تعيش مدينة كسلا السودانية، شرق البلاد، أجواء من التوتر عقب مقتل شاب تحت التعذيب على يد الأجهزة. وأغلق محتجون في المدينة الحدودية، اليوم الأحد، سوق المدينة والطرقات العامة، ونظموا وقفة أمام مقر جهاز المخابرات العامة المحاط بإجراءات أمنية مشددة، وذلك احتجاجا على مقتل الشاب الأمين محمد نور، بعد اعتقاله، الخميس الماضي، من منطقة ود شريفى، بواسطة جهاز المخابرات العامة، قبل أن يخبر أسرته بوفاته داخل المعتقل. وأصرّت الأسرة على نقل الشاب للطب الشرعي، الذي أثبت وجود آثار تعذيب ما أثار غضبا واسعاً في المدينة؛ لا سيما وسط قبائل البني عامر والحباب التي ينتمي إليها القتيل.
من جانبه، أصدر تجمّع شباب البني عامر والحباب بولاية كسلا، بيانا أكد فيه أن الشاب فارق الحياة نتيجة للتعذيب الذي تعرّض له، كما أكد تقرير التشريح بمستشفى كسلا، والذي أظهر وجود كدمات على أجزاء واسعة من جسد القتيل.
وأوضح بيان التجمّع، أن مدير المخابرات بولاية كسلا “حاول تضليل الحقائق باختلاق رواية درامية، زاعمًا وجود علاقة بين القتيل وقوات الدعم السريع. كما ادعى المدير، أن الوفاة كانت نتيجة لضيق في التنفس”.
وأشار البيان إلى أن شباب البني عامر والحباب أغلقوا طريق النيابة العامة منذ عصر الأمس، للضغط على الجهات المعنية لتسريع اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتوعد بمزيد من التصعيد للضغط على جميع الجهات المسؤولة في الولاية حتى يتم القبض على المتهمين وتقديمهم للمحاكمة. كما نادى التجمّع بإقالة مدير جهاز المخابرات الوطني.
وطبقا لآخر المعلومات، فإن اجتماعا يعقد بين زعيم قبيلة البني عامر وتجمّع شباب القبيلة، في محاولة لإنهاء التوتر.
وتعيد قصة الشاب الأمين نور إلى الأذهان حادثة مماثلة في عام 2019 أثناء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، حينما قتل أحمد خير المعلم في المرحلة الثانوية، إثر تعرّضه للتعذيب بمباني جهاز الأمن والمخابرات في مدينة خشم القربة، وقد حكمت محكمة بعد سقوط النظام على المتهمين بالإعدام شنقا حتى الموت، لكن الحكم لم ينفذ.
المصدر: العربي الجديد