قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، إن “قناة السويس فقدت من 50% إلى 60% من دخلها منذ اندلاع الحرب في غزة قبل نحو عام، وهي خسائر قدرت بأكثر من 6 مليارات دولار”. وأضاف: “حذرنا من الاضطراب الحاصل في منطقة الشرق الأوسط، التي تمر هي والعالم بظروف صعبة للغاية”.
وأشار السيسي في كلمة بمناسبة تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، إلى أن “منطقة الشرق الأوسط مهددة باتساع رقعة الصراع الحالي، على خلفية الحرب (الإسرائيلية) الدائرة في غزة ولبنان”. ولفت إلى أن “مصر حرصت منذ اليوم الأول على تطبيق سياسة متوازنة، لكن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى عواقب خطيرة في المنطقة والعالم”. وأكد أنه “يجب أن نظل في مصر متمسكين بثوابتنا، وحريصين على سياسة تتسم بالاعتدال والموضوعية. والأوضاع على الحدود الشرقية والجنوبية والغربية تستدعي القلق من دون شك، لأن التطورات المتلاحقة خطيرة”.
وشهد السيسي حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة محتمياً خلف حاجز زجاجي مضاد للرصاص، برفقة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الداخلية محمود توفيق، والرئيس المؤقت السابق عدلي منصور، وعدد من أعضاء هيئة الشرطة، وقادة القوات المسلحة. وشدد السيسي في كلمته على أن “مصر بخير والأمور مستقرة فيها، وتسير من أفضل إلى أفضل، طالما أن شعبها متحمل وثابت ومتحد، وأقول للمصريين إننا نتعرض لحملة ضخمة من الأكاذيب والشائعات، التي ليس لها أساس من الصحة”، على حد زعمه.
وأكمل: “نحن ندير أمورنا بشكل يحفظ بلدنا، من دون التورط في أمور تؤثر على الأمن والاستقرار. وأقول للمفكرين والمثقفين والإعلام إن عليهم مهمة تتمثل في توضيح الخطر الذي يحيط بمصر، وكشف الكذب والشائعات التي تطلق هنا وهناك”. وختم السيسي: “أنا صريح وصادق معكم، وعلى ضباط الشرطة الجدد أن يتعاملوا مع أشقائهم من أبناء مصر بما تعلموه من قيم في الأكاديمية. فلا شك أن التعامل مع الرأي العام والشعب له محاذير، ولذلك عليكم بالصبر، وتعزيز علاقتكم القوية مع المصريين حتى تستمر وتزيد”.
وأجرى السيسي اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي مساء السبت، أكد فيه دعم بلاده الكامل للبنان، ووقوفها إلى جواره في هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه. ودعا السيسي إلى ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار في كل من لبنان وغزة، موجهاً الأجهزة المختصة في مصر بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري.
أحداث البحر الأحمر أثرت على إيرادات قناة السويس
وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، في يوليو/تموز الماضي، إن إيرادات القناة تراجعت بنحو 23.4% إلى 7.2 مليارات دولار في العام المالي 2023-2024 مقابل 9.4 مليارات خلال العام المالي 2022-2023 بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر. واضاف ربيع، في بيان، أن “حركة الملاحة العابرة بالقناة تأثرت بشدة من تداعيات أزمة البحر الأحمر، حيث دفعت التحديات الأمنية العديد من ملاك السفن ومشغليها إلى اتخاذ طرق بديلة للقناة، ما انعكس سلباً على معدلات عبور السفن بالقناة”.
ويبدأ العام المالي في مصر بداية يوليو/تموز من كل عام وينتهي في 30 يونيو/حزيران من العام التالي. ولفت ربيع إلى أن “التراجع تعكسه إحصائيات الملاحة خلال العام المالي 2023/ 2024، حيث سجلت عبور 20148 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن وإيرادات 7.2 مليارات دولار”. وأشار ربيع إلى أن “العام المالي السابق 2022/ 2023 عبرت خلاله 25911 سفينة، بإجمالي حمولات صافية 1.5 مليار طن، محققة إيرادات قدرها 9.4 مليارات دولار”
وعلاوة على الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو عام على قطاع غزة، تشهد المنطقة توترات تصاعدت مع العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، فيما يستهدف الحوثيون في اليمن سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر “تضامنا مع غزة”، وتتواصل الحرب في السودان وعدم الاستقرار في ليبيا.
ولليوم السابع توالياً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على لبنان بشن غارات عنيفة على عدة بلدات، في وقت يسود فيه الترقب لما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إثر غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وفيما لاقى اغتيال نصر الله تنديداً في عواصم عربية وإسلامية، احتفت الأوساط الإسرائيلية بالعملية. وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن “اغتيال نصر الله يمثل نقطة تحول تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط”، لكنه حذر في الوقت نفسه من “أيام صعبة مقبلة”.