الأخبار
أخر الأخبار

وفودٌ غربية تبدي استعدادًا حذرًا للتعاون مع القيادة السورية الجديدة

استقبلت العاصمة السورية دمشق المزيد من الوفود الغربية، التي أبدت استعدادا حذرا ومشروطا للتعاون مع القيادة الجديدة في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، في حين قال مسؤول أميركي إن بلاده ستسعى لضمان حدوث “انتقال سلمي للسلطة”.

ووصل وفد فرنسي دبلوماسي صباح اليوم الثلاثاء إلى سورية، في حين قالت وزارة الخارجية الألمانية إنّ برلين تعتزم إجراء محادثات مع ممثلين عن الإدارة السورية الجديدة في دمشق، لتنضما بذلك إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في إجراء اتصالات مع الإدارة التي قادت الإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

وصرّح المبعوث الفرنسي الخاص إلى سورية جان فرنسوا غيوم لصحافيين، اليوم الثلاثاء، بعد وصوله إلى دمشق، بأنّ “فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين” خلال الفترة الانتقالية.

وأشار الوفد الفرنسي إلى أنه جاء “لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع” في دمشق، في حين رفُع العلم الفرنسي، صباح اليوم الثلاثاء، فوق السفارة الفرنسية في دمشق التي أغلقت منذ العام 2012.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، إن وفدا دبلوماسيا من باريس عقد اجتماعا في دمشق مع ممثلين عن السلطات الانتقالية السورية.

وأوضحت أن الوفد زار مقر السفارة الفرنسية في دمشق، المغلق منذ عام 2012، للعمل على إعادة فتحه.

وردّاً على سؤال حول تاريخ إعادة فتح أبواب السفارة، قال غيوم إنه يتعذر عليه تقديم إجابة في هذا الصدد “طالما لم تستوفَ المعايير الأمنية”.

وذكرت الوزارة أن الوفد حث السلطات السورية على “التمسك بمبادئ ثورة 2011 من أجل انتقال سياسي شامل وحماية الأقليات”.

وأشارت إلى أن الوفد الفرنسي أكد للسلطات في دمشق “اهتمامنا بقضايا الأمن المشترك ومحاربة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية”.

وأظهرت صور من دمشق عددا من العسكريين الفرنسيين -الذين وصلوا برفقة الوفد الدبلوماسي- أمام مبنى السفارة في العاصمة السورية.

من جهته، ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أنّ أول محادثات لدبلوماسيين ألمان مع ممثلين عن الحكومة المؤقتة، التي عينتها الإدارة السورية الجديدة، ستركز على عملية انتقالية في سورية وحماية الأقليات.

وأضاف المتحدث، في بيان: “كما يجري استكشاف الإمكانيات لوجودٍ دبلوماسي في دمشق”، مؤكداً أن برلين “تراقب هيئة تحرير الشام عن كثب بالنظر إلى أن جذورها تعود لأيديولوجية تنظيم القاعدة”.

وأردف المتحدث “يمكن القول في ضوء المتاح إنهم يتصرفون بحكمة حتى الآن”. وقال المتحدث إن ألمانيا تتواصل بشكل وثيق مع شركائها، ومن بينهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول عربية بشأن سورية.

في السياق نفسه، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الاتحاد يسعى لاستئناف عمل بعثته في سوريا بكامل طاقتها.

وأوضحت في كلمة أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، اليوم الثلاثاء، أن بعثة الاتحاد -التي تقوم مقام السفارة- لم تغلق رسميا في سوريا قط، لكن لم يكن هناك سفير معتمد في دمشق أثناء الحرب.

وقالت كالاس “نريد أن تستأنف هذه البعثة العمل بكامل طاقتها”، وأضافت أنها طلبت من رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى دمشق للتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا والجماعات المختلفة الأخرى.

من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -عقب اجتماعها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة اليوم- أنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي “تكثيف” علاقاته مع هيئة تحرير الشام التي قادت عملية الإطاحة ببشار الأسد، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأوروبيين سيعودون إلى دمشق.

وقالت فون دير لاين “علينا الآن تكثيف تعاملنا المباشر مع هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى”، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه “لا يمكنهم السماح بعودة تنظيم الدولة الإسلامية” في سوريا.

ورأت المسؤولة الأوروبية أن “خطر عودة التنظيم حقيقي”، وأشارت إلى ضرورة “احترام وحدة الأمة (السورية) وحماية الأقليات”.

وذكرت فون دير لاين أن الرئيس أردوغان “له دور أساسي في استقرار المنطقة”.

وكانت ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا قد بدأت بالفعل اتصالات مع هيئة تحرير الشام.

وفي سياق متصل، قال مسؤول الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في تصريحات إعلامية، إن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة أن تصبح سوريا “ذات سيادة ومستقرة وآمنة ولا تشكل تهديدا لجيرانها”.

وأضاف أن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي وما وصفها بالمعارضة السورية، لضمان تحقيق “انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة تلبي تطلعات الشعب السوري”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تركز على الحفاظ على وجودها في شرق سوريا “لملاحقة تنظيم الدولة وتجنب الفراغ”.

من ناحية أخرى، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استعدادها للتحاور مع السلطات الجديدة في دمشق، داعية إلى توخي “أقصى درجات الحذر” إزاء هيئة تحرير الشام.

وقالت في كلمة أمام البرلمان، اليوم الثلاثاء، إن “الإشارات الأولى تبدو مشجعة، لكن لا بد من توخي أقصى درجات الحذر”، مشيرة إلى “ضرورة إقران الأقوال بالأفعال، ونحن سنحكم على السلطات السورية الجديدة بناء على أفعالها”.

وأضافت “أفكر خصوصا في المسيحيين الذين سبق أن دفعوا ثمنا غاليا جدا، وغالبا ما كانوا عرضة للاضطهاد”.

وقبل سقوط نظام بشار الأسد، كانت إيطاليا قد أعادت فتح سفارتها في دمشق مطلع الصيف الماضي، لتكون أول دولة بين دول مجموعة السبع تتخذ هذه الخطوة.

وعقد دبلوماسيون بريطانيون، أمس الاثنين، محادثات مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، رئيس هيئة تحرير الشام، في دمشق.

وأظهرت صور كبار المسؤولين، بمن فيهم الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سورية آن سنو، وهم يلتقون الشرع، المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، في دمشق، بحسب وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”.

وجاء الاجتماع بعد تأكيد من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أنه تم إرسال وفد لإجراء محادثات مع السلطات السورية المؤقتة ومجموعات المجتمع المدني بعد سقوط نظام الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى