الأخبار المحليةتقارير
أخر الأخبار

240 ميجاوات جديدة “طاقة شمسية” في عدن… هل تكفي لإنهاء أزمة الكهرباء؟

في مدينة عدن، التي أنهكتها سنوات من الانقطاعات الكهربائية المتكررة وصيفٌ طويل لا يرحم، يبرز مشروع الطاقة الشمسية كأمل جديد لمعالجة أزمة الكهرباء المزمنة التي أثقلت كاهل السكان وأرهقت المالية العامة للدولة.

فمع تدشين المرحلة الثانية من المشروع، والتي من المتوقع أن تضيف 120 ميجاوات جديدة إلى الشبكة، يرتفع سقف التطلعات إلى قدرة إجمالية تبلغ 240 ميجاوات، وسط وعود رسمية بأن المشروع سيصل إلى 650 ميجاوات في مراحله النهائية، مع إدخال أنظمة تخزين متطورة تضمن استدامة التوليد وتغطية أوسع للاحتياجات اليومية.

وزير الكهرباء والطاقة، مانع بن يمين، وصف المشروع بأنه “نقلة نوعية” في مسار التحول نحو الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن عدن تحتاج فعليًا إلى نحو 750 ميجاوات في الصيف، ما يجعل المشروع خطوة مهمة نحو تقليص العجز، خاصة في فترات النهار، وتوفير جزء من احتياجات الشتاء.

لكن رغم هذه الطموحات، يرى خبراء الطاقة أن المشروع، بحجمه الحالي، لا يمكن أن يكون بديلاً كاملاً، بل يمثل تخفيفًا جزئيًا للاعتماد على وقود الديزل المكلف. الدكتور مروان ذمرين، الأستاذ في جامعة أوساكا وكبير الخبراء في شركة “تويو المنيوم” اليابانية، أوضح أن إنتاج 240 ميجاوات يغطي نحو 9% فقط من احتياجات المدينة، فيما تغطي 650 ميجاوات حوالي ربع الطلب اليومي في الصيف.

وأشار إلى أن استقرار الشبكة يتطلب إدخال بطاريات ليثيوم ضخمة ومحطات غازية، وهي مشاريع تحتاج إلى بنية تحتية وخارطة طريق واضحة، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل الظروف السياسية الراهنة. كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية، وتحسين كفاءة الأجهزة المنزلية، وتوزيع الأحمال لتقليل الضغط على الشبكة.

وفي ظل هذه التحديات، تبقى أزمة الكهرباء في عدن قائمة، حيث تصل ساعات الانقطاع إلى 10 ساعات يوميًا، وقد ترتفع إلى 12 ساعة في الليل بسبب نفاد الوقود. وتشير مصادر في مؤسسة الكهرباء إلى أن كل ساعة تشغيل إضافية باتت ثمينة، فيما يظل تشغيل محطة الطاقة الشمسية خلال النهار بمثابة بصيص أمل مؤقت لا يكفي لسد الفجوة الكبيرة بين الطلب والتوليد.

ومع استمرار العتمة، يقف المواطن العدني بين أمل الضوء وواقع الظلام، مترقبًا ما إذا كانت الشمس ستنير مدينته فعلاً، أم أن الأزمة ستبقى رهينة الوقود والسياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى