أفادت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، في بيان، اليوم الأربعاء، بأن وفداً من الحركة، برئاسة القيادي خليل الحية، يزور القاهرة، وأنه بدأ لقاءاته مع المسؤولين المصريين ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى عبر اللجان الفنية والوسطاء.
من جهته، قال المتحدث باسم “حماس” حازم قاسم، إن اتصالات تجري مع الدول الوسيطة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف في بيان نقلته الحركة على حسابها في تليغرام أن جهوداً تبذل من قبل الوسطاء لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود اتفاق وقف النار، مشيراً إلى أن الاحتلال يتنصل من تنفيذ العديد من بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع: “موقفنا في حركة حماس واضح، ولن نقبل بلغة التهديدات الأميركية والإسرائيلية، وعلى الاحتلال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتم الإفراج عن الأسرى (..) المطلوب من الاحتلال الالتزام بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه”.
وكان مصدر فلسطيني قد قال لوكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء، إن الوسطاء القطريين والمصريين “يعملون بشكل مكثف” لحل الأزمة المحيطة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعدما هددت إسرائيل باستئناف القتال إذا لم تفرج حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت، عن المحتجزين المتفق عليهم.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح عن الأمر، إن “الوسطاء على تواصل مع الطرف الأميركي.. ويعملون بشكل مكثف من أجل إنهاء الأزمة لإلزام إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف النار وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”.
وأعلنت حماس، أول من أمس الاثنين، تأجيل إطلاق سراح أسرى الدفعة السادسة إلى أجل غير مسمّى، في ضوء تنصّل الاحتلال من تنفيذ ما اتفق عليه في البروتوكول الإنساني المرفق بالمرحلة الأولى من صفقة التبادل.
وقالت حركة حماس، في بيان، إنها أحصت أربعة خروقات إسرائيلية للاتفاق، هي تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقطاع بالقصف وإطلاق النار عليهم، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء، وتأخير دخول احتياجات القطاع الصحية.
وأوضحت أن إعلانها تأجيل الإفراج عن أسرى إسرائيليين قبل خمسة أيام من تاريخ التسليم المرتقب، السبت، لـ”إعطاء الوسطاء فرصة الضغط على إسرائيل”.
من جهته، هدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، بعودة الحرب على قطاع غزة في حال لم تُحرّر حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهيرة يوم السبت المقبل.
وقال نتنياهو في بيان مصور: “إذا لم يُطلق سراح رهائننا حتى ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي وسنعود إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس بشكل نهائي”.
وخلال البيان الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو قال إنه أصدر أوامره إلى قوات الجيش داخل غزة ومحيطها بالاستعداد لأي طارئ، مضيفاً أن “المجلس المصغر يثمّن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورؤيته بشأن غزة”.
وكانت هيئة البث العبرية الرسمية قد أفادت، في وقت سابق، بوجود حالة من الغضب تتملّك وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، جراء تأجيل إسرائيل مباحثات المرحلة الثانية من الاتفاق.
ونقلت الهيئة عن مسؤولين من الدول الوسيطة (قطر ومصر والولايات المتحدة) لم تسمهم قولهم: “هناك غضب بشأن سلوك إسرائيل، لا سيما تأجيل مفاوضات المرحلة الثانية”.
وصباح الاثنين، عاد وفد التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، حيث بحث استمرار المرحلة الأولى، بعدما تلقى تعليمات من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بعدم التطرق للمرحلة الثانية من الاتفاق، وفق هيئة البث.
وكان من المقرر بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة في اليوم الـ16 لوقف إطلاق النار الذي وافق الاثنين الماضي، لكن إسرائيل تأخرت في إرسال وفدها للدوحة، الذي سافر الأحد ولم يتطرق إلى تلك المرحلة.
وقالت الهيئة: “كانت المهمة الرئيسية للوفد الإسرائيلي الحيلولة دون حدوث أزمة في المفاوضات، لكن كما رأينا في ضوء إعلان حماس لم تكلل هذه المحاولة بالنجاح”.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن ثلاث مراحل، تستمر كل منها 42 يوماً، ويجري خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.