وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح السبت، أوامر إخلاء السكان الفلسطينيين في مدينة رفح، آخر ملاذ للنازحين بالقطاع، مطالبا إياهم بالتوجه إلى شمال غرب المدينة، وذلك رغم التحذيرات الدولية، في حين نفذ جيش الاحتلال قصفا مكثفا على مناطق عدة في قطاع غزة.
ودعا متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، سكان أحياء شرق رفح للتوجه فورا إلى ما سماها “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي جنوب غرب القطاع.
وحدد عبر صورتين نشرهما على حسابه، دعوة الإخلاء لسكان مخيمي رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس.
ويتضح من الصورة أن الجيش يريد تجميع النازحين في رفح بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كيلومترا وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبا، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن التقديرات تشير إلى نزوح 150 ألف شخص حتى الآن من رفح، في الوقت الذي كررت فيه إسرائيل أوامرها بمزيد من الإخلاء من رفح نحو وسط المدينة.
في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن هجوم إسرائيل على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكد أن الاحتلال يتهرب من التوصل لاتفاق.
وأكدت حماس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، وحملتهما كامل المسؤولية عن عرقلة التوصل لاتفاق.
وقالت حركة حماس إن الهجوم على رفح لن يكون نزهة، وإن غزة ستكون دوما مقبرة للغزاة المحتلين.
قصف مكثف:
في غضون ذلك، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا مكثفا على مناطق عدة في قطاع غزة، مما أوقع العديد من الشهداء، وواصل عملياته شرق رفح. وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال تتوغل في منطقة الفراحين شرق عبسان الكبيرة بخان يونس، وتنفذ عمليات تجريف واسعة.
كما استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون، إثر قصف استهدف منطقة عَـبَسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، وطال القصف المدفعي والجوي منطقة خزاعة والفراحين شرق عَبَسان الكبيرة ومنطقة الفخاري.
وذكر مراسل الجزيرة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أغار على منطقة السكة بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وأفاد المراسل باستشهاد عشرة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الخطيب في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
كما يتعرض حي الزيتون في غزة لقصف إسرائيلي عنيف بالطائرات الحربية، أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
ووصلت جثامين 20 شهيدا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح عقب قصف ليلي إسرائيلي على مناطق عدة بغزة.
مستشفى شهداء الأقصى:
من جانب آخر، حذر طبيب بمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، الجمعة، من توقف المستشفى عن العمل بعد 48 ساعة جراء نقص الوقود، مما يهدد حياة المصابين والمرضى والأطفال الخدج الموجودين به.
وقال الطبيب رائد حسين إن حياة المصابين والمرضى والأطفال الخدج في المستشفى معرضة للخطر في حال توقف المستشفى عن العمل، بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في ظل إغلاق المعابر.
وأضاف أن المستشفى يستخدم حاليا كميات الوقود الاحتياطية لتشغيل المولدات الكهربائية، التي يعتمد عليها المستشفى في ظل انقطاع التيار الكهربائي. ولفت الطبيب إلى أن المستشفى يخدم 600 مصاب و500 مريض يحتاجون لغسيل الكلى بشكل مستمر، بالإضافة إلى وجود 24 من الأطفال الخدج فيه.
وناشد الطبيب الفلسطيني المؤسسات الدولية بالعمل بشكل سريع على إمداد المستشفى بالوقود والمستلزمات الطبية الضرورية له.
ومنذ بداية الحرب على غزة، التي دخلت شهرها الثامن، تم إخراج 33 مستشفى و54 مركزا صحيا و160 مؤسسة صحية عن الخدمة عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي، وفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ولليوم السادس على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود مع غزة، في حين تواصل إغلاق معبر رفح على الحدود بين القطاع ومصر لليوم الرابع بعد أن أعلنت السيطرة على الجانب الفلسطيني منه صباح الثلاثاء.
وصباح الأربعاء، زعم الجيش الإسرائيلي إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بعد إغلاقه الأحد، لإدخال مساعدات إلى غزة، استجابة لطلب الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن هيئة المعابر نفت صحة إعادة فتح المعبر.
ومنذ إغلاق المعبرين لا تدخل أي مساعدات إنسانية أو وقود أو أدوية ومستلزمات طبية إلى قطاع غزة، مما يهدد بوقوع كارثة إنسانية، حسب تحذيرات أممية ورسمية فلسطينية.
.
المصدر : الجزيرة + وكالات