مختبئا ومتنقلا كل هذه المدة في الكهوف رغم توقف الحرب وسيطرة الحوثيين على صنعاء وبعض المحافظات الأخرى، ويفسر الدكتور هذا الأمر بانه محاولة لإضفاء “القداسة والغموض” لأنه في حال خرج ورآه اليمنيون وجها لوجه سيكتشفون ضعف شخصيته وسذاجة كلماته الارتجالية لذلك من الافضل بقاءه في الظلام وبث خطاباته عبر الشاشات بعد اضافة عمليات المونتاج والحذف والتعديل.
اليمن في عهد “ابن النبي”
اما حال البلاد التي استولى عليها الحوثي في غفلة من الزمن وبتخطيط اقليمي ودولي، فتحولت في عهده الى واحدة من افشل الدول على مستوى العالم ان لم تكن الافشل على الإطلاق، وتصدرت اليمن قائمة الدول الأكثر هشاشة عالمياِ بحسب تصنيف منظمة Fund For Peace لعام 2021، التي تراقب الضغوط التي تتعرض لها جميع الدول والمهددة بالانهيار وجاء تصنيف اليمن كأكثر دولة هشة في العالم، وتلتها الصومال وسوريا، وجنوب السودان، والكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى، وتشاد، والسودان، وأفغانستان، يذكر ان اليمن كانت في المرتبة ٢٥ قبل عام ٢٠١٤، العام الذي شهد انقلاب الحوثي على الدولة.
جودة التعليم
وشهد اليمن في عهد عبد الملك الحوثي خروجه من تقييم جودة التعليم الصادر عن مؤشر “دافوس” عام ٢٠١٩
وكشف المؤشر الترتيب العالمي للدول حسب تطور جودة التعليم لديها تراجع اليمن اخر ذيل القائمة الر جانب الصومال وبالتالي خروجها من التقييم ما يمكن ان يؤدي إلى حرمان الطلاب اليمنيين من مواصلة التعليم الجامعي في الخارج، نتيجة عدم الاعتراف بالشهادات الصادرة من المؤسسات التعليمية والأكاديمية داخل اليمن.
الأمن الغذائي والسلام العالمي
كما حلّت اليمن ايضا في المرتبة الأخيرة عربيًا وفي المرتبة رقم 113 عالميًا في مؤشر الأمن الغذائي لعام ٢٠٢٠ حيث قالت الأمم المتحدة ان 16 مليون مواطن يمني يعانون من الجوع وملايين الاطفال والنساء اليمنيين مهددون بالموت جوعا، وجاء السودان في المرتبة الثانية بعد اليمن وتليه الصومال، ويعتمد المؤشر الدولي على قياس عوامل وفرة الطعام ونوعيته وقدرة الفرد على الحصول عليه، كما جاء اليمن في المرتبة الاخيرة، للعام السابع على التوالي، في “مؤشر السلام العالمي لعام 2022” الصادر عن معهد السلام والاقتصاد العالمي، ما يعني بان اليمن تعد اخطر دولة في العالم على الامن والاستقرار والسلام العالمي.
مؤشر الويب
واحتلت اليمن كذلك المرتبة الأخيرة عالميا على “مؤشر ويب”، الذي يقيم مساهمة الإنترنت في التنمية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم والصادر عن “مؤسسة الشبكة العالمية” وقال التقرير “أن اليمن سجل علامات سيئة في مؤشر الحرية والانفتاح، الذي يقيم مدى تمتع المواطنين بالحق في المعلومات والرأي والتعبير والسلامة والخصوصية على شبكة الإنترنت من بين 81 بلداً على مستوى العالم”.
و يرى رجل الشارع اليمني البسيط ان كل تلك المؤشرات نتيجة طبيعية للانقلاب الهمجي الذي يحاول تغطية فشله بتلميع زعيم الانقلاب وعدم البحث عن الاسباب الحقيقية للفشل ومعالجتها او رد الامر لأصحابه، وفي الوقت الذي يواصل الحوثيون فيه ايهام اتباعهم بأن اليمن في عهدهم صارت دولة ” دولة عظمى” يخافها الشرق والغرب، تظل طوابير الجوعى والمشردين على ابواب المنظمات خير دليل على مدى القوة التي وصلت اليها اليمن في عهد عبدالملك الحوثي، وكمية العزة والكرامة التي بات الشعب يتقلب في نعيمها.