وعود ترامب لإسرائيل؟

الكاتب الإعلامي: أحمد منصور

ترامب بدأ توزيع المناصب واختيار فريقه الجديد، ومعظمهم من الصقور وكثير منهم يؤيدون إسرائيل بشكل مطلق، وهذا ليس جديدا على الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ هزيمة 1967؛ لكن الجديد هو ما سيُفرض على الأرض، حيث وعد ترامب مموليه بضم الضفة الغربية، كما سبق وأن وعدهم بضم القدس والجولان ووفى بوعده في رئاسته الأولى.

كما أن سفيره الجديد المرشح في إسرائيل مايك هاكابي -الحاكم السابق لولاية أركنساس والذي يوصف بأنه حليف قديم للمستوطنين- لا يعترف بشيء اسمه فلسطين و في أول تصريح له لم يستبعد ضم الضفة لإسرائيل، وهو ما يعني إطلاق الرصاصة الأخيرة ليس على المقاومة الفلسطينية فالمقاومة لن تموت طالما هناك شعب يقاوم الاحتلال، وسوف تطور من أساليبها ووسائلها حتى تنهي الاحتلال، وإنما هذه الرصاصة التي سيطلقها ترامب ستكون ضد السلطة الفلسطينية التي صنعها الاحتلال من خلال اتفاقيات أوسلو وما بعدها.

فلسطين ليست كندا أو استراليا أو أمريكا التي قضي الغربيون على سكانها الأصليين وإنما هي بلد يتمسك أهلها بها و يبذلون أرواحهم من أجل تحريرها

فإذا أصبحت الضفة الغربية جزءا من إسرائيل الكبرى فما هو دور السلطة إذن ومهماتها التي تقوم بها؟ وهل سيدخل سكان الضفة ضمن سكان إسرائيل فيغيروا التركيبة الديمغرافية أم ترحّلهم إسرائيل للأردن وفق خطتها المعلنة، وترحل سكان غزة لمصر؟

الأمر أكثر تعقيدا مما يظن ترامب وإدارته، فمن السهل عليهم إطلاق الوعود والتصريحات لكن من الصعب عليهم تطبيق ما يريدون مع اشتعال جذوة المقاومة في الضفة وعجز إسرائيل عن إخمادها، ففلسطين ليست كندا أو استراليا أو أمريكا التي قضي الغربيون على سكانها الأصليين وإنما هي بلد يتمسك أهلها بها و يبذلون أرواحهم من أجل تحريرها؛ وفي النهاية سوف ينجحون؛ ويفشل المستوطنون والمحتلون الذين جاؤوا من وراء البحار قبل عقود، وإن غدا لناظره قريب .

المصدر: مدونة الكاتب

Exit mobile version