أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي، سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل، والمعروف بدعمه الواسع لـ”الاستيطان الإسرائيلي”، ومعارضته القوية لـ”إقامة دولة فلسطينية “، زاعماً أنه “لا يوجد شيء اسمه فلسطيني”.
وقال ترامب في بيان إن هاكابي “يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وشعب إسرائيل يبادله العشق. سيعمل مايك بلا هوادة من أجل عودة السلام الى الشرق الأوسط”.
ويعد هاكابي أول أميركي غير يهودي يترشح لهذا المنصب منذ أن عيّن الرئيس السابق جورج دبليو بوش عام 2008 جيمس كانينجهام، بحسب “تايمز أوف إسرائيل”.
وسارع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لتهنئة هاكابي الذي قال في تصريحات سابقة إن “لا وجود لشيء اسمه احتلال” في حديث عن الأراضي الفلسطينية.
وفي المقابل، أشاد كبار المسؤولين الإسرائيليين بقرار ترمب ترشيح هاكابي، وسط توقعات بتعرض الأخير لانتقادات شديدة من قبل الفلسطينيين، بحسب “رويترز”.
وكتب ساعر عبر منصة إكس متوجها الى هاكابي “أتطلع للعمل معك لتعزيز الرابط بين شعبينا… كصديق منذ زمن طويل لإسرائيل وعاصمتنا الأبدية القدس، أتمنى أن تشعر بأنك في منزلك”.
وتوقعت شبكة CNN، أن يرحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذا الترشيح، مشيرةً إلى أن الأخير يسعى منذ فترة طويلة لتعزيز العلاقات مع المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة.
ورحب التحالف اليهودي الجمهوري في بيان بترشيح هكابي، ووصفته بأنه “صديق قديم”، كما أشاد بـ”حب الحاكم السابق الكبير لإسرائيل”.
وتوقع التحالف أن يعزز تعيين هكابي “العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مستويات أعلى”.
ويتطلب المنصب موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، فيما استبعدت شبكة CBS NEWS، أن يواجه هاكابي “عراقيل كبيرة” بعدما أصبح الجمهوريون في طريقهم للحصول على أغلبية لا تقل عن 53 مقعداً في المجلس المؤلف من 100 مقعد.
وعقب سلسلة تعيينات وترشيحات أعلن عنها ترمب شملت 3 مشرعين مؤيدين بقوة لإسرائيل لشغل مناصب عليا في السياسة الخارجية، توقعت وكالة “رويترز”، أن يتبنى الرئيس المنتخب نهجاً قوياً مؤيداً لإسرائيل، يتجاوز حتى الدعم الذي قدمه بايدن لتل أبيب.
وكان هاكابي حاكماً لولاية أركنساس بين عامي 1996 و2007، حسب وكالة “رويترز”. وفيما سبق عملت ابنة هاكابي وهي حالياً حاكمة ولاية أركنساس سارة هاكابي ساندرز، كسكرتيرة صحافية خلال فترة إدارة ترمب الأولى.
وخاض هاكابي (69 عاما) مرتين الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إحداهما في 2016 في مواجهة ترامب. الا أنه سارع الى دعم الأخير بعد خروجه من المنافسة.
ولهاكابي الكثير من التصريحات التي يبدي فيها تعلقه بدينه المسيحي ومعارضته لحقوق المثليين. وتحتاج تسميته لمصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي.
ويعتبر هاكابي الذي قال إنه زار إسرائيل أكثر من 100 مرة خلال 50 عاماً، داعماً قوياً للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة يعتبرها معظم المجتمع الدولي “غير قانونية”، كما يوصف بأنه “أحد أشد المؤيدين لإسرائيل في المجتمع المسيحي الإنجيلي”، وفق “تايمز أوف إسرائيل”.
وزار هاكابي إسرائيل مرارا منذ العام 1973. وفي 2017، كان حاضرا في معاليه أدوميم لدى توسعة إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وأعرب عن تأييده لمواقف ترامب بشأن إسرائيل.
وانتقد هاكابي الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب ضغطه على إسرائيل عقب حربها على قطاع غزة، وقال لشبكة News Nation في مارس الماضي: “إذا كنت شخصاً مؤيداً لإسرائيل، فكيف يمكنك أن تكون مؤيداً لبايدن لأن إدارته أوضحت أنها ستقدم تنازلات لحركة حماس”.
ووفقاً لشبكة CNN الأميركية، يرفض هكابي استخدام مصطلح “المستوطنات” الإسرائيلية، ويقول: إن “إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة (مصطلح إسرائيلي رسمي يستخدم للإشارة إلى الضفة الغربية)، وهناك كلمات معينة أرفض استخدامها”.
وأضاف هكابي خلال زيارته لمستوطنة “معاليه أدوميم” عام 2017: “لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة، كما لا يوجد شيء اسمه مستوطنة، إنها مجتمعات وأحياء ومدن، ولا يوجد شيء اسمه احتلال”.
وذكرت CNN، أن مايك هاكابي، قال في تصريح سابق إنه “لا يوجد شيء اسمه فلسطيني”.
ووضع هاكابي عام 2017، حجر الأساس لإقامة حي جديد في واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية القريبة من شرقي القدس.
ويبدي هاكابي الذي يعتبر الضفة جزءاً من إسرائيل، باستمرار معارضته “إقامة دولة فلسطينية ضمن الحدود الحالية لإسرائيل”، ما بحسب نقلته وكالة “أسوشيتد برس” في تصريح له عام 2015.
واعتبر حينها مسألة ما أسماه “وجود حكومتين تعملان على نفس الأرض”، بأنها فكرة “غير واقعية وغير قابلة للتطبيق”، لافتاً إلى أنه “لم يدعم أبداً حل الدولتين والذي يتطلب تهجير المستوطنين”.
كما تبنى هاكابي موقفاً متشدداً تجاه إيران والتي وصفها عام 2015، بأنها “ثعبان لا يمكن الوثوق به، ويجب قتله”.