تقارير

ميليشيا الحوثي تتآكل من الداخل وانهيار قريب

تقرير خاص

وجدت ميليشيا الحوثي نفسها وجها لوجه مع المواطن اليمني من جديد بعد انقشاع الغبار الاعلامي لمسرحيات البحر الأحمر وعودة الأمور للمربع الأول، ومع عودة المطالبات المشروعة بالرواتب وتحسين الاقتصاد وايجاد فرص العمل والتنمية  نشطت حملات الاعتقالات وخلق الأعداء الوهميين حتى وان كانوا من المحسوبين عليها، اذا كانت التضحية بهم في صالح الجماعة.

اعتقالات امنية

وبالفعل تحركت جماعة الحوثي لإلقاء القبض على عدد من النشطاء والصحفيين والشخصيات المنتمين اليها بعد ان انتقدو بعض ممارساتها علنا كالقاضي “عبدالوهاب قطران” أحد ابرز المدافعين عن الانقلاب والذي طالب باقتحام منزل الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وتصفيته جسدياً، وجاء اعتقال قطران على خلفية منشورات تفضح الفساد المستشري داخل المؤسسات التي يسيطر عليها الحوثيون، واتهمت سلطة الانقلاب قطران بـ” شرب الخمر” قبل ان تعدل هذه التهمة لتصبح ” محاولة الانقلاب” فيما بعد، كما اعتقل الحوثيون الصحفي الموالي لهم” خالد العراسي” من منزله بطريقة مهينة واخفوه قسرياً، وفضحت الناشط الحوثي ” لطف الفتاحي” عبر الاعتداء على نجله جنسياً وتصويره، ومن قبل قامت قوات حوثية في اكتوبر الماضي، باعتقال القيادي الحوثي “امين الجرموزي” بعد ساعات من محاصرة واقتحام منزله في العاصمة صنعاء،  بتهمة ” اهانة موظفيين عموميين” . وذلك بعد ان تحدث الجرموزي عبر حسابه الرسمي في فيس بوك عن سرقة واختلاس قيادات كبيرة من جماعة الحوثي لمبالغ خيالية وابتلاعها مساحات شاسعة من الاراضي بالقوة.

تآكل من الداخل

اثر ذلك تصاعدت الاصوات المنتقدة من داخل الجماعة للاعتقالات التي طالت الناشطين الحوثيين لمجرد ابداء ارائهم،  حيث قال الصحفي الموالي للحوثيين ” جمال عامر”  ان ما اسماه ( اعتماد الاعتقالات الامنية لمواجهة حرية النقد المسؤول في فضح الفساد لا يعد دلالة على قوة النظام بقدر ما يعبر عن عجزه في مواجهة الأخطاء والاختلالات وايجاد حلولا لها، وزيادة الإعتقالات دليل على ان الفاسدين قد أصبحوا مراكز قوى متغولة بحماية سيف جهاز المخابرات).

وقال سفير الميليشيات السابق لدى النظام السوري ” نايف القانص” إن ( عصابة الفساد وتجار المبيدات المسرطنة المسيطرين في صنعاء، تعتقل المقاوم للفساد والفاسدين، الكاشف لفسادهم بالأدلة القطعية والموثَّقة، في إشارةٍ إلى واقعة اعتقال الناشط الإعلامي خالد العراسي) وأكد القانص أنه خُدع بميليشيا الحوثي التي مارست كل انواع الظلم بعد أن تمكنت ولم يصل احد الى مستوى فسادها، وانه لن تظهر في المستقبل جماعة اخرى تصل الى مستوى ظلم جماعة الحوثي وفسادها وديكتاتوريتها.

اما السياسي الموالي والمتعصب لجماعة الحوثي “عبد الله سلام الحكيمي” فقد حذر الحوثيين بأن حكمهم قد يزول بسبب المظالم وقمع حريات المواطنين واكل حقوقهم  وان مَن يظن أنه بالإرهاب والقمع والعنف والدماء يدوم حكم أو يستقر أو يطوِّر بلاداً، فكل هذه الوسائل السلبية لا تُنتج إلا كوارث ومآسي وخراباً وفوضى وحروباً (لا تُبقي ولا تذر) حد تعبيره.

بداية النهاية

في السياق، قال الناشط والاعلامي “صلاح النبهاني ” أن الوقت الذي يشهد فيه الوضع  تحولات ومتغيرات نوعية لصالح المواطن على حساب الميليشيات  التي بدأت بالتحلّل والتفكك لتأكل نفسها بنفسها بعد أن تأجج الصراع بين قياداتها واجنحتها يستعد عدد من الفاسدين والقيادات التي بدأت تشعر باقتراب النهاية  للقفز من السفينة التي تتجه إلى الغرق الذي على ما يبدو بات قاب قوسين أو أدنى، واعتبر النبهاني في حديث للـ” وطن نيوز” أن هذا التآكل يمثل “بداية نهاية المشروع الفارسي  الرامي إلى تدمير اليمن، وهذا يعكس عمق الأزمة التي تعيشها االميليشيا حيث يدور صراع خفي في ما بينها ولن يطول الأمر حتى يطفو على السطح وأن ايران  تجهد للتخفيف من وطأة هذا الأمر ولكنها لن تفلح”.

اختلاف اللصوص نعمة

من جهته، قال الاعلامي ” رماح الجبري” رئيس مركز الاعلام اليمني  لموقع الوعل اليمني” ان في اختلاف اللصوص نعمة لان ذلك يمكن أن يكشف المسروق ويعيد الحق لأصحابه، وقال ان العديد من قيادات الحوثيين رفعوا راية الجماعة  ردحا من الزمان حتى تباينت مصالحهم مع بعضهم البعض  فانقلبوا على بعضهم  وصار كل جناح يبحث عن حلفاء يقفون معه ضد الجناح الاخر وهذا سيؤدي في النهاية لانهيار الجماعة وتناحر قادتها ونشر فضائحهم على الملأ، وربما قد يودي الى صراعات دموية ينطلق فيها السلاح من عدة سواعد رفعت ” الصرخة” يوما جنبا الى جنب وهو ما سيكون له فوائد مباشرة ومؤثرة في حياة المواطن العادي طالما أن اللصوص مشغولون بفضح بعضهم”.

 ويتهم ناشطون مليشيات الحوثي بإدخال البلد في صراعات لاتنتهي هربا من الاستحقاقات الاساسية والبسيطة وفرض حالة طوارئ مستمرة وغير معلنة، إلا أن الكثيرين يتوقعون ان نهاية حقبة الحوثيين ستكون بسبب الصراعات الداخلية التي تشد وتتعمق مع مرور الايام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى