هل نصارحه بالمرض؟ نصائح لدعم الطفل مريض السرطان
عتقد البعض أن إخفاء خبر المرض عن المريض هو الحل المثالي لتجاوز المحنة، لكن هناك من يميل إلى مبدأ المصارحة، لذا نجيب على هل نخبر مريض السرطان بمرضه أم لا؟
أمر محير أن تصارح مريض بمرض طالما استعذت من الإصابة به، لكن هل نخبر مريض السرطان بمرضه أم نضطر إلى خفاء الحقيقة عنه؟ في مصر وبعض الدول العربية نلجأ إلى إخفاء الأمر عن المريض، ويجد المريض نفسه تائهاً عما يحدث له، وعما سيحدث له؛ لذا دعنا نخبرك عن أفضل الحلول في هذا الأمر، خاصة إن كان المريض طفلاً.
هل أخبر طفلي أنه مريض سرطان؟
في هذه الحالة، نصاب بحيرة مؤلمة بين هل الطفل ما زال صغيراً ليس من حقه أن يعرف ما يحدث في جسده؟ أم أن الطفل ما زال صغيراً فلن يتحمل خبر مرضه؟ حسب الموقع الرسمي لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، يوصي الخبراء النفسيين بإخبار المريض بحالته، لأن من حق المريض أياً كان عمره أن يتفهم تفاصيل حالته.
من ناحية أخرى، شدد الأطباء على أن يكون المريض ومرافقيه على معرفة بكل مرحلة يمر بها المريض، حتى يعلم كيف يتعامل معها، متعاوناً مع الفريق الطبي، لذا نصحوا أهل المريض وأصدقائه ببعض النصائح الواجب الالتزام بها.
كيف يتعامل أهل الطفل مريض السرطان معه؟
على الأهل أن يدركوا صعوبة الأمر على المريض، وأن العلاج في ذاته قد لا يكون مؤلماً لكن تبعاته وأعراضه الجانبية بالطبع ستؤثر على الطفل، وسرعان ما تقل هذه الأعراض -حسب الحالة- مع انتهاء جلسات العلاج تدريجياً.
لذا على الأهل الالتزام بروتينهم اليومي أمام الطفل، مع الحرص على عدم الانهيار أمامه، والاستمرار في ممارسة الأمور التي يحبونها بمشاركة المريض، فإن كنت ترغب في مساعدة طفلك مريض السرطان أثناء تلقي العلاج يوصي الموقع الرسمي لمستشفى 57357 بما يلي:
1. صارح طفلك
قبل أي خطوة أثناء علاج الطفل مريض السرطان لا بد أن تهيئه نفسياً بما هو قادم، حتى يتقبل الألم، والآثار الجانبية للعلاج، وعليك أن تدرك تماماً أن كل حالة مختلفة تماماً عن الحالة الأخرى؛ لذا التزم بما يقوله لك الفريق الطبي المتابع لحالته، وهيئ الطفل لمواعيد التحاليل، والاختبارات، والجلسات خطوة بخطوة، وإن كنت تجد صعوبة في هذا الجأ إلى متخصص نفسي حتى تمر هذه المرحلة بأمان.
2. ساعد طفلك على اللعب وتناول الطعام
من المعروف أن غالبية مرضى السرطان يعانون من فقدان الشهية؛ لذا احرص على تقديم الطعام الصحي لطفلك بصورة مبتكرة، وحاول أن تساعد الطفل على الحركة، واللعب، فعلى الرغم من أن الراحة مطلوبة، فأيضاً الكسل قد يعوق تقدم حالة الطفل أو شفاءه، كون الخمول يؤثر سلباً على الحالة النفسية، التي بالضرورة تؤثر على جودة المناعة، وتزيد من نشاط الخلايا السرطانية.
3. لا تنسى.. طفلك يحتاج إليك
لا تدع مشاعر الشفقة والألم على الطفل هي المشاعر السائدة للتعامل معه، فالطفل المريض مثله مثل الطفل العادي يحتاج إلى والديه وتوجيهاتهم، ولا تنسى أن للطفل أخوة فلا تميز بينهم بذريعة أن طفلك مريض، ومن الأفضل أن تتعامل معه كما تتعامل في حياتك اليومية.
4. شجع الطفل على الاستقلالية
لا تأخذ لطفلك قرارات يومية بسيطة، وساعده على اختيار ملابسه، وطعامه، ومواعيد نومه، وألعابه المفضلة، فضلاً عن صنع روتين يومي لنفسه؛ حتى يزيد شعور الطفل بأنه مستقل، وليس أسير للمرض، ولا يتم التعامل معه بعين الشفقة، الأمر الذي يعزز صحته النفسية، ورغبته في تماثل الشفاء.
5. ساعد طفلك حتى يعبر عن مشاعره
أمر طبيعي أن يصاب الطفل مريض السرطان بالحزن، والاكتئاب، أو القلق، الضيق أو الغضب؛ فبداخله مرض لا يعلمه، ويتلقى علاجه يزيد من ألمه، ويحول بينه وبين حياته اليوميه، فمن الطبيعي أن يغضب أو يحزن؛ لذا عليك أن تتفهم الأمر أولاً وأن تساعد طفلك في التعبير عن هذه المشاعر بالطريقة التي يفضلها، كما يمكنك أن تساعده في أداء بعض الأنشطة لتفريغ طاقته، مثل: الغناء، الرقص، الأشغال اليدوية، الكتابة، وحاول أن تشاركه أنت أو المقربين منه في هذه الأنشطة.
6. لا تعزل طفلك عن مدرسته
إن التعليم أمر مهم للجميع، لكن أثناء فترة علاج طفلك قد يكون من الصعب أن يذهب الطفل إلى المدرسة، فعليك أن تتحدث مع الطفل عن أفكار لاستكمال الدراسة، والتواصل مع المدرسة لإخبارهم بحالة الطفل، والوصول إلى طريقة لخضوع الطفل للاختبارات، كما يمكن التواصل مع أقرانه في المدرسة إن كان الطفل لا يزعجه ذلك.
7. لا تعزل طفلك عن الأصدقاء
خوفاً على الطفل من الإصابة بأي مرض أثناء تلقي العلاج، قد يلجأ الأهل إلى عزل الطفل عن الجميع، الأمر الذي قد يزيد من عزلة الطفل وحزنه؛ لذا حالة أمر الطبيب بعزله الجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومكالمات الفيديو؛ حتى يتواصل الطفل مع أصدقائه المقربين، ولكن اعلم أن الطفل قد يرفض أن يراه أصدقائه بهذه الحالة، فاستمع إليه، واستشر المتخصص النفسي بأفضل السبل حتى يتخطى الطفل هذا الأمر.
وفي الختام، نذكرك أنه حسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإنه من غير المؤكد الافتراض بأن الإفصاح عن الحقيقة مفيد دائماً للمرضى، خاصة في المراحل النهائية المتأخرة؛ لذا لا تأخذ هذه الخطوة إلا بعد استشارة الطبيب المتابع للحالة، بل واستشر متخصص نفسي على علم بحالة الطفل أو المريض؛ حرصاً على سلامته.