تسبب الإعصار القوي الذي ضرب الفلبين مؤخراً، والذي يُعرف باسم “كالمايغي” (أو “تينو” محليًا)، في كارثة إنسانية وبيئية واسعة، حيث تجاوزت حصيلة الضحايا 90 قتيلاً، بينما لا يزال 26 شخصاً في عداد المفقودين حتى اللحظة، وفقاً لتقارير هيئة الدفاع المدني الفلبينية والمجلس الوطني للحد من مخاطر الكوارث (NDRRMC).
وقد تركزت الأضرار الأكبر في وسط البلاد، وبالتحديد في مقاطعة سيبو التي سجلت وحدها 76 وفاة، إلى جانب مقاطعتي سامار الشرقية وليتي الجنوبية، حيث أغرقت الفيضانات العارمة مدناً وبلدات بأكملها، ووصفت حاكمة سيبو، باميلا باريكواترو، الوضع بأنه “غير مسبوق”، مشيرة إلى أن قوة الفيضانات فاقت خطورة الرياح بحد ذاتها وكانت مدمرة للغاية.
الخسائر في الأرواح نجمت بشكل أساسي عن الغرق في مياه الفيضانات الموحلة التي ارتفعت بشكل مفاجئ وعنيف، بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية وسقوط الحطام والأشجار، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأفاد شهود عيان بأن المياه الجارفة حملت معها سيارات وشاحنات وحتى حاويات شحن ضخمة، مما اضطر مئات العائلات في سيبو إلى اللجوء إلى أسطح المنازل هرباً من الكارثة.
وفي إحدى بلدات سيبو التابعة للعاصمة سيبو سيتي، تم العثور على 35 جثة في المناطق التي غمرتها المياه، مما يوضح حجم الكارثة التي اجتاحت المقاطعة التي كانت تعاني أصلاً من آثار زلزال مدمر ضربها في سبتمبر الماضي.
بلغت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار “كالمايغي” حوالي 120 كيلومتراً في الساعة، مع هبات وصلت إلى 150 كيلومتراً في الساعة، وكان آخر موقع رُصد فيه الإعصار على بعد نحو 235 كيلومتراً شرق بلدة جويان في محافظة إيسترن سامار قبل أن يتجه نحو بحر الصين الجنوبي.
وقبل وصول الإعصار، كان نحو 400 ألف شخص قد تم إجلاؤهم بشكل وقائي من المناطق الساحلية المنخفضة، في حين أثر الإعصار بشكل إجمالي على أكثر من 706 آلاف شخص، لجأ ما يزيد عن 348 ألفاً منهم إلى مراكز الإيواء الطارئة.
وقد أعلنت 53 مدينة وبلدة حالة الكارثة، مما يسمح للسلطات المحلية بتفعيل صناديق الطوارئ وتجميد أسعار السلع الأساسية.
في خضم عمليات الإغاثة، أكد الجيش الفلبيني تحطم مروحية عسكرية شمال جزيرة مينداناو كانت في مهمة للمساعدة في جهود الإغاثة، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم طياران وأربعة من أفراد الطاقم.
ويؤكد الخبراء أن هذا التزايد في شدة الأعاصير يعود إلى تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى اشتداد الأعاصير، كما يحتفظ الغلاف الجوي الأكثر دفئاً بكمية أكبر من الرطوبة، مما يضاعف من غزارة الأمطار التي تهطل.
وتتلقى الفلبين، التي يمر بها أو يقترب منها نحو 20 إعصاراً وعاصفة سنوياً، تعازي ودعم المجتمع الدولي، حيث أعربت السفيرة الأمريكية لدى الفلبين عن تعازي واشنطن واستعدادها لتقديم الدعم الإنساني.







