الأخبار
أخر الأخبار

“أونروا”: 75 ألف شخص في شمال غزة يحاصرهم الجوع والبرد وغياب الاحتياجات الأساسية

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الخميس من أن ظروف الحياة تتدهور بشكل سريع لأكثر من 65 ألف إلى 75 ألف شخص ما زالوا محاصرين في شمال قطاع غزة، ويواجهون صعوبات كبيرة في البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة.

وأوضحت الوكالة أن هؤلاء الأفراد يعيشون في مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، والتي ظلت محاصرة جزئيا، بينما تعاني من غياب المساعدات الإنسانية اللازمة منذ أكثر من 50 يومًا.

وذكرت أن هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، وأنه من المتوقع أن تشهد المنطقة 4 آلاف حالة ولادة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وقالت الوكالة الأممية إن نحو 15 ألف من هذه النساء الحوامل قد يكن على شفا المجاعة.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يعاني سكان شمال القطاع من أوضاع إنسانية مزرية حيث شهدت هذه المناطق أعمال قصف شديدة، ما جعلها أكثر المناطق تأثرًا بالحرب، بينما تواصل الحصار عليها بشكل خانق.

ولفتت “الأونروا” إلى أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت هطولا غزيرا للأمطار وانخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة، بينما آلاف العائلات التي نزحت من المناطق المحاصرة تواجه الآن برد الشتاء وأمطاره دون توفر بطانيات أو فرشات أو ملاجئ تحميهم من المياه.

وفي محاولة لتخفيف المعاناة، حاولت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الوصول إلى تلك المناطق المتأثرة عبر 91 محاولة ومع ذلك، فإنه تم رفض 82 من هذه المحاولات بشكل قاطع من قبل الأطراف المعنية، بينما تمت إعاقة 9 محاولات أخرى، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.

ويفاقم هذا الرفض المستمر المعاناة ويعقد جهود توفير المساعدات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع الميداني والإنساني في المنطقة.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تمنع منذ أكثر من عام إدخال الأغطية والملابس والأحذية إلى قطاع غزة، بما يشمل احتياجات الأطفال، في ظل دخول موسم برد قارس وظروف إنسانية كارثية.

وأشار الأورومتوسطي إلى دخول فصل الشتاء الثاني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في ظل نقص شديد في الملابس والأحذية التي مُنع دخولها من معابر القطاع منذ اليوم الأول للحرب، ما عدا بعض الكميات التي دخلت كجزء من المساعدات الإنسانية، والتي تم توزيعها على جزء صغير من النازحين الذين يبلغ عددهم نحو مليوني شخص.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن إجمالي ما يدخل إلى قطاع غزة من شاحنات في الفترة الماضية لم يتجاوز 6% من الاحتياجات اليومية للسكان، وأغلب ذلك يتعلق بمواد غذائية، ولم يتعد ما يخص الملابس والأحذية 0.001%، مما تسبب بأزمة حقيقية، خاصة أن إسرائيل دمرت ما لا يقل عن 70% من منازل القطاع وغالبية المحال التجارية والأسواق، بما فيها الخاصة ببيع الملابس، فضلا عن تقييد تنسيقات إدخال البضائع للتجار.

على صعيد آخر، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن كل المخابز وسط قطاع غزة أغلقت بسبب الشح الحادّ في الإمدادات، في حين حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور الوضع الغذائي في أنحاء غزة، وأشار إلى أن “ثلثي الأطفال الذين يحصلون على علاج من سوء التغذية الحادّ منذ بداية العام الحالي جرى تسجيلهم خلال الأشهر الخمسة الماضية”.

وأفاد “أوتشا” بأن “أكثر من 3400 طفل توجهوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في الفترة بين الأول و23 أكتوبر الجاري”.

ورغم التحديات التي تواجهها منظمات الإغاثة في غزة، أنشأت منظمة الصحة العالمية وشريكتها منظمة الإغاثة الدولية مركزاً جديداً لعلاج سوء التغذية الحاد في دير البلح، علماً أن أربعة مراكز تعمل في هذا المجال في أنحاء غزة، أحدها في خانيونس، وآخر في مدينة غزة واثنان في دير البلح.

وفي شمال غزة، أغلق مركز لعلاج سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان منذ بدء الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة أسابيع، رغم تزايد الاحتياجات في المنطقة.

وفر آلاف العائلات النازحة، من المناطق الأكثر تضررًا، وتواجه الآن صعوبة في التأقلم مع برد الشتاء القارس والأمطار الغزيرة، في ظل غياب الملاجئ المناسبة أو وسائل التدفئة مثل البطانيات أو الفرش.

هذه الظروف أدت إلى تفاقم معاناة المدنيين، وزادت من المخاطر الصحية في ظل عدم توفر الخدمات الطبية الأساسية.

وأشارت “الأونروا” إلى أن الوضع الإنساني في شمال غزة يشهد تدهورًا سريعًا، وأنه في ظل استمرار النزاع، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات عاجلة لتقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين في تلك المناطق المحاصرة. وأكدت الوكالة على أهمية الضغط الدولي من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، والذين يعانون بشكل كبير من آثار الحرب المستمرة.

زر الذهاب إلى الأعلى