“الحوثية” اثنا عشرية لتشويه الزيدية
في الوقت الذي تمتلئ فيه شوارع صنعاء المختطفة بشعارات تحيي ذكرى “زيد بن علي” مؤسس الفرقة الزيدية، يرى اليمنيون بان محاولات الحوثي المستميتة لصبغ افكاره ومعتقداته بالمذهب الزيدي قد باءت بالفشل، فهناك عشرات الأدلة التي تؤكد بان جماعة الحوثي لا علاقة لها بالزيدية بتاتا وأنها فكرة اثنا عشرية تم تلقينها من قبل الحوزات في ايران الى “بدر الدين الحوثي”
خلاف مع الاب الروحي للزيدية
ومن اكبر دلائل اختلاف الحوثي و المذهب الزيدي هو الخلاف المبكر الذي حصل بين بدر الدين الحوثي وبين مجد الدين المؤيدي الاب الروحي للزيدية عام 1986، والذي ادى لانشقاق المؤيدي عن تنظيم “الشباب المؤمن”، بسبب رفض المؤيدي ادخال الفكر الايراني الاثنا عشري في الفقه الزيدي وخصوصا مبدأ “الولي الفقيه” الذي كان بدر الدين الحوثي من اشد المؤمنين به، وظل هذا الخلاف بين الحوثي والمؤيدي طويلا حيث استمر الحوثي في الترويج للمذهب الاثني عشري، بينما المؤيدي متمسك بالمذهب الزيدي الهادوي الذي يرى ان الحكم ليس محصورا فقط بين ابناء الحسن والحسين ابناء علي بن أبي طالب او ما يسمونهم ” البطنين”
وفي الاخير اضطر بدر الدين الحوثي عام 1994 للسفر إلى ايران هو وأفراد أسرته إلى إيران، وظلوا هناك بضعة أعوام، ثم عادوا إلى اليمن ليؤسسوا النواة الأولى لجماعة الحوثي.
تكفير الصحابة والخلفاء الراشدين
يقول “بدر الدين الحوثي” في احدى رسالاته الفقهية بعنوان “حب الثقلين ” عن الخلفاء الراشدين الثلاثة الاوائل : ” اما انا شخصيا فاؤمن بتكفيرهم لانهم ارتدوا عن وصية النبي لعلي بن أبي طالب عليه السلام”، وكذلك رفض الترضية عائشة بنت أبي بكر الصديق، كما هاجم في عدة مؤلفات له الصحيحين والسنن، واتهم الإمام البخاري ومسلم بالكذب على رسول الله، إرضاء للسلاطين، ويتحدث ابنه “حسين” في مقطع فيديو عن ان الخلفاء الراشدين هم سبب كل مصيبة اصابت المسلمين حتى هذا اليوم، بينما لم تنقل اي من كتب التاريخ قيام اي من علماء الزيدية بتكفير الصحابة وينقل عن زيد بن علي قوله عندما سئل عن رايه في ابو بكر الصديق وعمر بن ال خطاب قوله ” بل اتولاهما واترضى عنهما “كما تمتلئ مؤلفات كبار الشخصيات الزيدية مثل الشوكاني والامير الصنعاني والعمراني بمناقب ومزايا الخلفاء الراشدين وخلفاء دولة بني امية، ما يناقض تماما الفكر الحوثي الذي يكيل السباب والقذف لهم ويجاهر خطباء الحوثيين بكيل الشتائم لمعظم الشخصيات الاسلامية على منابر الجمعة ومن اشهرهم خطيب مسجد ” هائل سعيد ” في شارع هائل المعين من قبل الحوثيين، الذي توجد له العديد من المقاطع المصورة له وهو يشتم الامة الاسلامية التي تتبع “ابو هريرة” اشهر رواة الحديث الشريف، والشاعر “الجرموزي” الذي نشرت له صحيفة ” الثورة” التابعة للانقلابين قصيدة يسب فيها عائشة زوجة النبي ويطلق عليها الفاظا بذيئة، ما يثبت عدم وجود علاقة بين الحوثيين والمذهب الزيدي.
راي علماء الزيدية في الحوثي
في صيف 2004م أصدر مجموعة من علماء الزيدية بياناً يحذر من ما اسموه “ضلالات حسين الحوثي وأتباعه” وحسب ما ورد في البيان فانه “لا يجوز الإصغاء البدع والضلالات الحوثية ولا التأييد لها ولا الرضا بها ومن يتولهم منكم فإنه منهم” كما أكد علماء الزيدية، آنذاك، أن افكار حسين الحوثي لا تمثل مذهب أئمة أهل البيت، ووصف البيان الذي وقع عليه علماء الزيدية الكبار مثل محمد بن محمد المنصور و حمود عباس المؤيد والقاضي أحمد محمد الشامي وغيرهم، حسين الحوثي بأنه “ضال ومخالف لله ولرسوله ولإجماع الأمة”.
كما نقل آنذاك عن القيادي الحوثي ” محمد مفتاح ” هجومه على “حزب الحق” واصفا اياه بانه ” حزب الزيود” حد قوله.
فرصة لفرض جبايات
الى ذلك، قال عضو المحكمة الدستورية العليا السابق القاضي محمد الريمي، بان جماعة الحوثي تريد من خلال احياء ذكرى مقتل “زيد بن علي” الصاق نفسها بالمذهب الزيدي لصرف الأنظار عن حقيقة ولائها الايراني ومذهبها الاثنا عشري الهدام المخالف للعقيدة الوسطية، بالإضافة الى جمع الاتاوات وفرض المبالغ الطائلة على المواطنين بحجة احياء الفعالية، وفي الحقيقة هم اكثر من يعادي الامام زيد بن علي الذي رفضهم واخرجهم من مجلسه، وأضاف الريمي في حديث حصري ان المذهب الزيدي لا يبيح سفك دماء المعارضين ولا اخذ اموالهم ولا يحصر الحكم في اي بيت من بيوت المسلمين بل يرى ان الحكم للأجدر، اما الحوثيين فهم كما يرى اليمنيون بعيونهم، عبارة عن قتلة وناهبين للأموال، ويتضح الفرق كذلك بين الحوثيين والزيدية من خلال الاحتفالات الكثيرة التي تقيمها جماعة الحوثي والتي لم تكن مألوفة عند الزيدية في اليمن مثل: استشهاد الحسين، وإقامة المجالس الحسينية، وإحياء ذكرى ولادة “فاطمة الزهراء” وموت، “جعفر الصادق” و”محمد الباقر” وغيرها من المناسبات التي لم يعرفها الزيود ولم ترد في كتبهم