أعلنت جمعية نوبل بمعهد كارولينسكا للعلوم في السويد، الاثنين، منح جائزة نوبل في الطب لعام 2025 إلى ماري برونكو، وفريد رامسديل، وشيمون ساكاجوتشي، تقديرا لأبحاثهم المتعلقة بالتحمل المناعي الطرفي، الذي يمثل التحمل المناعي الذي تصل إليه بعض الخلايا بعد بلوغ مرحلة النضج، ما يفتح آفاقاً جديدة لعلاجات مبتكرة لأمراض المناعة الذاتية والسرطان.
وأعلنت لجنة نوبل في بيان لها اليوم الإثنين أن الجائزة تقدر “اكتشافاتهم المتعلقة بالتحمل المناعي المحيطي”.
وقالت في البيان: “حصل ماري إي. برونكو وفريد رامسديل وشمعون ساكاجوتشي على جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب لعام 2025 لاكتشافاتهم الرائدة في ما يتعلق بالتسامح المناعي المحيطي الذي يمنع الجهاز المناعي من إلحاق الضرر بالجسم”.
وأضافت “لقد أرست اكتشافاتهم الأساس لمجال بحثي جديد، وحفزت تطوير علاجات جديدة، على سبيل المثال لعلاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية”.
وتشغل برونكو منصب كبيرة مديري البرامج في معهد الأنظمة الحيوية في سياتل، بينما يشغل رامسديل منصب المستشار العلمي في شركة سونوما للعلاجات الحيوية بسان فرانسيسكو، في الولايات المتحدة، والتي شارك في تأسيسها، أما ساكاجوتشي فهو أستاذ في جامعة أوساكا في اليابان.
وأوضحت الأستاذة في معهد كارولاينا ماري فاهرين – هيرلينيوس أن “جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لهذا العام تركز على كيفية تحكمنا في جهازنا المناعي، بما يمكننا من مكافحة أي ميكروب يمكن تخيله مع تجنب أمراض المناعة الذاتية”.
وشرحت لجنة نوبل أن “جهاز المناعة القوي في الجسم يجب أن يكون منظماً، وإلا فإنه قد يهاجم أعضاء الجسم”.
وأشارت إلى أن الفائزين بالجائزة اكتشفوا “الخلايا الحارسة للجهاز المناعي، أي الخلايا التائية التنظيمية (أو الكابحة)، التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة أجسامنا”.
ولاحظت اللجنة أن اكتشافات ماري إي. برونكو المولودة عام 1961 وفريد رامسديل البالغ 64 سنة وشيمون ساكاغوتشي (74 سنة) أرست بالتالي “أسس مجال بحثي جديد، وحفزت التوصل إلى أدوية جديدة، منها مثلاً ما هو للسرطان وأمراض المناعة الذاتية”.
وتتألف جائزة نوبل من شهادة وميدالية ذهبية وشيك بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (ما يقارب 1,17 مليون دولار).
وفي عام 2024 فاز بالجائزة فيكتور أمبروس وغاري رافكن (الولايات المتحدة) عن اكتشافهما microRNA، وهي فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي الصغيرة تؤدي دوراً حاسماً في تنظيم نشاط الجينات.
وجائزة نوبل للطب هي أولى جوائز نوبل التي يعلن عنها سنوياً، وتمنح الجوائز في مجالات العلوم والأدب والسلام، ومن المقرر إعلان الجوائز الخمس المتبقية يومياً حتى الاثنين المقبل.
وبدأ منح جوائز نوبل للفائزين في العلوم والأدب والسلام منذ عام 1901 بناء على وصية مخترع الديناميت رجل الأعمال السويدي ألفريد نوبل، لأصحاب الإسهامات المتميزة في العلوم والأدب والسلام، مع حدوث بعض التوقف خلال الحربين العالميتين، وأضيفت لهذه الجوائز لاحقاً جائزة للاقتصاد، ويمولها البنك المركزي السويدي.
وبعد أكثر من قرن من الزمان على انطلاقها، لا تزال جوائز نوبل راسخة في تقاليدها. وتُمنح الجوائز خلال احتفالات تحضرها العائلتان الملكيتان في السويد والنرويج، تليها مآدب فخمة تُقام في 10 ديسمبر التي توافق ذكرى وفاة نوبل.