مقالات
أخر الأخبار

نكبة ٢١ سبتمبر

الكاتب/ أنور بن قاسم الخضري
أنور بن قاسم الخضري

يوم تجلت فيه الأحقاد على الشعب من قبل المتسلطين والطامحين للسلطة. وظهر فيه تحالف الشر واضحا جليا، بين تيارات متباينة عاش اليمن في عهدها الظلم والفساد والاستبداد، وعانى من العذابات والويلات، ولم تقدم لليمنيين تنمية أو تقدما أو تطورا أو أمنا أو سلاما.
استكبروا أن يثور الشعب عليهم وأن يسود منطق “الانتخاب الحر” للوصول للسلطة، لأنهم فاشلون ويعلمون أنهم لا يملكون فكرة أو رسالة أو خدمة للمجتمع سوى التسلط والنهب والسلب!

ماذا قدم اليساريون في العالم العربي غير الفتن والدماء والأحقاد؟ وها هم اليوم رأسماليون يحملون مشعل اللبرالية الغربية؟!
ماذا قدم الناصريون للعالم العربي ولليمن خصوصا؟ وما هي الأفكار التي أسهمت في تغيير المجتمع واستعادة هويته غير شعارات عبدالناصر الجوفاء؟
ماذا حقق البعثيون للعالم العربي عدا عن الإخفاقات والعنتريات وحروب لا جدوى منها؟ وماذا فعلوا لليمن من إنجازات عدا عن أنهم كانوا يقتاتون على دعم أنظمة الحكم في العراق وسوريا؟

ماذا فعل المؤتمريون خلال أكثر من ٣٠ عاما من الحكم عدا عن توسيع دائرة الفساد والمفسدين والقضاء على ثروات البلاد وبيع مقدراتها بثمن بخس.. وبناء أجهزة عسكرية وأمنية وقدرات تسليحية لضرب الشعب بها عندما يطالب بحقوقه. وأخيرا قاموا بخيانة الوطن والشعب وتدمير الدولة في لحظة من الجنون والانتقام ليسلموها لأفجر الخلق وأرذلهم.

لقد تمكن الحوثة رغم كل مساوئهم التي تفوق الجميع من الصعود على ظهر اليسار الاشتراكي والناصريين القوميين والبعث العربي والمؤتمر الشعبي ليحرقوا بلدا بأحقاد تاريخية وطائفية وطبائع فاسدة خبيثة.

والحديث عن توحيد الصفوف وجمع الكلمة مع هذه المكونات الحاملة للأمراض والأوبئة والرافضة للتطهر والتوبة هو كلام استهلاكي وموقف العقول الفارغة التي لم تتمكن من إنتاج حلول عملية فتعود إلى تدوير المخلفات ذاتها وإعادة مجاري الصرف الصحي إلى قنوات الري والشرب!!

لا شك أن هناك عقلاء ونبلاء في هذه التيارات والأحزاب وأن هناك من أفاق غير أن هذا لا يعني أن هذه الأطراف تعافت، فهي لا تزال مسكونة بالأحقاد والأمراض والخيانة والعمالة لكل القوى الخارجية، وقابلة لبيع الوطن وقضايا الشعب في مقابل أن تمكن وأن تمنح فتاتا من ثروات اليمن المنهوبة لكي تقوم بدور الكلاب المدربة.

عشر سنوات، أحرقت الأخضر واليابس وأذاقت شعبنا اليمني الأمراض والعذابات والمشقة والخوف والجوع وهم يتنعمون في أحضان كفلائهم ورعاتهم، يمدونهم بالسلاح لاستخدامه لأجنداتهم لا لصالح وطن وشعب.. فما أسعد حظ الحوثي -المتأيرن- بهم، لذلك أمكنه اختراقهم، لأنهم ليسوا إلا كتل من الفسدة المصلحيين، لهذا فهو يعرف أحوالهم وحركاتهم ويجندهم لعرقلة التحرير وطعن الشرفاء والأحرار في ظهورهم.

عشر سنوات لم يعلنوا توبتهم ولا اعتذروا للشعب عن جرائمهم ولا عالجوا أخطاءهم بل لا زالوا منغمسين في فساد يزكم الأنوف وعمالة تسود الوجوه، ورغم كل كلامهم عن الحوثيين إلا أنهم سعداء به فقد منحهم ما فقدوه جميعا بثورة الشعب عام ٢٠١١م.

لقد كانت ثورات ٢٠١١ ثورات فارقة في المنطقة غير أن المحور المتصهين ودول الغرب الاستعمارية تآمرت عليها، وأحالتها إلى فتن واحتراب، ومكنت لكل الفسدة والفجرة والفشلة ليتصدروا المشهد.

عشر سنوات أصابنا فيها ما أصاب غيرنا من الرعب والعناء والهجرة ومكابدة الاغتراب ومع كل عام ينخفض سقف توقعاتنا في هذه التيارات والأحزاب الخائنة البائعة للذمم والأوطان والشعوب مهما تجملت صورهم وارتفعت أرصدتهم وتعززت قوتهم.. ومن لم توقظه العشر العجاف لن توقظه غيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى