أعرب زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور أوزيل، عن شعوره بالخجل لرؤية لافتات المتاجر باللغة العربية في شارع الاستقلال بمدينة إسطنبول، مشددا في الوقت ذاته على أنه لا يمكنه “معاداة رضيع سوري بريء”، وأنه يعارض التعامل مع أزمة “لوحات المحال التجارية بطريقة شعبوية”.
وشهدت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة موجة واسعة من الجدل بسبب إقدام العديد من رؤساء البلديات المنتمين إلى حزب “الشعب الجمهوري” أكبر أحزاب المعارضة التركية، على إنزال اللافتات العربية بأنفسهم، وسط تجدد الخطاب الرافض لوجود اللاجئين في البلاد.
وقال أوزيل في كلمة له خلال فعالية لجمعيات معنية باللغة التركية في العاصمة أنقرة، الجمعة: “إنني أشعر بالخجل من اللافتات العربية في شارع الاستقلال. إذا كان يجب إزالة لافتة فإن من الضروري التحذير والتقدم بإخطار، وإرسال من يتولى هذه المهام في النهاية لإزالتها”، موضحا رفضه قيام رؤساء البلديات بأنفسهم بهذا العمل أمام عدسات الكاميرات.
وأضاف أن “قيام رئيس بلدية بتمزيق لافتة عربية بيده، يعتبر تصرفا شعبويا”، مشيرا إلى أن هذا الفعل “يؤذي ستة ملايين مواطن في الجمهورية التركية يتمتعون بالحقوق الدستورية، ولغتهم الأم هي العربية”.
وشدد أوزيل على أن صورة “اللافتة العربية وهي ممزقة قد تؤذي قلوب من يقدسون اللغة العربية لأنها اللغة التي كتب بها القرآن الكريم”، موضحا أن هناك “بعض الأتراك حين يرون قصاصة ورق كتب عليها نص عادي بالعربي، يرفعونها إلى مكان لا تطاله القدم لظنهم أنها من القرآن”.
وأقر بوجود أزمة متعلقة باللافتات المكتوبة باللغات الأجنبية بشكل عام وليس فقط العربية، مشيرا إلى أن “الحل يكمن في تشريع يضبط تلك اللوحات ويحدد وجود اللغة الأجنبية عليها بما لا يتعدى الـ25 بالمئة من مساحتها”.
وحذر من استخدام كلمة “عربي بوصفها شتيمة”، منتقدا تلفظ سياسيين أتراك بهذه الكلمة في سياق يدل على تحقير العرب، وقد أشار أوزيل في وقت سابق بشكل غير مباشر إلى أوميت أوزداغ رئيس حزب الظفر القومي اليميني، الذي يعادي اللاجئين بشدة، خصوصا العرب منهم.
“لا يمكن معاداة رضيع سوري”
وفي سياق متصل، شدد أوزيل على أنه لا يعادي اللاجئين السوريين بل يعادي سياسات الحكومة التركية التي تسببت في تدفق هذا الكم منهم إلى البلاد.
وقال زعيم المعارضة التركية: “لا يمكنني معاداة رضيع سوري بريء، لكنني أعادي السياسات وأصحاب القرار الذين تسببوا في دفعهم إلى اللجوء والهجرة”.
وأضاف أن من الضروري إحلال السلام في سوريا وإعادتها إلى مناطق صالحة للعيش بدعم تركيا والأمم المتحدة، موضحا أنه يدعم المصالحة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في وقت سابق عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك ضمن مسار بدأته أنقرة قبيل الانتخابات العامة منتصف العام الماضي من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق عقب انقطاعها إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وفي أيار/ مايو 2023، عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن ما عرف بـ”الصيغة الرباعية”.
لكن المساعي التركية لإعادة تطبيع العلاقات، تعثرت بعدما زعم الأسد أن “هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا”، زاعما أن الإرهاب في سوريا “صناعة تركية”.