هجوم سيبراني جديد يشل خدمات الإنترنت في صنعاء

شهدت عدة محافظات يمنية خلال الساعات الماضية اضطرابات حادة في خدمات الإنترنت، شملت انقطاعًا كليًا في العاصمة صنعاء وتذبذبًا في الاتصال في مناطق أخرى، وسط تأكيدات من مصادر تقنية بأن السبب يعود لهجوم سيبراني واسع النطاق استهدف شركة “يمن نت”، المزود الرئيسي للإنترنت في البلاد.

وأعلنت مجموعة قرصنة تُطلق على نفسها اسم “S4uD1 Pwnz” مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أن العملية لا تزال قيد التنفيذ، دون الكشف عن حجم الضرر أو تفاصيل الاختراق. وقد تأثرت خدمات ADSL، الألياف الضوئية، وشبكات الجيل الرابع التابعة لـ”يمن موبايل” و”You”، ما تسبب في شلل شبه كامل للاتصالات الرقمية في عدة مناطق.

ووفقًا لتصريحات الخبير اليمني في الأمن السيبراني فهمي الباحث، فإن الهجوم يُعد من بين “الأوسع من نوعه”، ويأتي في سياق تصاعد الصراع داخل الفضاء السيبراني اليمني، حيث تحولت شبكة الاتصالات إلى ساحة مواجهة غير تقليدية بين جماعة الحوثيين وخصومها.

وتُعد هذه العملية امتدادًا لسلسلة من الهجمات السابقة نفذتها المجموعة ذاتها، كان أبرزها اختراق أكثر من 75 موقعًا إلكترونيًا حكوميًا وتعليميًا في مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك منصات إعلامية وجامعات ووزارات، ما يعكس هشاشة البنية الرقمية في البلاد.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من شركة “يمن نت” أو الجهات الحوثية المعنية، ما يفتح الباب أمام التكهنات بشأن مدى قدرة الشبكة على الصمود أمام هذه الهجمات المتكررة، خاصة في ظل اعتماد ملايين اليمنيين على الإنترنت في حياتهم اليومية.

ويرى محللون أن استهداف “يمن نت” لا يقتصر على كونه هجومًا تقنيًا، بل يمثل ضربة مباشرة لأحد أهم مفاصل السيطرة الحوثية، إذ تُعد الاتصالات والإنترنت أداة رقابية واقتصادية وأمنية للجماعة. ومع تصاعد وتيرة الهجمات، يُتوقع أن يشهد اليمن مزيدًا من التوتر في مجال الأمن السيبراني، ما قد يؤثر على استقرار الخدمات الرقمية، وحرية الوصول إلى المعلومات، وحتى على الوضع الاقتصادي العام.

Exit mobile version