الأخبار
أخر الأخبار

320 شهيدًا خلال ساعات.. إسرائيل تستأنف الإبادة الجماعية على قطاع غزة

استشهد ما لا يقل عن 320 فلسطينياً، غالبيتهم أطفال، جراء سلسلة غارات عنيفة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، على مناطق متفرقة من قطاع غزة في وقت أعلن فيه مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن استئناف الحرب.

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو: “أصدر رئيس الوزراء ووزير الأمن (يسرائيل) كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حماس في غزة”. وفي أول تعليق له، قال البيت الأبيض إن “إسرائيل استشارتنا في الغارات”.

من جهتها، قالت حركة حماس إن “نتنياهو وحكومته المتطرفة يتخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار ويعرّضون الأسرى لمصير مجهول”، مطالبة “الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه”.

إلى ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن جيشه استأنف الحرب، متوعداً بمواصلة “العمليات العسكرية” في القطاع “حتى يتم الإفراج عن جميع” المحتجزين، وهدد قائلاً: “ستُفتح أبواب الجحيم إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن”.

بدورها، ذكرت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة اليوم الثلاثاء، وقالت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة”.

وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً. ستُفتح أبواب الجحيم”. وسبق أن أصدر ترامب تحذيراً علنياً مستخدما كلمات مماثلة، قائلاً إن على حماس إطلاق سراح جميع المحتجزين وإلا “فستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها”.

وقال مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة، الدكتور محمد أبو سلمية إن الوضع الصحي في القطاع كارثي مع استمرار القصف الإسرائيلي، مؤكدا أن كل دقيقة يفقد جريح حياته بسبب نقص الإمكانات الطبية.

وأضاف بأن آخر حصيلة لعدد الشهداء والجرحى نتيجة القصف الإسرائيلي الذي تجدد فجر الثلاثاء، هي حتى الآن 360 شهيدا، ومئات الجرحى تجاوز عددهم الـ700.

وأكد أبو سلمية في حديث خاص لـ”عربي21″، أن “عدد الشهداء مرشح للزيادة، وذلك لخطورة إصابات الجرحى وعدم تمكن الطواقم الطبية من التعامل معها لقلة الإمكانيات اللازمة لذلك، كما أن هناك مواطنين تحت الأنقاض”.

وأشار إلى أن العديد من الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم أو حروق بليغة تتطلب رعاية مركزة غير متوفرة، مما يزيد من أعداد الضحايا الذين يمكن إنقاذهم لو توفر الحد الأدنى من الإمكانات الطبية.

وكان من اللافت في القصف الأخير أنه استهدف عددا من قيادات الحكومة وكوادر الدفاع المدني، وحول ما إذا كان هذا الاستهداف للكوادر الطبية متعمدا، قال أبو سلمية، إن “الاحتلال يستهدف كل شيء، فهو استهدف الطواقم الطبية والدفاع المدني ليلحق أكبر عدد من الشهداء، لأنه يريد قتل أكبر عدد ممكن”.

وقالت مصادر فلسطينية لـ “الشرق”، إن إسرائيل اغتالت رئيس متابعة العمل الحكومي بقطاع غزة وعضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عصام الدعاليس، إذ استهدفت منزله في مدينة غزة، كما أعلنت وزارة الداخلية في القطاع، اغتيال إسرائيل لمحمود أبو وطفة وكيل الوزارة في قطاع غزة، جراء غارة استهدفته في غزة.

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر من حركة “حماس”، أن من بين ضحايا الغارات الإسرائيلية، القيادي في الحركة محمد الجماصي عضو المكتب السياسي، وأفراداً من عائلته، بينهم أحفاده، الذين كانوا في منزله بمدينة غزة، عندما تعرض لغارة جوية. وفي المجمل، قتلت الغارات ما لا يقل عن 5 من كبار مسؤولي الحركة إلى جانب أفراد من عائلاتهم.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن الغارات التي نفذها في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، لكن السلطات الصحية الفلسطينية وشهود عيان أفادوا بوقوع أضرار في مناطق عدة من غزة، حيث يعيش مئات الآلاف في ملاجئ مؤقتة أو مبان مدمرة.

في السياق، أصدر الجيش الإسرائيلي، أوامر إخلاء لعدد من المناطق في غزة، شملت أحياء بيت حانون، وخربة خزاعة، وعبسان الكبيرة، والجديدة، إذ قال الجيش إنه بدأ “هجوماً قوياً” في هذه المناطق، معتبراً أنها “مناطق قتال خطيرة”، فيما طالب سكان غزة بالتوجه إلى غرب مدينة غزة وخان يونس.

وألمح مصدر مطلع في حركة “حماس”، في تصريحات لـ”الشرق”، إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية “قد تكون أسفرت عن إصابات بين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة وفصائل فلسطينية أخرى في القطاع”.

وأضاف المصدر، أن الغارات الإسرائيلية “أدت على الأغلب لإصابة 3 أسرى إسرائيليين وآسريهم”، دون الإشارة إلى أي تفاصيل إضافية.

وحول وضع القطاع الصحي في غزة خاصة في ظل الحصار المشدد والمفروض منذ أسبوعين على القطاع، أكد مدير مستشفى الشفاء، أن “القطاع الصحي مُنهك ومُتعب بسبب الحصار على قطاع غزة”.

وتابع: “لم يدخل قطاع غزة مُنذ أسبوعين حبة دواء واحدة، كذلك نحتاج إلى محطات أكسجين، وغرف عمليات وأدوات جراحية وأدوية طوارئ ومستشفيات ميدانية وطواقم طبية من الخارج”.

وختم حديثه بالقول: “المطلوب الآن أولا وقف العدوان على غزة، وثانيا فتح المعابر وإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية، والسماح بدخول الطواقم الطبية والمستشفيات الميدانية”.

وكان الاحتلال عاد إلى العدوان على قطاع غزة فجر الثلاثاء، حيث أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن استئناف الحرب على قطاع غزة.

وطالت الغارات عددا من المنازل، ما أسفر عن شهداء وإصابات، وذلك في خرق لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى