أودى حريق في مركز تجاري بمدينة الكوت شرقي العراق، بحياة 60 شخصاً على الأقل، فيما أشارت السلطات إلى فقد 11 آخرين، حسبما أعلنت السلطات العراقية، الخميس، بينما أمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بفتح تحقيق في الحادث لمعرفة ملابساته وكشف أوجه التقصير.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية “واع” عن مصدر طبي لم تسمه، قوله: “ارتفاع حصيلة حريق الكوت (مركز المحافظة جنوب بغداد) إلى 63 شهيدا و40 مصابا”.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إنها “تنعى ضحايا الحريق المروع الذي اندلع يوم أمس في بناية تجارية مكونة من خمسة طوابق وسط محافظة واسط، والتي تضم مطعما وهايبر ماركت، لم يمض على افتتاحها سوى سبعة أيام”.
وأفادت بأن “هذا الحريق المؤلم أودى بحياة 61 مواطنا بريئا، غالبيتهم قضوا اختناقا داخل الحمامات نتيجة تصاعد كثيف للدخان، وبينهم 14 جثة متفحمة غير معلومة في حادث مؤلم”.
وأشارت إلى أنه “رغم جسامة الموقف تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ أكثر من (45) شخصا كانوا عالقين داخل المبنى”، مشيرة إلى أن وزير الداخلية وجّه بتشكيل لجنة تحقيق عليا برئاسة المستشار الفني للوزير، وعضوية مدير الأدلة الجنائية، وعدد من كبار المحققين والفنيين المختصين، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق، وتحديد مواضع الخلل والمسؤولية بدقة وشفافية.
وأضاف أن “السلطات المحلية باشرت بإقامة دعاوى قضائية ضد صاحب البناية والمول، على خلفية الحادث”.
وأكدت الوزارة أنها “لن تتهاون في محاسبة أي جهة يثبت تقصيرها أو مسؤوليتها، التزاما بالحق والعدالة، وحرصا على سلامة المواطنين”، مشيرة إلى أن “نتائج التحقيقات الفنية الشاملة ستعلن فور اكتمالها، التزاما بمبدأ الشفافية الكاملة أمام الرأي العام”.
وقال مراسل وكالة فرانس برس في الكوت، إن تقارير أولية تفيد بأن الحريق اندلع في الطابق الأول من المبنى المؤلف من ستة طوابق، حتى وصل إلى الطابق الأخير.
وقال المسؤول المحلي في بلدية الكوت علي المياحي لرويترز “لا تزال هناك جثث لم تُنتشل بعد، تحت أنقاض الحريق”.
وشاهد جثثا متفحّمة في أحد مستشفيات المدينة التي غصّت حتى الساعة الرابعة فجرا (01,00 ت غ) بسيارات الإسعاف التي تنقل الضحايا.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي النيران تلتهم المبنى المكون من 5 طوابق في مدينة الكوت طوال الليل، في حين كانت فرق الإطفاء تحاول السيطرة على الحريق.
أما رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فقد عبَّر في بيان، عن تعازيه العميقة لأسر الضحايا، ووجَّه بإرسال فريق طبي بكامل الإمكانيات، لدعم جهود إسعاف المصابين وعلاجهم.
كما وجّه بـ”التحقيق الفوري في الأسباب والظروف المحيطة، وإجراء تحقيق فني دقيق لكشف أوجه التقصير، واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث”.
ونعى محافظ واسط، محمد جميل المياحي، الضحايا قائلاً: “يا أبناء مدينة الكوت وعموم واسط ننعى إليكم ثلة طيبة من أبناء محافظتنا حيث فقدنا ما يقارب 50 شخصاً، بين رجل وامرأة وأطفال من أبنائكم وبناتكم في حادثة حريق مول الهايبر ماركت المشؤوم”.
وأعلن محافظ واسط الحداد لثلاثة أيام على أرواح الضحايا، وقال إنه سيتم الإعلان عن النتائج الأولية للتحقيق خلال 48 ساعة، وستتخذ الحكومة المحلية “إجراءات صارمة بحق المقصرين”.
وأعلنت قيادة شرطة محافظة واسط عن استنفار كامل لفرق الدفاع المدني في المحافظة لإخماد الحريق في “هايبر ماركت الكورنيش”.
ولم يعرف بعد سبب الحريق، وأوضح المحافظ أن الجهات المعنية تواصل التحقيق في الأمر، و”سيتم الإعلان عن النتائج الأولية خلال 48 ساعة، للرأي العام بكل شفافية”.