151 شهيدًا فلسطينيًا منذ بدء اتفاق غزة و48503 منذ هجوم 7 أكتوبر

استشهد خمسة فلسطينيين، أمس الثلاثاء، قرب ما كان يُعرف بمحور نتساريم، وسط قطاع غزة، وسيدة فلسطينية شرق مدينة رفح جنوبي القطاع، بقصف ونيران الطيران المسيّر، في أحدث انتهاك إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بين حركة حماس والاحتلال بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء سريان هدنة غزة إلى 151 شخصاً.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48503 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والإصابات إلى 111927.

وإلى جانب الانتهاكات المباشرة والقتل المتواصل، لا تزال إسرائيل غير ملتزمة بتنفيذ البروتوكول الإنساني والانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفي) الحدودي بين القطاع ومصر، في اليوم الـ42 من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ وبدء هدنة غزة أي الأول من مارس/ آذار الحالي، بحسب ما ورد في الاتفاق.

كما كان من المقرر اكتمال الانسحاب بحلول اليوم الخمسين من هدنة غزة واتفاق وقف إطلاق النار، أي الأحد الماضي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

واعتبرت “حماس” أن هذا الانتهاك “الصارخ يمثل خرقاً واضحاً للاتفاق ومحاولة مكشوفة لإفشاله وتفريغه من مضمونه”.

ووفق شهود عيان، قصفت طائرة إسرائيلية مسيّرة الشبان الخمسة الذين كانوا يعملون في جمع الحجارة، قرب محور نتساريم، ونقلوا إلى مستشفى الأهلي بمدينة غزة.

كما نقلت وكالة الأناضول عن مصدر طبي، أمس، أن سيدة فلسطينية استشهدت بنيران طائرة مسيّرة إسرائيلية في بلدة الشوكة الحدودية شرق مدينة رفح. وأول أمس الاثنين، استشهد ثلاثة أشقاء من عائلة أحمد بقصف مسيّرة إسرائيلية شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف الاحتلال مزارعين في المناطق الشرقية من وسط القطاع وجنوبه.

ومنذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ارتكب الاحتلال عشرات الانتهاكات التي تنوعت بين القصف والقتل اليومي بالاستهداف المباشر من الطائرات المسيّرة أو عبر القناصين المنتشرين قرب المناطق الشرقية.

انتهاك البروتوكول الإنساني

وسط تلك الانتهاكات، لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ كامل ما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما ما هو متعلق بالبروتوكول الإنساني، إذ منع وصول البيوت المتنقلة التي نصّ على إدخالها بشكل واضح، إلى جانب تقليص أعداد المرضى والجرحى المسافرين ومنع بعضهم تحت مزاعم أمنية، فضلاً عن إعادة إغلاق المعابر الحدودية، منذ الثاني من مارس/ آذار الحالي، أي بعد يوم من انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، بذريعة رفض حركة حماس تمديد هذه المرحلة، علماً أن حكومة بنيامين نتنياهو تنصلت حتى الآن من الدخول في المرحلة الثانية منه، والتي تشمل وقفاً للحرب.

نص الاتفاق بشكل واضح على أنه في حال عدم الدخول في المرحلة الثانية يتم تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وتنفيذ ما هو فيها من دون أي عملية تسليم جديدة للمحتجزين الإسرائيليين، وهو ما يرفضه الاحتلال الذي وقّع على هذه البنود.

ومنذ بدء هدنة غزة يشهد القطاع بشكل شبه يومي عمليات قصف تشنها الطائرات المسيّرة أو إطلاق نار من المدفعية أو الكواد كابتر لا سيما باتجاه الفلسطينيين في المناطق الشرقية للقطاع، حيث تتعرض مدينتا خانيونس ورفح جنوباً لمثل هذه الحوادث بالإضافة للمناطق الوسطى وأحياء مثل الشجاعية بمدينة غزة.

وذكر المرصد الأورومتوسطي، في بيان أمس، أنه منذ وقف إطلاق النار، استشهد سبعة أشخاص كل 48 ساعة، سواء بإطلاق النار من القناصة أو طائرات “كواد كابتر”، أو هجمات الطائرات المسيّرة، خصوصاً أثناء محاولة الفلسطينيين تفقد منازلهم قرب المنطقة العازلة شمالي وشرقي القطاع، وذلك إلى جانب استخدام الاحتلال الحصار والتجويع كأداتي قتل بطيء ضمن جريمة الإبادة الجماعية.

ودعا جميع الدول والجهات ذات العلاقة إلى التحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في القطاع، لافتاً إلى أن مدينة رفح كانت الأكثر تعرضاً للاستهدافات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الاستهدافات المتكررة على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط القطاع وبلدة بيت حانون شمالي القطاع.

وذكر أن بوادر كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع استمرار إغلاق المعابر، إذ بدأت البضائع تنفد من الأسواق، وتوقف العديد من مراكز الإغاثة والتكايا عن العمل، ما يهدد بالوصول إلى حالة المجاعة.

خروقات هدنة غزة

في الأثناء، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مستمرة منذ اليوم الأول لدخول هدنة غزة حيز التنفيذ، ما تسبب في استشهاد العشرات.

وأضاف أن “الأسبوع الأخير شهد زيادة واضحة في وتيرة الاستهداف، ما تسبب في استشهاد 20 فلسطينياً برصاص الاحتلال أو عبر القصف الجوي في مناطق متفرقة من القطاع”.

وأوضح أن “إجمالي الخروقات الإسرائيلية منذ 19 يناير وحتى 11 مارس الحالي يقدر بأكثر من 1300 خرق وجريمة نفذها الاحتلال في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار”.

وعن هذه الخروقات، قال معروف إنها “متنوعة بين الخروقات الميدانية المتمثلة في استهداف المواطنين أو عدم الالتزام بالمناطق التي يفترض أن يوجد بها جيش الاحتلال من خلال التوغلات، خصوصاً في رفح وفي المناطق الشرقية من قطاع غزة، فضلاً عن عدم إتمام الانسحاب من محور صلاح الدين كما كان مقرراً في اليوم الخمسين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ”.

وشدد على أن “الخروقات المسجلة على الاحتلال تتعلق بالبروتوكول الانساني، سواء على صعيد إدخال المساعدات أو على صعيد إدخال المستلزمات الأخرى”.

ويندرج القصف الإسرائيلي والتصعيد الميداني في إطار محاولة إرضاء الأحزاب اليمينية المتطرفة المتعطشة للقتل والدم والتصعيد، وفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة حسام الدجني.

وأضاف في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “جزءاً من التصعيد مقترن برغبة نتنياهو في الحفاظ على الائتلاف الحكومي الحاكم في ظل الضغط الداخلي من الأحزاب المتطرفة وتحديداً تيار الديني القومي، بالإضافة لممارسة الضغط في العملية التفاوضية لدفع المفاوض الفلسطيني إلى تقديم تنازلات”.

وبرأي الدجني، إن الاحتلال يرغب بأن “يجسد واقعاً جديداً في غزة كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة وجنوبي لبنان، عبر تثبيت معادلة جديدة تقوم على القصف في أي وقت وتنفيذ عملية توغل يحددها هو”.

وشدد على “ضرورة تدخل الوسطاء من أجل الضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات المتزايدة في القطاع، بالإضافة لتعزيز حالة الاشتباك مع الاحتلال في جبهات فلسطينية أخرى تمنعه من التفرد بالقطاع”.

Exit mobile version