في أول تعليق على سقوط الأسد.. حزب الله يصف ما حدث بالتحول “الكبير والخطير والجديد”
أكد حسن فضل الله النائب عن جماعة حزب الله اللبنانية في مجلس النواب اليوم الاثنين أن الجماعة تعتبر ما يجري في سوريا “تحولا كبيرا وخطيرا وجديدا” وذلك في أول رد فعل للجماعة المدعومة من إيران على الإطاحة بحليفها بشار الأسد.
ولعب حزب الله دورا رئيسيا في دعم الأسد خلال سنوات الحرب في سوريا قبل إعادة مقاتليه إلى لبنان خلال العام الماضي للقتال في حرب ضروس مع إسرائيل، مما أضعف خطوط الحكومة السورية.
وأدى سقوط نظام بشار الأسد إلى حرمان حزب الله من حليف مهم على طول الحدود الشرقية للبنان. وكانت سوريا تحت حكم الأسد بمثابة قناة حيوية لإيران لتزويد حزب الله الشيعي بالأسلحة.
وقال فضل الله في كلمة له خلال الاحتفالين التكريميين اللذين أقامهما “حزب الله”، لثلة من قتلاه في بلدتي تبنين وحاريص الجنوبية إن “ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد، وكيف ولماذا حصل ما حصل، هذا يحتاج إلى تقييم ولا يجري التقييم على المنابر”.
وأكد فضل الله “أن كل ما يجري في سوريا على خطورته لا يمكن أن يضعفنا، نحن أبناء هذه الأرض وهذا البلد”. وذلك في محاولة على ما يبدو للتخفيف من وطأ الصدمة التي تعرض لها الحزب بعدما شهد انسحابات متتالية للجيش السوري من مواقعه وتقدم الفصائل المعارضة في كافة الاتجاهات.
وأضاف “عندما كانت هناك إمكانية للمساعدة ساعدنا، الآن وضع سوريا المستقبلي والتطورات فيها والتحالفات الداخلية والمشاكل الداخلية وما سيحصل نتركه لوقته ولا يستعجل أحد بالحكم على الأمور، ولننتظر المسار وإلى ما ستؤول إليه”.
واستدرك قائلا “لكن نحن نعرف كيف نحمي بلدنا وكيف نواجه التحديات وكيف نتجاوز الصعاب مهما كانت، وقد مررنا في تاريخنا بتجارب أصعب وأمر وتجاوزناها وبقي هذا الجبل العاملي وبقيت هذه البيئة على امتداد مساحة الوطن”.
واجتاحت المعارضة السورية المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية السنية دمشق الأحد واستولت على العاصمة وأجبرت الأسد على المغادرة إلى روسيا.
وانسحب الأحد مسلحو حزب الله من مدينة القصير السورية على الحدود مع لبنان قبل فترة وجيزة من سيطرة الفصائل المسلحة عليها، وفق ما قالت مصادر بالجيش السوري.
وقالت المصادر لرويترز إن ما لا يقل عن 150 مركبة مدرعة تقل مئات المقاتلين غادرت المدينة على مراحل.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر مقربة من حزب الله، قولها إن الحزب سحب عناصره من محيط دمشق ومن حمص إلى لبنان والساحل السوري.
وقال مصدر إن إسرائيل، التي قصفت مرارا مستودعات أسلحة لحزب الله وتحصينات تحت الأرض أقامتها في المدينة، قصفت إحدى القوافل المغادرة، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وكانت فصائل مسلحة قد دخلت مدينة حمص في سوريا، ليل السبت الأحد، بعد مناوشات استمرت ثلاثة أيام.
وقال سكان في مدينة حمص إن الفصائل المسلحة دخلت إلى جميع أحياء مدينة حمص بعد انسحاب الجيش السوري من المدينة.
وكانت إسرائيل قد وجهت ضربات قوية لحزب الله خلال قتال استمر لأكثر من عام تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين مقتل أربعة من جنوده في جنوب لبنان، في أول حادث من نوعه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ قبل 12 يوما.
وقال الجيش في بيان إن الجنود الأربعة، وهم من الاحتياط وينتمون إلى الكتيبة نفسها، “سقطوا أثناء القتال” السبت، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ويسري منذ 27 نوفمبر وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وضع حدا لنزاع بدأ قبل أكثر من عام، مع إعلان الحزب المدعوم من إيران فتح جبهة “إسناد” لحركة حماس غداة شنها هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية والذي شكل شرارة الحرب في قطاع غزة.
ومنذ بدء سريانه، تبادل الطرفان القصف والاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وبمقتل الأربعة، يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في جنوب لبنان إلى 56 منذ بدء إسرائيل عملياتها البرية أواخر سبتمبر.
وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان “تعازيه الصادقة” لعائلات الجنود.
وواصل الجيش الإسرائيلي قصف أهداف لحزب الله منذ بدء وقف إطلاق النار، مؤكدا التحرك ضد أي خروقات للاتفاق.
وقال الأحد إن قواته البرية “حددت وفككت أسلحة جاهزة للاستخدام” مخزنة في منطقة مدنية وعدد من الأنفاق.