كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة “i24” العبرية، عن اعتقاده بأنه يؤدي “مهمة تاريخية وروحية”، مؤكداً ارتباطه بما يُعرف بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” التي تشمل وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن نتنياهو قوله إنه يعتبر نفسه في “مهمة أجيال” نيابة عن الشعب اليهودي، مضيفاً: “عندما أرى أنني أنجزت كل ما علي إنجازه، وما زال لدي الكثير من المهام، فسأستمر”.
وأشار الموقع إلى أن مصطلح “إسرائيل الكبرى” برز بعد حرب حزيران/يونيو 1967، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي والمناطق التي احتلها آنذاك، بما فيها القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان.
هذا التصريح أعاد إلى الواجهة ملف الأطماع الإسرائيلية التوسعية، وأشعل موجة من التفاعل والنقاش على منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
ويأتي حديث نتنياهو في ظل استمرار الخطاب الإسرائيلي حول ما يسمى “إسرائيل الكبرى”، حيث يروج معهد “التوراة والأرض” الإسرائيلي عبر موقعه الإلكتروني لمزاعم أن حدود إسرائيل التاريخية -بحسب رؤيته- تمتد من نهر الفرات شرقا إلى نهر النيل جنوبا، في إشارة واضحة إلى مشروع توسعي يتجاوز حدود فلسطين التاريخية ليشمل أجزاء واسعة من الأراضي العربية.
وتفاعل آلاف من رواد المنصات الرقمية مع تصريحات نتنياهو، منتقدين سياساته وتحذيراته، حيث اعتبر العديد من المدونين أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس مجرد تعبير عن مشاعر شخصية، بل هو إعلان صريح عن طموحات احتلالية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
وأشار آخرون إلى أن هذا التصريح يتماهى مع سياسات إسرائيل على الأرض، لا سيما في ظل استمرار الاستيطان وعمليات الضم في الضفة الغربية، وقد أقر الكنيست الإسرائيلي سابقا قرارات تهدف إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وتوقفت بعض التعليقات عند مواقف أطراف عربية تدعو إلى استسلام المقاومة الفلسطينية ونزع سلاحها، معتبرة أن هذه الدعوات تصب في مصلحة المشروع الإسرائيلي التوسعي، وتعزز فرص تمدده في المنطقة.
وحذر مدونون من خطورة التخلي عن المقاومة الفلسطينية، بوصفها خط الدفاع الأخير في وجه الأطماع الاستعمارية، مؤكدين أن انهيار المقاومة قد يتسبب في سقوط دول أخرى، ومشيدين بصمود المناضلين الذين أثبتوا قدرتهم على مواجهة الاحتلال رغم كل الظروف.
في المقابل، شدد ناشطون على أن تصريحات نتنياهو تمثل رسالة تهديد مباشرة إلى الدول العربية، و”صفعة” جديدة في وجه رعاة التطبيع ودعاته، وأيضا لأولئك المطالبين بنزع سلاح المقاومة، معتبرين أن نتنياهو كشف بوضوح عن نوايا إسرائيل الاستعمارية، ولم يعد هناك مجال للشك أو التبرير.
وتساءل آخرون بقوة: “هل تنتظرون أوضح من ذلك؟ إسرائيل تعلن مشروعها صراحة، فهل سيبقى الصمت سيد الموقف؟”.
وتستمر منصات التواصل الاجتماعي في تسجيل موجات متصاعدة من الغضب والاستنكار، بسبب المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة، وسط دعوات لليقظة وإعادة النظر في سياسات بعض الحكومات العربية تجاه القضية الفلسطينية.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع قناة “i24″ الإسرائيلية، إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في نقل جزء كبير من سكان غزة من خلال ما سماها بـ”الهجرة الطوعية”.
وأضاف نتنياهو “أعتقد أن الشيء الصائب، حتى وفقا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم تدخل بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك”.
وأوضح “نمنح سكان غزة الفرصة لمغادرة مناطق القتال في المقام الأول، ومغادرة القطاع عموما، إذا رغبوا في ذلك”، مشيرا بهذا الصدد إلى مغادرة لاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.
وفي ما يتعلق بالحرب على غزة، أعلن نتنياهو أن “الصفقة الجزئية” بشأن القطاع انتهت، مؤكداً أنه يسعى لإنهاء الحرب وفق شروط يحددها الاحتلال٬ مع استعادة جميع الأسرى.
وقال: “هناك تحفظات علي من اليسار واليمين، لكن أنا من يقرر، وكل قرار اتخذته كان صحيحاً”، على حد زعمه.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد نشرت في كانون الثاني/يناير الماضي خريطة مزعومة تزعم وجود “مملكة يهودية” قبل آلاف السنين تضم أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا ومصر، في سياق دعاية سياسية تتماشى مع الرواية التوسعية الإسرائيلية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان، رافضة الانسحاب منها أو القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة.