قالت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء، إن قوات إسرائيلية أجبرت مسؤولي المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع على إخلائه من المرضى الذين وصل عديد منهم إلى مستشفى آخر على بعد أميال في مدينة غزة، بعضهم سيراً على الأقدام.
ويعد المستشفى الإندونيسي أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال القطاع الذي يتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.
وتقول إسرائيل، إن عملياتها حول التجمعات السكنية الثلاثة المحيطة بالمستشفى، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، لاستهداف مسلحي حركة “حماس”.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بصورة دائمة لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقال مدير عام وزارة الصحة في القطاع منير البرش، إن الجيش الإسرائيلي أمر مسؤولي المستشفى بإخلائه أمس الإثنين، قبل اقتحامه في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وإجبار من بداخله على المغادرة.
وأضاف، أن مستشفيين آخرين في شمال غزة، وهما “العودة” و”كمال عدوان”، تعرضا أيضاً لاعتداءات متكررة من قوات إسرائيلية تعمل في المنطقة.
وذكرت الوزارة في بيان “الاحتلال الإسرائيلي يكثف من استهدافه للمنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، وذلك بحصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة خلال الساعات الماضية وإصراره بإخراجها عن الخدمة”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من التقرير.
ويرفض المسؤولون في المستشفيات الثلاثة حتى الآن الأوامر الإسرائيلية بإخلائها أو ترك المرضى من دون رعاية منذ بدء الهجوم العسكري الجديد في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وتقول إسرائيل، إنها تعمل على تسهيل توصيل الإمدادات الطبية والوقود ونقل المرضى إلى مستشفيات أخرى في القطاع خلال تلك الفترة بالتعاون مع وكالات دولية مثل منظمة الصحة العالمية.
وذكر مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبوصفية أنهم قاوموا أمراً جديداً من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مئات المرضى والأطباء والموظفين، مضيفاً أن المستشفى يتعرض باستمرار لإطلاق نار مما أدى إلى إتلاف المولدات ومضخات الأوكسجين وأجزاء من المبنى.
وقال مسعفون، إن هناك قوات إسرائيلية تعمل في محيط المستشفى منذ أمس الإثنين.
ضربات جديدة
في الوقت نفسه استمر القصف الإسرائيلي على مناطق أخرى من القطاع، وقال مسعفون إن تسعة فلسطينيين في الأقل، من بينهم أحد أفراد الدفاع المدني، قتلوا في أربع ضربات عسكرية منفصلة بأنحاء غزة، اليوم الثلاثاء.
وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على غزة بعد أن اقتحم مقاتلو “حماس” بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه تسبب في مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة.
وتقول السلطات في غزة، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة قتلت حتى الآن 45338 فلسطينياً وأدت إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتحويل معظمه إلى ركام.
واكتسبت المحاولات الجديدة، التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب، زخماً هذا الشهر رغم عدم الإعلان عن أي تقدم.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين، إنه تم إحراز تقدم في المفاوضات الجارية مع “حماس” في شأن الأسرى، لكنه لا يعرف متى ستظهر نتائج ذلك.
وصرح مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون أمس الإثنين، بأن الفجوات بين إسرائيل و”حماس” في شأن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة تقلصت رغم عدم حل الخلافات الجوهرية.