تحطمت طائرة تابعة للجيش السوداني – مساء أمس الثلاثاء – بعد دقائق من إقلاعها من مطار وادي سيدنا العسكري غربي مدينة أم درمان، وسقطت فوق منطقة سكنية في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، على ما أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”، الأربعاء.
وقالت الوكالة إن حادث تحطم الطائرة، وهي من طراز Antonov، أسفر عن سقوط “46 شخصاً، وإصابة 10 آخرين، وذلك بعد اكتمال عمليات رفع الأنقاض من المنازل التي تأثرت بسقوط الطائرة، واكتمال الحصر النهائي”.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلن الجيش السوداني، سقوط ضحايا ومصابين بينهم مدنيون، إثر تحطم طائرة تابعة له أثناء إقلاعها من قاعدة “وادي سيدنا” الجوية شمال مدنية أم درمان.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية في بيان مقتضب: “تحطمت إحدى طائراتنا أثناء إقلاعها من مطار وادي سيدنا مساء اليوم (الثلاثاء)”.
وأضاف البيان أن الحادث أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين عسكريين ومدنيين، مشيراً إلى “إسعاف المصابين بينما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق بموقع تحطم الطائرة”.
وكان على متن الطائرة عدد من العسكريين برتب مختلفة، أبرزهم قائد العمليات العسكرية في مدينة بحري اللواء بحر أحمد بحر. من جانبه، قال مكتب الإعلام في حكومة العاصمة الخرطوم، إن الطائرة من طراز أنتونوف، سقطت في الحارة 75 بمنطقة الثورة السكنية بعد دقائق من إقلاعها من قاعدة وادي سيدنا، وتضرر عدد من المنازل جراء ذلك، لافتاً إلى أنّ عدد قتلى الحادث بلغ 46 شخصاً، في الوقت الذي وصل فيه عدد الجرحى إلى 10.
ولم يكشف الجيش السوداني من جانبه عن أي تفاصيل حول الحادث، لكن ضباطاً وجنوداً نشروا أسماء بعض زملائهم القتلى على مواقع التواصل الاجتماعي بينهم: اللواء بحر أحمد بحر، العقيد ركن مدثر، المقدم عوض أيوب، الرائد أيمن الخطيب، الرائد شمس الدين، الرائد كمال سيد، النقيب منجد أحمد، ملازم أول حسن بدر الدين، الجندي ناصر مختار.
ويُعتبر اللواء بحر أحمد بحر الذي قُتل في الحادث، أحد أبرز ضباط الجيش السوداني المعارضين لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إذ كان يرفض تغوله على عمل الجيش، ووجود قواته حول المقار العسكرية في الخرطوم، كما ظهر اسمه ضمن الضباط المتهمين بمحاولة انقلاب مزعومة في 11 يوليو/ تموز 2019، بقيادة رئيس هيئة أركان الجيش السابق الفريق أول هاشم عبد المطلب.
وتم خلال تلك المحاولة الحكم عليه مع ضباط آخرين، بالسجن 5 سنوات، وخفض رتبهم العسكرية، ثم الطرد من الخدمة، لكن بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023، عاد إلى الخدمة وقاد العمليات العسكرية في مدينة الخرطوم بحري، الضلع الآخر للعاصمة الخرطوم.
يأتي الحادث في الوقت الذي تشهد فيه البلاد، حرباً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، اندلعت في أبريل 2023.
وتسببت الحرب في سقوط عشرات الآلاف من الأشخاص، وتدمير مساحات شاسعة من البلاد، ودفعت نصف السكان إلى براثن الجوع.