
غزة – الوعل اليمني
شهد قطاع غزة موجة برد قارس وأمطار غزيرة، أودت بحياة الطفل الرضيع سعيد أسعد عابدين، البالغ من العمر شهرًا واحدًا، في مواصي خانيونس جنوب القطاع، ما رفع عدد الوفيات الناتجة عن المنخفض الجوي والبرد الشديد إلى 13 حالة وفق وزارة الصحة في غزة. وتعكس هذه الحوادث خطورة الوضع الإنساني، خاصة على الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام ضعيفة وغير مجهزة لمواجهة الطقس البارد، وسط غياب المأوى ووسائل التدفئة وانعدام الوقود، في ظل منخفض جوّي عاصف وماطر.
توفي الطفل الرضيع سعيد عابدين في خان يونس نتيجة انخفاض شديد في درجة الحرارة، فيما أُبلغ عن وفاة 12 شخصًا إضافيًا خلال أيام المنخفض الجوي. وتبرز هذه الحالات هشاشة أوضاع المدنيين، خصوصًا الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام غير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد.
مسؤولية إسرائيل
أكدت منظمة العفو الدولية أن وفيات الفيضانات كان يمكن منعها تمامًا، وأن حجم الدمار تفاقم بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول الإمدادات الحيوية لإصلاح البنية التحتية الأساسية. وقالت إريكا غيفارا روساس، المديرة الأولى للبحوث والدعوة والسياسات في المنظمة: “كانت التحذيرات واضحة؛ لم يكن ذلك حادثًا طبيعيًا بل مأساة كان يمكن تفاديها بالكامل. لا يمكن تحميل الطقس السيء وحده مسؤولية المشاهد المروعة للخيام المغمورة بالمياه والمباني المنهارة في غزة”.
وأضافت المنظمة: “ما نراه هو نتيجة متوقعة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وسياسة الحصار المتعمد التي تمنع دخول مواد الإيواء والإصلاح للمُهجّرين”، مطالبة برفع الحصار فورًا والسماح بدخول غير مقيد للسلع الأساسية ومواد الإصلاح والإمدادات الإنسانية.
مأساة الأطفال
أكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن استشهاد الأطفال في غزة بسبب البرد الشديد وعدم وجود الإيواء المناسب يشكل جريمة واضحة، مشيرًا إلى أن آخر ضحايا المنخفض طفل في خانيونس. وأوضح أن كل المناشدات لإدخال إيواء حقيقي وبدء الإعمار لم تحرك المجتمع الدولي لإغاثة الأطفال الذين كانوا يموتون بالقصف واليوم يموتون بسبب البرد.
ودعا قاسم إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي، وإلى الضغط على الاحتلال للالتزام باستحقاقات وقف الحرب وإدخال الإغاثة والإيواء الحقيقي وفتح المعابر قبل تفاقم الكارثة ووقوع المزيد من الوفيات.



