اقتحم أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي، صباح الأحد، المسجد الأقصى بالقدس الشرقية في رابع أيام “عيد العرش” اليهودي، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وأدوا صلوات تلمودية ونفخوا في البوق بداخله.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، المسؤولة عن إدارة الأقصى، في بيان، أن “أكثر من 735 مستوطنا اقتحموا الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال”.
وفي بيان لاحق قالت الأوقاف الإسلامية بالقدس إنه تم إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام 1390 من
المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى.
وتمت الاقتحامات على وقع انتشار مكثف لقوات الاحتلال في المسجد وعلى أبوابه في الطرق المؤدية إليه وأماكن متفرقة من القدس، وفق ما أكده مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي بالمدينة.
ووفق المركز فقد نفخ مستوطنون في البوق وأدوا صلوات تلمودية في المسجد، وحملوا قرابين نباتية منها سعف النخيل، وأدوا طقوسا على أبوابه وخاصة باب القطانين وساحة الغزالي بباب الأسباط.
وأشار إلى “إغلاق طريق باب الأسباط ومنع مرور المركبات في اليوم الرابع من عيد “العرش اليهودي” لتأمين وصول المستوطنين إلى حائط البراق السور الغربي للمسجد الأقصى”.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن المستوطنين أدوا صلوات تلمودية بممرات وساحات المسجد، وسط قيود مشددة على دخول المسلمين.
وأشار الشهود إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اقتحم ساحة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى) حاملا القرابين النباتية، وأدى الصلوات التلمودية مع المستوطنين والحاخامات.
وانتشر مقطع مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر اقتحام بن غفير لساحة حائط البراق.
من جانبه، نفى مكتب وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، الأخبار التي تداولتها مواقع وصحف عبرية بشأن اقتحامه باحات المسجد الأقصى.
وجاء في بيان نشرته القناة السابعة الإسرائيلية (الخاصة) عن مكتب بن غفير: “خلافا لما يُنشر، فإن الوزير بن غفير لم يصعد (يقتحم) إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي/المسجد الأقصى) هذا الصباح”.
وأوضح البيان أن بن غفير “حضر لصلاة العيد في ساحة حائط البراق، وزار المهاجرين اليهود عند مدخل جبل الهيكل، حيث التقى بمئات اليهود الذين جاؤوا للصلاة في الجبل”.
وكانت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة “معاريف” وموقع “والا”، قد ذكرت أن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى.
يُشار إلى أن بن غفير ظهر في مقاطع فيديو خلال مشاركته في صلاة جماعية وطقوس تلمودية أجراها آلاف اليهود المتطرفين عند الحائط الغربي (البراق)، الواقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، بمناسبة عيد “العرش” اليهودي.
وتتواصل الاقتحامات عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، نفخت إحدى المستوطنات في “البوق”، وقام آخرون بما يُعرف بـ”السجود الملحمي” في باحات المسجد.
وأشارت الوكالة إلى أن “مجموعة من المستوطنين تجمعوا عند باب القطانين، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد من الجهة الشمالية، وأدوا طقوساً تلمودية هناك”.
يذكر أن “الشوفار” أو “البوق” هو أداة تستخدم بالطقوس اليهودية، و يتكون من قرن كبش يُنفخ فيه خلال عيد رأس السنة العبرية وقبله، و”عيد الغفران”.
وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات للمسجد خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
وبالتزامن مع تدفق آلاف المستوطنين إلى حائط البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى، شهدت أحياء القدس القديمة اعتداءات للمستوطنين على ممتلكات المواطنين المقدسيين، أبرزها تحطيم عدد من الدراجات النارية.
في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية باعتقال 6 مواطنين من قرية بيت إجزا شمال غرب مدينة القدس، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
وبالتزامن مع بدء الحرب على غزة وسع جيش الاحتلال عملياته في مدينة القدس 79 فلسطينيا وإصابة 268 واعتقال 1854، وفق محافظة القدس.
من جهتها قالت محافظة القدس في معطيات نشرتها اليوم الأحد إن 52 ألفا و710 اقتحموا المسجد منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم.
وتشهد مدينة القدس منذ بدء عيد العرش الخميس الذي يمتد أسبوعا، إغلاقات مشددة للشوارع والطرقات والأحياء المقدسية، وانتشارا كثيفا لقوات الاحتلال، على وقع حملات إبعاد عن الأقصى واستدعاء ناشطين للتحقيق.
ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى لعدة ساعات يوميا ما عدا الجمعة والسبت، رغم المعارضة المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية التي تدعو لوقف هذه الاقتحامات.