قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة إنّ المقاومة الفلسطينية وعلى الرغم من حرصها الكامل على وقف العدوان على غزة، لكنها على استعداد لخوض معركة استنزاف طويلة من شأنها أن تكبد فيها جيش الاحتلال خسائر كبيرة في صفوف جنوده وضباطه. وأشار إلى أن عملية “طوفان الأقصى” أحدثت زلزالاً في الوعي العالمي بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، في إشارة إلى انتفاضة طلبة الجامعات والتظاهرات التي تعم العالم تضامناً مع قطاع غزة.
وأضاف أبو عبيدة أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يصمد أمام هذه الحرب منذ 32 أسبوعاً، في حين تخوض المقاومة الفلسطينية حرباً غير متكافئة ودفاعاً أسطورياً ضد الهمجية الصهيونية الإسرائيلية، في وقت يمارس فيه جيش الاحتلال أبشع أنواع الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني أمام أعين العالم، سواء من خلال الترويع والإجرام والتدمير الممنهج، التي باتت استراتيجية ثابتة للعدو في قطاع غزة، أو من خلال تفاخره بجرائمه التي ارتكبها باعتبارها إنجازات عسكرية، لكنه على الرغم من ذلك، يواجه مقاومة أشد من تلك التي واجهها خلال الأيام الأولى لعداونه.
وأكد الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن جيش الاحتلال، وفي خضم تخبطه في غزة، قرر بدء عدوان بري على رفح وحي الزيتون وجباليا ظاناً أنها باتت أهدافاً سهلة، لكن المقاومة الفلسطينية استهدفت خلال الـ10 أيام الأخيرة، 100 آلية عسكرية صهيونية في محاور القتال في غزة، كما أنه يحصي قتلاه وجرحاه بالعشرات ولا يكاد يتوقف عن انتشال جنوده، لكنه يعلن جزءاً من خسائره على الرغم من أن ما ترصده القسام أكبر بكثير من تلك الأرقام. وأشار أبو عبيدة إلى أن المقاومة الفلسطينية تواجه جيش الاحتلال بالأسلحة المضادة للدروع والأفراد وبتفجير المباني وفتحات الأنفاق وحقول الألغام والقنص. وأوضح أنه رغم أن حرب التجويع والتدمير والقتل في القطاع، فإن كتائب القسام ومن خلفها الشعب الفلسطيني تخرج أمام جنود الاحتلال من كل مكان.
ووجه الناطق العسكري باسم “القسام” رسالة تحية إلى جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، الذي قال إنهم “لا يكلون في الدفاع عن أهلنا”. كما حيّا أبو عبيدة “كل أحرار العالم في أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية وكل العالم على تضامنهم”، موضحاً أن هذا التضامن العالمي “غير المسبوق يفضح الاحتلال ويعبر عما أحدثه طوفان الأقصى من زلزال في الوعي العالمي”. وأكد أن “إمعان المحتل في إجرامه مقابل هتاف الملايين باسم الشعب الفلسطيني دليل على عظمته”.
وعن التأييد الدولي لإسرائيل في حربها على غزة، تحديداً من الولايات المتحدة الأميركية، قال أبو عبيدة إنّ “الأسلحة الأميركية المسخرة لإبادة شعبنا تحدث دماراً هائلاً وهو الإنجاز الوحيد لهذا العدو المأزوم”، مضيفاً أنه “بعد 224 يوماً نؤكد أن ما يحدث من مواجهة بطولية لمقاومينا وشعبنا تؤكد قدرتنا على الصمود والقتال، ونحن مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع العدو”.
وفي رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي، تحديداً عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، قال أبو عبيدة إنّ المقاومة الفلسطينية “تعلن باستمرار وبكل وضوح بعض حالات القتلى والموتى لأسرى العدو نتيجة غطرسة حكومتهم وتضليلهم”. وأضاف أن “متلازمة الفشل لقيادة الاحتلال وأكذوبة الضغط العسكري لتحرير الأسرى ما هي إلا وصفة لتسريع ذهابهم للمجهول”. وأشار في هذا السياق إلى الاستقالات التي وقعت في الحكومة الإسرائيلية نتيجة الحرب على غزة.
المصد: العربي الجديد