
حذّرت الأمم المتحدة والدول الأوروبية من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، داعية إلى إدخال المساعدات العاجلة لسكان القطاع الذين يعيشون في ظروف قاسية مع اقتراب موجة البرد. وأكد نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، رامز الأكبروف، في إحاطة لمجلس الأمن عبر الفيديو من القدس، أن استمرار نقص المساعدات يهدد حياة المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، محذراً من تفاقم المعاناة وزيادة خطر الوفاة من البرد. وأوضح الأكبروف أن هذه الأزمة تأتي في ظل تنصل إسرائيل من الالتزامات المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار وبروتوكوله الإنساني، بما في ذلك إدخال مواد الإيواء و300 ألف خيمة وبيوت متنقلة، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وحذر المسؤول الأممي من أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، يزيد من التوترات ويعيق وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، ويهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وذات سيادة.
خسائر الحرب في غزة
منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 8 أكتوبر 2023، خلفت الحرب أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار نحو 90% من البنى التحتية المدنية. ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة وخيام، مع تهالك البنى التحتية وارتفاع مخاطر الانهيارات، وسط غياب المأوى الملائم ونقص المساعدات الإنسانية.
وفي الضفة الغربية، اتهم رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، إسرائيل بمواصلة سياسة تهجير واستبدال السكان الفلسطينيين، مؤكداً أن مليشيات المستوطنين تعمل جنباً إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي لاستهداف الفلسطينيين بشكل ممنهج بهدف ضم الضفة الغربية. ومنذ بدء الهجوم، قتل الجيش والمستوطنون 1097 فلسطينياً بالضفة الغربية، وأصابوا نحو 11 ألفاً، إضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألف شخص.
إدانة دولية للمستوطنات
أدانت الدول الأوروبية في مجلس الأمن التصاعد غير المسبوق في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، فيما أكد المندوب الفرنسي جيروم بونافون أن موافقة الحكومة الإسرائيلية على إنشاء 19 بؤرة استيطانية جديدة ومشروع المستوطنين إي 1 بين القدس ومستوطنة معالي أدوميم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وضربة لحل الدولتين. وشدد على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية وتمكين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من مواصلة عملها الحيوي، مرحباً بتجديد ولايتها.
وأكدت نائبة المندوب الأميركي جينيفر لوسيتا أن الولايات المتحدة لن تسمح بضم الضفة الغربية، وأن الرئيس دونالد ترامب يتوقع إنهاء أعمال العنف فيها، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات إلى غزة، وإعادة جثة آخر إسرائيلي، وضمان التزام حركة حماس بتعهداتها بموجب خطة ترامب.
دعوات عاجلة لإغاثة غزة
دعت إيطاليا وألمانيا إلى تدفق المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة قبل حلول فصل الشتاء، مؤكدتين دعمهما لخطة السلام الأميركية التي أقرها مجلس الأمن الدولي، والتي تنص على استئناف المساعدات الإنسانية دون عوائق. وحذر جوناثان كريكس، المتحدث باسم “يونيسيف” في فلسطين، من الأوضاع الإنسانية “المقلقة للغاية”، داعياً إلى إعادة بناء المنازل بالكامل وتوفير مأوى يحفظ كرامة الأطفال والعائلات.
وحذرت الأمم المتحدة من استمرار إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات رغم ظروف الشتاء القاسية، محذرة من تزايد خطر تجمّد المواليد الجدد واستمرار معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين في ظل غياب المأوى الآمن وتراجع قدرة المؤسسات المحلية على الاستجابة للاحتياجات الطارئة. تظل غزة والضفة الغربية على حافة كارثة إنسانية وسياسية، تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإدخال المساعدات ووقف اعتداءات المستوطنين، وضمان احترام التزامات الاحتلال بموجب القانون الدولي واتفاقات وقف إطلاق النار، مع توفير حماية فورية للأطفال والنساء وحفظ كرامة المدنيين.






