الأخبار
أخر الأخبار

179 قتيلًا سودانيًا خلال شهر في قصف للدعم السريع على الفاشر

قتل 179 سودانيا مدنيا في شهر مايو/ أيار الماضي في قصف «الدعم السريع» مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق شبكة أطباء السودان التي رصدت كذلك وفاة 12 آخرين بسبب الحصار المضروب على المدينة لأكثر من عام.

واتهمت الشبكة قوات «الدعم» بتعمد القصف الصاروخي على الأحياء السكنية والمرافق المدينة في الفاشر، في وقت تتفاقم أزمة الجوع وندرة المواد الغذائية التي تعيشها المدينة جراء الحصار المضروب عليها، فيما تنتشر حالات سوء التغذية بصورة وصفتها بـ»المخيفة» بين الأطفال والنساء.

وأطلقت نداءً عاجلا لإنقاذ أكثر من 350 ألف طفل معرضين بصورة مباشرة لسوء التغذية الحادة جراء النقص الحاد في المواد الغذائية وفقدان للأساسيات من أدوات النظافة والملح والسكر مع تلوث المياه وانتشار الأوبئة.

وقالت إن الضمير الإنساني يستوجب التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين في الفاشر، مجددة دعوتها للعالم وللمنظمات الأممية بضرورة فتح شريان حياة لإيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ المدنيين في الفاشر.

وحذرت من أن أي تأخير في إيصال المساعدات الإنسانية يعتبر مساندة لمشروع إبادة جماعية لما يقارب المليون مواطن محاصرين من قبل قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، فيما وصفته بـ «التحدي الواضح لكل القرارات الدولية القاضية برفع الحصار عن المدينة ووقف الهجمات والتدوين الصاروخي على المدنيين».

وفي 13 يونيو/ حزيران من العام الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب قوات «الدعم السريع» بفك حصارها للفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، داعيا إلى وقف فوري للقتال وخفض التصعيد في الفاشر ومحيطها وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين.

وطالب بحماية المدنيين والسماح للراغبين في التنقل إلى مناطق أكثر أمنا داخل الفاشر وخارجها، وتيسير المرور السريع والآمن ودون عوائق للإغاثة الإنسانية الموجهة لمن يحتاجها من المدنيين.

وأكد على ضرورة سحب المقاتلين حسب الضرورة ليتسنى القيام بالأنشطة الزراعية طوال موسم الزرع لتجنب مضاعفة خطر المجاعة، مطالبا جميع الدول بالامتناع عن التدخل وعدم تأجيج الصراع والامتناع عن نقل الأسلحة والعتاد لدارفور.

وعلى الرغم من أن القرار الأممي صدر بعد شهر واحد من حصار الفاشر، إلا أن قوات «الدعم» واصلت حصار المدينة مع استمرار عمليات القصف المدفعي، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع وتفشي سوء التغذية، مما أودى بحياة المئات.
وكانت لجان مقاومة قد حذرت من تفاقم أزمة الجوع في الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة بها، مما أضطر الأهالي إلى أكل أوراق الأشجار، مطالبة بتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمعينات الغذائية والدوائية، بعد فشل وصولها عن طريق البر.

وبعد إعلان الأمم المتحدة عن ترتيبات مع قوات الجيش والدعم لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين وسط المعارك، تعرضت في 2 يونيو/ حزيران الجاري، شاحنات إغاثة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي واليونيسف، كانت في طريقها للفاشر والمعسكرات المحيطة بها للتفجير، بعد احتجازها من قبل الدعم في منطقة الكومة شمال دارفور.

واتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قوات «الدعم السريع» بنهب وتفريغ الشاحنات التي لم تحترق خلال عملية التفجير، مشيرا إلى أن الهجوم جاء بعد رفض القافلة المحتجزة تغيير وجهتها.

وقال إن قوات الدعم استبقت ذلك باستهداف مخازن برنامج الغذاء العالمي قبل أيام في الفاشر؛ حتى لا تجد مواقع لتخزين المواد بغرض تعطيل الإغاثة.
وكانت لجان المقاومة قد نددت بالصمت الدولي، على الرغم من تجاهل قوات الدعم السريع تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي إلى فك الحصار عن المدينة، مستنكرة عدم الاكتراث لحياة مليون شخص عالقين داخل المدينة المحاصرة، بينما تتفشى الأمراض وتتفاقم أزمة الجوع وتقتل عمليات القصف المدفعي المئات من المدنيين.

وفي ظل الأوضاع المأزومة في الفاشر ومحاولات الجيش التقدم عبر ولايات دارفور، تشدد قوات «الدعم السريع» قبضتها الأمنية في مناطق نفوذها وتحاول قطع خطوط الإمداد عن الجيش والأهالي هناك.

وقالت غرفة طوارئ دار حمر إن قوات «الدعم» قامت بإغلاق جميع مصادر المياه في مدينة النهود، التي تعتمد بشكل كامل على الآبار الجوفية في الإمداد المائي.

وقالت إن سعر برميل الماء وصل إلى 50 ألف جنيه سوداني في المدينة والقرى المتاخمة لها من ولايات شمال وغرب كردفان جراء الإغلاق.

وفي السياق، قالت الناشطة الحقوقية وعضوة المكتب التنفيذي لمحامي الطوارئ رحاب المبارك، إنها رصدت شهادات لمواطنين من النهود بعد انقطاع دام طويلا لشبكات الاتصال وصعوبات متتالية لرصد الانتهاكات.

وحذرت من أن المدينة تعيش مأساة إنسانية بعد استيلاء الدعم السريع على المدينة، مشيرة إلى أنها ما أن دخلت قواتها إلى النهود حتى انتشر الفزع وبدأت جرائم النهب على أوسع نطاق، حيث استولت على ممتلكات المدنيين ومخازن محصول الصمغ العربي المخزّن ونهبت الحبوب المخزنة.

وبشأن الوضع الصحي قالت: لا يوجد مشفى واحد يعمل في المدينة وإن الذي يقوم بالتطبيب والعلاج ممرض يزور من هم موجودون في المدينة من المرضى والمصابين ويقوم بعلاجهم.

وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتأهيل تأمين صحي في حي النصر وإعداد مجموعة من المسعفين والاسعافات الأولية لعلاج مصابيها، لافتة إلى أن هذا المركز لا يقدم نهائيا خدمات للمواطنين في المدينة، بل حتى يمنع على المواطنين الاقتراب منه.

وكشفت عن تنفيذ قوات «الدعم» تصفيات واعتقالات طالت كل مواطن رفض تسليم عربته الشخصية أو دراجته النارية او المصوغات الذهبية.

وأشارت إلى شهادات وصلتها من مصادر في المدينة، بأنه في اليوم الثاني لدخول الدعم للنهود، الموافق 8 مايو/ أيار الماضي، اعتقلت قوات الدعم 2000 شخص، تم الافراج عن الكثير منهم بعد أن علمت القوات بتحركات متحرك الصياد التابع للجيش إلى المدينة، ولكن لا يزال المعتقل فيه ما يقارب 1200 شخص.

وأشارت إلى رصد حالات اغتصاب بالتزامن مع اجتياح الدعم السريع للمدينة، حيث تم التبليغ عن تعرض (6) فتيات للاختطاف من منازلهن منذ الساعة التاسعة مساء وإرجاعهن حوالي الساعة الـ2 صباحا وهن في حالة يرثى لها بعد أن تعرضن جميعا للاغتصاب بواسطة قوات الدعم السريع. كما تكررت حالات الاغتصاب في أحياء النصر والبخيت بأعداد كبيرة، في ظل صعوبة عمليات الرصد بسبب ضعف وانقطاع الشبكات وانعدام الأمن.

وذكرت أن الدعم السريع متحكمة في كل الشوارع والطرق الداخلية والخارجية لمدينة النهود، مشيرة إلى أنهم يسمحون للمواطنين بالخروج من المدينة بعد التفتيش الدقيق وأخذ كل ما هو ثمين. ولفتت إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية في النهود مما فاقم الأزمة هناك. وحذرت من ان الوضع في النهود كارثي ويستدعي التدخل العاجل.

وبعد معارك عنيفة استمرت ليومين، اجتاحت قوات «الدعم» مدينة النهود في 2 مايو/ أيار الماضي بعد أشهر من الحصار.

وأعلنت شبكة أطباء السودان وقتها مقتل 100 شخص بينهم 21 طفلا و15 امرأة، بعد توغل قوات الدعم السريع في مدينة النهود وإعلانها السيطرة الكاملة على المدينة.

وتربط النهود إقليم دارفور بكردفان وامتداد المناطق وسط البلاد، كما أنها تؤوي آلاف النازحين الفارين من إقليم دارفور ومدن وقرى غرب كردفان.
وكانت سيطرة الجيش عليها رغم الحصار المضروب حولها منذ أشهر، تعرقل وصول إمدادات الدعم السريع الآتية من إٌقليم دارفور إلى المناطق وسط البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى