ميليشيا الحوثي تاريخ طويل من نقض العهود والمواثيق
تقرير خاص
منذ ان خطت جماعة الحوثي اولى خطواتها خارج الكهوف وهي تنقض العهد تلو العهد ولا تلتزم بأي اتفاق مع اي طرف، وتحتفظ ذاكرة اليمنيين بسجل مرير من الخيانات من قبل الميليشيات الانقلابية التي تتخذ من الهدن والاوضاع الانسانية والمعاهدات وسيلة لكسب الوقت وترتيب الصفوف، ومن اهم المعاهدات التي نقضها الحوثي على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
في نوفمبر 2014 اتفق الحوثيين والإصلاح على وقف المواجهات وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، برعاية المبعوث الأممي آنذاك جمال بن عمر، ونقض الحوثيون هذا الاتفاق في 1 ديسمبر اي بعد يوم واحد فقط من توقيعه، وفي 21 يناير 2015 نقض الحوثيين اتفاقا بينهم وبين الرئيس عبدربه منصور هادي نص على ينسحب الحوثيون من دار الرئاسة والقصر الجمهوري ومحيط منزل الرئيس هادي، ولم تنفذ الميليشيا شيئا من هذا الاتفاق.
وفي أغسطس 2016 انقلب الحوثيون على اتفاق مع مشايخ البيضاء العمريين وتم الغدر بهم وقتلهم، وفي ديسمبر 2018، نكثت جماعة الحوثي باتفاق (ستكهولم) بين الميليشيا والقوات المشتركة التي كانت على مشارف ميناء الحديدة وعززوا مواقعهم في الميناء والمطار بدل الانسحاب الذي نص عليه الاتفاق.
وفي مارس 2016 غدرت جماعة الحوثي باتفاقية (ظهران الجنوب) بينهم وبين المملكة العربية السعودية والحوثيين في الذي نص على التهدئة وتبادل الأسرى وبينما التزمت المملكة بكامل بنود الاتفاق لم ينفذ الحوثيين شيئا منها مما فجر الاوضاع من جديد.
– وفي ديسمبر 2017 نكث الحوثيين بالمعاهدة بينهم وبين الرئيس السابق على عبد الله صالح وقتلوه في منزله مع نائبه عارف الزوكا وعشرات من افراد الحماية الخاصة به في منزله بصنعاء.
وفي نفس الشهر العام التالي، 2018 نقض الحوثيون اتفاقية تبادل الأسرى والمختطفين ولم تطلق سراح احد من المذكورين في كشوف الحكومة الشرعية في حين اطلق التحالف سراح 50 اسيرا من ميليشا الحوثي كإثبات حسن نية.
وليست كل هذه الاتفاقيات سوى جزء بسيط من العهود التي لجأت اليها جماعة الحوثي وقت ضعفها وانقلبت عليها بمجرد تحسن الظروف المحيطة بها
استمرار المعاناة
وفي هذا الموضوع، قال الكاتب الصحفي”ابراهيم عسقين” في حديث لموقع الوعل اليمني ان (الميليشيا بالتأكيد لا تخضع للسلام ولاتريد السلام لأن مهمتها هو غزو الكرة الارضية لكنها كلما رأت انهيار قواتها تعلن الاستسلام المؤقت والخضوع لشروط السلام حتى تعيد ترتيب اوراقها ومن ثم ترمي بتلك الاتفاقات عرض الحائط)
وأضاف: (للأسف خصوم الحوثي لا يتعلمون من اخطاء الماضي ويقعون دائما في نفس الخطأ وفي كل مرة تعود الميليشيا أقوى من قبل وتستمر معها معاناة اليمنيين التواقين الى الخلاص من هذا العبئ الثقيل الجاثم على صدورهم)
القرار من طهران
ويرى اليمنيون بأن اهم اسباب نقض الحوثي للعهود هو ارتهان قراره لطهران وعدم قدرته على اتخاذ اي خطوة الا بعد اذن القيادة الايرانية وهو ماصرح به الحاكم الفعلي السابق لصنعاء الايراني( حسن ايرلو) الذي وضع بنفسه شروط انتهاء الحرب في اليمن قبيل مقتله في ديسمبر 2021 وماقاله ايضا مستشار القائد الاعلى للشؤون الدولية في ايران ” علي اكبر ولايتي” بأن ( جماعة الحوثي ستقاتل نيابة عن طهران دون توقف)، مؤكدا بأنه ( لايستطيع احد ايقاف جماعة الحوثي) وكذك زيارة المبعوث الأممي السابق (غريفيث)الى طهران في فبراير 2021 لاخذ موافقة الايرانيين على اتفاقية السلام انذاك، ويرى المحللون ان ايران هي العائق الوحيد امام السلام في اليمن كون جماعة الحوثي مجرد اداة يستطيعون توجيهها متى يشاؤون، والسبب بنظر الكثيرون هو رغبة طهران بابقاء الحوثي كقوة اقليمية تفوق ميليشيا حزب الله وتكون قادرة على احداث الصراعات في المنطقة على المدى الطويل، وبحسب الباحث دكتور ” محمد الكميم” فإن الجناح الذي كان يرفض الوصاية الايرانية داخل حركة الحوثي قد تمت تصفيته بأوامر من مخابرات الحرس الثوري وعلى رأس ذلك الجناح الدكتور (حسن زيد) و(محمد المتوكل) و(يحيى الشامي) وبقي الصوت الوحيد داخل الحركة هو صوت الولاء لإيران والدفاع عن مصالحها واحراق اليمن لو تطلب الأمر لكي يشعر الخميني بالرضا”.
وصرح الناشط صالح الحنشي في حديث مع لموقع الوعل اليمني بالقول (ان كل معاهدة مع الميليشيا هي اطالة للماساة اليمنية ومد “طوق النجاة” للميليشيا الغاصبة، الحوثيين ولاشك سينقضون هذه الاتفاقية كما نقضت جميع الاتفاقيات من قبل مع الحكومة ودول الجوار ومع المشائخ والقبائل لانهم لايعرفون سوى لغة القوة ولن يرضخوا للسلام الحقيقي الا عندما يتم نزع اسباب قوتهم وتجريدهم من السلاح وطردهم من المناطق التي يسيطرون عليها، وبغير هذا لا جدوى من اي معاهدة ومن لم يفهم التاريخ فسيكرر نفس الخطأ
ويأمل اليمنيين في ان تتمكن الحكومة الشرعية من انتزاع سلام حقيقي ودائم من ميليشيا الحوثي يفضي لاستعادة الدولة ووضع حد لمعاناة طالت لاكثر من تسع سنوات، لكنهم وبرغم ذلك يشككون من صدق نوايا الحوثيين في كونهم يريدون السلام او حتى يعرفون معناه.