“يا عابد الحرمين لو أبصرتنا”.. أبياتٌ تلاها أبو عبيدة في خطابه.. ما قصتها؟
لا تكاد تخلو خطابات أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من الكلمات والعبارات المُشفرة التي يعمد من خلالها إلى إيصال رسائل مبطنة للعدو والعالم أجمع.
وفي اليوم الـ154 من معركة طوفان الأقصى، سرد أبو عبيدة في خطابه المُتلفز أبياتًا شعرية أثارت فضول الكثير من مراقبي الأحداث الدموية في قطاع غزة، الذي يشهد منذ السابع من أكتوبر الماضي إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وما إن ذكر أبو عبيدة في خطابه، الأبيات التالية:
يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا .. لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعب
مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ .. فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ
حتى توجه ناشطون نحو محرك “غوغل” للبحث عن تفاصيل هذه الأبيات الشعرية، والقصة ورائها ومن هو قائلها
تعود هذه الأبيات لعام 179هـ، في رسالة أرسلها عبدالله بن المبارك للفضيل بن عياض، رحمهما الله، وهما من أكابر السلف الصالح، وصدّق قوله قول النبي صلى الله عليه وسلم عن وصفه الجهاد بذروة سنام الدين.
هذه القصة التي رواها الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق” تدل على تعظيم السلف الصالح للجهاد في سبيل الله، وأنه أعظم العبادة.
قال محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة البهراني من كتابه بحلب سنة 236هـ، قال: أملى عليَّ عبدالله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وودعته بالخروج للحج، وأنفذها معي إلى الفضيل- يعني ابن عياض- وذلك سنة 179هـ:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعملت أنك في العبادة تلعبُ
من كان يخضب جيدَه بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يُتعِبُ خيله في باطل فخيولنا يوم الكريهة تتعبُ
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهجع السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا عن مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بَيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب
موقع البوابة