“سفاح صرف” هل يستدرج ضحاياه لنهبهم أم أنه أداة لتصفيات داخل مليشيا الحوثي؟
كشفت مصادر محلية وأخرى أمنية، الأحد 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تفاصيل 4 جرائم قتل بشعة، شهدتها قرية صرف، بمديرية بني حشيش شرق العاصمة اليمنية صنعاء، في فترة زمنية متقاربة بأن مرتكبها متهم واحد، يعدّ من أبناء القرية، ومن منتسبي جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.
المصادر التي تحدثت لـ “برّان برس”، وصفت المتهم الذي يدعى “علي عبده الصرفي” بـ “سفاح صرف” وقالت إنه اعترف بجرائمه ومنها جريمة رابعة يتم العمل على انتشال جثة صاحبها، مبينة أن الجرائم الأربع تحمل ذات التفاصيل.
وعن تلك التفاصيل ودوافع الجرائم، ذكرت المصادر الأمنية، أن التحقيقات الأولية، تشير إلى أن “الصرفي”، المتهم بارتكاب جرائم قتل بشعة في قريته “صرف” والعمل على دفن ضحاياه في حفر يعدها مسبقاً أو بمعية ضحيته، كان يقوم بالتواصل مع كل ضحية، بحجة أن لديه كنزاً مدفوناً ويحتاج المساعدة لاستخراجه.
وأوضحت أن سفاح صرف، كان يختار مكان تنفيذه لجرائمه “تبة” مجاورة للقرية، والذي يزعم وجود الكنز المدفون فيها، ويأخذ الضحية إليها بسرية تامة من أجل استخراجه، مشيرة إلى أنه كان يصر على كل ضحية من الشباب الذين استدرجهم ثم قتلهم باصطحاب بندقيته (الآلي) بدعوى الاحتياج لها للحماية وتأمين منطقة الحفر.
وقالت: إن سفاح صرف بعد أن يأخذ الشاب الضحية إلى المكان يقنعه بالشروع في الحفر، بينما تبقى بندقيته معه، وحين تبدأ عليه حالة الإنهاك والتعب، بعد أن يكون قطع شوطاً كبيراً بالحفر، يعمل على ضربه في مؤخرة الرأس، بالفأس أو الأحجار الكبيرة، وحين يتأكد من وفاته يقوم بدفنه في الحفرة ذاتها ومن ثم أخذ بندقيته ليبحث عن ضحية أخرى.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها “برّان برس” وصلت ضحايا سفاح صرف إلى 4 شباب عمل على تصفيتهم بذات الطريقة.
عكس ذلك قالت مصادر محلية لـ “برّان برس” بأن أمنية الحوثيين في مديرية بني حشيش، تعمل على تسريب رواية مغايرة عن الأسباب الحقيقية التي دفعت سفاح صرف إلى ارتكاب جرائمه، بأن الدوافع هي غير النهب والسلب، كون الضحايا هم من منتسبي الجماعة.
وأشارت في روايتها إلى أن تسريب الحوثيين لتلك المعلومات تهدف إلى طمس الحقائق التي تشير إلى أن جرائم القتل التي أرتكبها الصرفي، تأتي في إطار التصفيات البينية بين صفوف الجماعة، وخصوصاً بأن 3 جرائم مكتشفة حتى اللحظة هي لعناصر تابعين لهم.
ولفتت أن الجثة الرابعة التي يتم العمل على انتشالها تعود لشخص قالت المصادر إنه من أبناء منطقة وصاب التابعة لمحافظة ذمار، وهو ممن استقدمهم الحوثيون إلى المنطقة ضمن عناصرهم الأمنية المتواجدة فيها.
أما عن المتهم “الصرفي” فهو أحد منتسبي الجماعة، وقد انخرط فيها باكراً وتلقى دورات طائفية ويتواجد ضمن الحوثيين في المقر المخصص لهم في قرية صرف.
والجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2024م، أفادت مصادر محلية بالعثور على جثة مدفونة في قرية صرف، بعد ساعات من العثور على جثة أخرى، وسط رعب واستنفار غير مسبوق لأهالي القرية نتيجة الجرائم المتتالية.
وقالت المصادر لـ” برّان برس”، إن المواطنين انتشلوا، عصر الجمعة جثة مدفونة داخل إحدى النوب المخصصة لحراسة القات في منطقة صرف التابعة لمديرية بني حشيش (شرقي صنعاء).
ولفتت المصادر التي تحدثت مفضلة عدم الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية، إلى أن الجثة التي عُثر عليها اليوم، هي لشخص يدعى “أبو هاشم”، أحد عناصر جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، مشيرة إلى أنه يتم حاليا البحث عن جثث أخرى.
وأوضحت أنه وبعد انتشال الجثة الأولى المدفونة في القرية ذاتها، تم الامساك بالمدعو “علي عبده الصرفي”، كونه آخر من قام بالتواصل مع الضحية في ساعة متأخرة من الليل قبل اختفائه الأسبوع المنصرم.
واتهم السكان، وفق المصادر، المدعو “علي الصرفي”، وعدداً من أفراد عصابة يتزعمها بتصفية “يونس الصرفي” الذي انتشلت جثته، أمس الخميس، و 4 أشخاص أخرين مختفيين وما يزال البحث جاريا عن جثثهم، في حين لم يتم معرفة الدوافع التي تقف وراء تلك الجرائم.
والخميس الماضي، أفادت مصادر محلية بعثور مواطنين على جثة الشاب “يونس علي حزام الصرفي” بالقرب من إحدى مزارع العنب في قرية “صرف”، بعد أسبوع من اختفائه في ذات القرية.
ولفتت المصادر في حديث لـ”برّان برس”، إلى أن من قاد للكشف عن جثة “يونس”، هي دراجته النارية التي وجدت قرب المزرعة، ليباشر الأهالي في البحث عنه، حتى بدأت رائحة الجثة تنبعث من المكان، ليتبين لهم وجود آثار حفرة تم دفن الجثة فيها بدأت “الدود تنتشر فيها”.
ووفق المصادر، فإن من معاينة جثة الشاب “يونس” اتضح أنه قتل بأداة حادة وهي “فاس” وجدوها بجوار الحفرة.
والثلاثاء، أفادت مصادر بانتحار الشاب “صبحي حمود الصرفي” 32 عاماً، والذي وجد ميتاً، في غرفته داخل منزله بقرية “صرف” التابعة لمديرية بني حشيش شرقي صنعاء.