
على عكس الأعوام الماضية، تبدو مليشيا الحوثي في أضعف حالاتها في ذكرى النكبة 21 سبتمبر، العاصمة التي أشعلوها بشعاراتهم، ساكنة هادئة تنتظر مصيرا محتوما.
لم تعلن سلطات الحوثي عن أي فعاليات جماهيرية لإحياء هذا اليوم في السبعين المكان المقدس لثورة 26 سبتمبر، الذي تحاول المليشيا أن تمحوها من ذاكرة الشعب، وخاصة فئة الشباب.
الحشد المليوني الذي يغامر به الحوثي كل جمعة؛ لتأكيد سيطرته على الجماهير، وسيرهم خلفه، يبدو اليوم متعبا منهكا، من الخروج القسري، والتوقيع عند المشرفين بحضوره من مختلف المديريات ومؤسسات الدولة.
التدمير الممنهج لحياة اليمنيين اقتصاديا وتعليميا ونفسيا، وعلى كافة الأصعدة أصبحت سياسة يومية لسلطات الحوثيين ومشرفيهم.
مبدأ الانتقام من اليمنيين لمواقفهم ضد الإمامة وإرثها، وضد حركة الشباب المؤمن في صعدة -النواة الأولى لتشكيل الحوثيين- هو الهاجس الذي تتحرك من خلاله سياسات القيادات العليا للحوثيين.
وتقسيم اليمنيين وفق درجة الولاء ومناطق الانتماء لم يعد ماض، بل أصبح حقيقة تكررت بعد مرور أكثر من ستين عاما على قيام ثورة 26 سبتمبر ضد التفرقة والطبقية.
غليان شعبي كبير تحت رماد تبعثره رياح القهر والكبت يوما بعد آخر، تنام العاصمة على ألم وتصحو على آخر، حالة من التوجس في انتظار لحظة الفرج.