قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء لوسائل إعلام فرنسية إنّ الدولة العبرية كشفت عن مخطط أعدّه حزب الله لمهاجمتها عبر أنفاق تحت الأرض تتضمن سيارات رباعية وصواريخ.
وقال نتنياهو لشبكتي “سي نيوز” و”أوروبا 1″ إنه لو قيّض لهذا المخطط النجاح لكان ضرره أكبر من ذاك الذي ألحقته بالدولة العبرية حركة حماس في هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وأضاف وفقا لترجمة فورية قدّمتها الشبكتان “على بُعد مئة إلى مئتي متر من الحدود وجدنا أنفاقا كان يتمّ إعدادها لغزو إسرائيل. كان سيكون هجوما أكبر حتى من هجوم 7 أكتوبر”.
وتابع “بسيارات رباعية ودراجات نارية وصواريخ. كانوا يخططون للقيام بغزو”.
وكان نتنياهو صرّح لصحيفة لو فيغارو الفرنسية في وقت سابق من هذا الشهر أن الجيش الإسرائيلي عثر على معدات عسكرية روسية متطورة في مخابئ أسلحة لحزب الله.
وصعّدت إسرائيل قصفها على لبنان منذ الشهر الماضي قبل إرسالها قوات برية عبر الحدود، أسفرت الحرب عن مقتل 1.552 شخصا على الأقل، وفقا لإحصاءات تستند إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية، رغم أن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي على وجه الخصوص أن مقاتلي حزب الله يستخدمون “مرافق قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونفيل) في لبنان كغطاء لمواصلة الهجمات ضد إسرائيل”.
وردا على سؤال حول الحوادث المتكررة لإطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي ضد قوات حفظ السلام، والتي خلفت العديد من الجرحى، قال نتنياهو “نحن نحاول تجنب ضرب قوات اليونيفيل”.
وأضاف أن نتنياهو أن “إيران هي التي احتلت لبنان، وليست إسرائيل. نحن نقاتل حزب الله وسنحرر لبنان منه ومن إيران أيضا”.
أما في ما يتعلق بالحرب المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، فأشار نتنياهو إلى أنها لم تصل بعد إلى خط النهاية، إلا أنه أوضح قائلا إن إسرائيل أضحت “في بداية إنهاء الحملة”، وفق تعبيره.
وأضاف أن “القوات الإسرائيلية وجهت ضربة كبيرة لقدرات حماس القتالية، واغتالت القائد الذي قاد الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل”. حسب قوله في إشارة إلى اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار الذي تتهمه إسرائيل بأنه قاد هجوم السابع من أكتوبر العام الماضي على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
وشدد نتنياهو على أن هذه الحرب كناية عن “صراع بين الحضارة والوحشية وتمتد إلى ما هو أبعد من مكافحة الإرهاب”.
كما أردف قائلا “هذه ليست حربنا فقط إنها حربكم أيضًا”.
منذ العام الماضي بلغ عدد القتلى في القطاع الفلسطيني المحاصر أكثر من 42 ألفا أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
فيما نزح مئات الآلاف أكثر من مرة بمختلف مناطق غزة، حيث عم الدمار والركام القطاع. بينما أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن عامًا واحدًا من الحرب أعاد غزة 70 عامًا إلى الوراء.
وبعد التوترات والحرب الكلامية التي لفت العلاقة بين فرنسا وإسرائيل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خيبة أمله من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال نتنياهو “تحدثت مع إيمانويل ماكرون، وشعرت بخيبة أمل كبيرة. لقد دعمنا في بداية الحرب، ولكن شيئا فشيئا رأيت أنه يغير موقفه ويتخذ مواقف تتعارض مع مصالحنا المشتركة”.
واشتعلت حرب كلامية بين نتنياهو وماكرون منذ تسريب تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي نقلها مشاركون في اجتماع مغلق لمجلس الوزراء الفرنسي الأسبوع الماضي حول قيام دولة إسرائيل.
وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأن الرئيس الفرنسي قال خلال اجتماع لمجس الوزراء إن “نتنياهو يجب ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة”، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية.
وردّ نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه على موقف ماكرون قائلا “تذكير لرئيس فرنسا: لم تنشأ دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال الذي تحقق بدماء المقاتلين الأبطال، وبينهم العديد من الناجين من المحرقة، خصوصا من نظام فيشي في فرنسا”.
وتبرأ ماكرون لاحقا من تلك التصريحات المنسوبة إليه، خلال مؤتمر صحافي، على هامش القمة الاوروبية في بروكسل انعقدت الخميس الماضي، وقال إن بعض الصحفيين والمعلقين إضافة إلى بعض الوزراء في الحكومة الفرنسية، دون تحديد أسمائهم، قاموا بتقديم “تعليقات مشوهة”.
ونفى كل اتهام بالعداء لإسرائيل نُسب إليه، مشدداً أنه “يقول ما يكفي عن الوضع في الشرق الأوسط حتى لا يحتاج إلى متكلم يفسر كلامه”.
وأوضح ماكرون أن الانتقادات الموجهة لنتنياهو لا يشوبها أي “غموض”، وأن فرنسا “لم تفشل أبدا” بدفاعها وموقفها اتجاه دولة إسرائيل.
وبعد ما يقرب من عام من تبادل إطلاق النار على الحدود مع حزب الله، تقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها ووضع حد لإطلاق الصواريخ، من أجل السماح بعودة سكانها النازحين البالغ عددهم 60 ألف نسمة إلى شمال أراضيها.
وتمكنت إسرائيل من قتل قيادات بارزة في حزب الله وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله فيما اعترفت الجماعة المدعومة من ايران مؤخرا بمقتل خليفته هاشم صفي الدين.